قوة الشخصية الزائفة:
تكاد تخلو مواضيع غوغل من نص قوي يقدم عن هذه الفكرة بعلمية هامة وطرح واقعي مميز ,لذا آثرنا المحاولة على امل إكماله من قبل من يهمه الامر.
قوة الشخصية الزائفة أو قوة الشخصية ظاهريا:
قال سبحانه وتعالى: شدِيدُ القُوَى؛ قيل: هو جبريل، عليه السلام.
والقُوَى جمع القُوَّة، قال عز وجل لموسى حين كتب له الأَلواح: فخذها بقوَّة؛ قال الزجاج: أَي خذها بقُوَّة في دينك وحُجَّتك. ابن سيده: قَوَّى الله ضعفَك أَي أُبدَلك مكان الضعف قُوَّة، وحكى سيبويه: هو يُقَوَّى أَي يُرْمَى بذلك. (1)
يحكي أحدهم قائلاً :
حدث خِلاف بيني وبين والدتي حتى وصل إلى اعتلاء الأصوات !
كان بين يدي بعض الأوراق الدراسية رميتها على المكتب و ذهبت لسريري و الهم و الله تغشى على قلبي وعقلي ...
هكذا قصص تملأ النت وقد يكون لها جذور حقيقية واقعية , فيها يمكننا التأمل جيدا رغم تجاوز بعضها المعقول, لكن يمكننا ان نستفيد منها عِبَرا تملأ فراغ الفكرة.(2)
******
1-قوة الشخصية ماذا تعني لنا وما تعريفها؟
أن تملك ثقة بالنفس, وحكمة كافية, وإيمان بما تملك من فكر ,تدفعك لسلوك مطابق يترجم ما تريد قوله والتصرف بناء عليه.
*******
هل يعتبر جيلنا يملك ناصية قوة الشخصية؟ دار حوار بسيط ساعدنا على لوصول لبعض نتائج هامة:
هل يعتبر كتاب الدكتور "عبد الكريم البكار": التعليم والنهوض بالشخصية .مرجع هام للبحث في موضوعنا؟ فجيلنا يتمتع بقوة شخصية واضحة.
الأستاذة الصيدلانية إيمان الغبرة: جيلنا يحتاج لخفض وتيرة قوة الشخصية فهو يملي علينا دروسا فيها, تبقى الوسطية هي الأهم.
الأستاذة المدرسة رولا داودي: أخالفكما الرأي فأكاد لا أجد في جيلنا قوة شخصية التي تذكرونها, إنما هو يتمتع بدلالنا ,لدرجة بات حساسا جدا امام كل موقف قاس ,فأين قوة الشخصية هنا؟.
أوردت المهندسة :اعتماد محفوظ القصة الواردة اعلاه كنموذج داعم لفكرة الأستاذة رولا .
وتقول الأستاذة إيمان:
نعاني اليوم من اختلال الموازين جميعها ,حتى ان ذلك وصل للعملية التربوية المدرسية والمنزلية, الظروف غير مستقرة جعلت هذا الجيل مرة ذو شخصية قوية بشكل يزيد عن الطبيعي أحيانا, ومن غير توفيق وجعلته ضعيفا أحيانا أخرى لا ألوم هذا الجيل مع أنني لا أعفيه
تماما من المسؤولية حيث أنه توفرت لديه سبل اليقظة بشكل غير عادي ومتألق في كثير من النواحي والأساليب ,الأمور تحتاج لكثير من النواحي والأساليب ,لكثير من التقى والوعي
التغلب على الظروف حتى نستطيع ان ننعش هذه الأجيال لكن يبقى الامل كبيرا وعظيما فنحن نرى شباب رائعين بكل ما تحوي هذه الكلمة من معان لكننا نتحدث عن الأغلبية او عن ما نلمسه ,التوازن مفقود ويتطلب جهدا جبارا لكي يعود ,وإن شاء الله يعود بفضل الله.
تقول الأستاذة المربية :هوزن الخاني: جيلنا يتأرجح ما بين العناد مع الأهل ,وسوء المنطق مع من هو خارج المنزل, وهذا يعزى لعدة أسباب :
1- قلة الحوار في الأسرة الذي يدعم الشخصية ومنطقها.
2-ضيق العالم الاجتماعي من جدة وعمات الخ.. وهم شخصيات حكيمة قديما كانت داعمة ومرممة ,تساعد الأهل على العملية التربوية لان الأولاد صاروا يقتبسون أخطاء الأهل ويعيدونها لأنها المرجع الوحيد حاليا بوجدود التقنيات التي ضيقت الافق الاجتماعي بدل ان توسعه.
( مثال:-اتصل بعمتك يا بني واطلب منها هذا الامر المهم الذي عرضته علينا.. -لا اريد..(قلة جرأة)
سيتزوج وهو غير ناضح فكريا ولا منطقيا ماذا سيربي؟ متردد منطوي صامت عامة لأنه لا يجد من يسمعه بداية.
*******
هناك قوة شخصية ظاهرية اسمها التمرد وحقيقية هي الحكمة والنقاش ,وكلاهما قد يؤدي لنفس النتائج لكن مؤكد أحدهما له مضاعفات غير محمودة على المدى البعيد, فداخل المنزل قد يكون الامر مستورا ,ولكن خارجه وبعد حين قد يؤدي إلى تعقد في العلاقات العامة فضلا عن نتائجه غير المتوقعة.
***********
فاصل منشط:
ربي اسقي أمي وابي الفرح دون اكتفاء - فإني احبها فلا تريني فيها بأسا يبكيني
اللهم اجعل أمـَي ممن
تقول لها النار :
{أعبري فإن نورك أطفا نــاري }.
***********
قوة الشخصية تلك العبارة الرنانة الرائعة ,هل يمكننا رؤيتها برسولنا الكريم؟ صلوات الله عليه وسياسته الوسطية الحكيمة؟؟بسيدنا عمر رضي الله عنه الذي إذا ضرب أوجع وإذا أطعم أشبع ...
سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وقوته في موقف وفاة الرسول والردة.؟ بصلاح الدين الأيوبي الذي حرر وأصلح ووحد؟.
******
يؤكد علماء البرمجة اللغوية العصبية أن أهم شيء في قوة الشخصية هو عدم الخوف، أو ما يعبّر عنه بالثقة بالنفس. ولكن كيف يمكن الحصول على شخصية لا تخاف؟
إن الظهور بمظهر الإنسان الحزين يعطي انطباعاً بالضعف لدى الآخرين, إذن هنالك تأكيد من قبل العلماء على ضرورة عدم الخوف وعدم الحزن لتكسب الشخصية القوية.
ونجد تأكيداً من الله تعالى على أن المؤمن لا يخاف أبداً إلا من خالقه عز وجل. يقول تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ *لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: 62-64]. (3)
**************
هذا عن حالة الانطواء او التصرف غير المتوازن, اما عن حالة التمرد فيعتبر إما مركب نقص نفسي او دلال مفرط وفي كلتا الحالتين يفتقد صاحبهما للتوزان النفسي طبعا.
وهذا ينطبق على حالات عديدة من مؤسسات وافراد ودول...
يتوهم كثير من الناس ويعتقدون أن السيطرة على الآخرين إنما تكون بالعنف والقوة، وهذا النوع لا يحقق سوى السيطرة الظاهرية. ففي وجودك تجد الآخرين يحترمونك أو يخافون منك، ولكن بمجرد أن تغيب يحتقرونك. وهذه سيطرة سلبية لأنها لا تحقق أي نتيجة، بل نتائجها ضارة
***************
يقول علماء البرمجة اللغوية العصبية أن هنالك طريقة مهمة لكسب شخصية قوية من خلال التأمل والتفكير والاسترخاء. فيمكنك أن تجلس وتسترخي وتتذكر عواقب الخوف الذي تعاني منه، وبالمقابل تتذكر فوائد قوة الشخصية وعدم الخوف، وهذا سيجعل عقلك الباطن أكثر ميولاً لعدم الخوف، وبالتالي سوف تشعر بالقوة من دون أن تبذل أي جهد فيما بعد.
وهذا ما فعلته الآية الكريمة، فقد تحدثت عن ضرورة عدم الخوف، وأعطتنا الطريق لذلك من خلال التقوى (يَتَّقُونَ)، وصورت لنا بعد ذلك نتائج ذلك (لَهُمُ الْبُشْرَى). أي هنالك حلول عملية يقدمها القرآن للقضاء على الخوف، فأنت عندما تكون تقياً فذلك يعني أن علاقتك بالله تعالى ممتازة، ولذلك فسوف تحصل على القوة وتستمدها من القوي سبحانه. (4)
*******
يعتقد العلماء أن القوى الموجودة في الإنسان كبيرة وهائلة، ولا نستخدم منها إلا أقل من 5 بالمئة! فكل إنسان لديه قوة التأثير، ولديه قوة الإرادة ولديه قوة التركيز والتفكير ولديه كمية كبيرة من الذكاء، ولكنه نادراً ما يستخدمها. إذن يجب علينا أن نتعلم كيف نحرر ونطلق هذه القوى ونستفيد منها. (5)
*****
يقول الدكتور :عبد الكريم البكار في كتابه: صفحات في التعليم والنهوض بالشخصية: إذا أردت ان تضاعف قدرتك العقلية لتتمكن من التفكير السليم في الأمور وحل مشكلاتك ,لذا لابد أن تتعلم التفكير في الأمر الواحد بعدة طرق, حتى تتأمله بطرق مختلفة, فتستطيع هنا ترتيبه بشكل مختلف لاستيعابة جيدا.
ونخص بالذكر التفكير الإنتاجي ,الذي يساعد الطفل على تقوية شخصيته من خلال الإنجاز .(6)
نستنتج مما سبق أن قوة الشخصية امر مكتسب ,يتعلمه المرء ممن حوله ,بصرف النظر عن الامر الفطري القليل عامة, والذي ندعمه تربويا غالبا, ويمكن تلافي الأمر قبل نمو الطفل وخروجه للعالم الخارجي بصدد العمل او الدراسة العليا, فالتطور يغدو بطيئا حينها وصعبا, تدعمه الوقوع بمآزق جمة تدفعه للتصرف بحكمة اكبر, فلماذا لا نجنبه ذلك؟.
ويعتبر الحوار الإيجابي والعمل المنتج(كان ترمي على كاهله مهمة شراء كبيرة او أنهاء صفقة بسيطة للتعلم من معاملة البشر, او مهمة تدعمه نفسيا وسلوكيا) اول الحلول للوصول لحالات افضل.
الخميس 26-9-2013
1- المزيد حول ذلك : http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D9%82%D9%88%D8%A9
2-التتمة: http://forum.hawahome.com/t429249.html
3- المزيد: http://www.aljameah.com/s/shaba/102/19.htm المصدر: http://abukhadra.ba7r.org/t2102-topic
4- المصدر السابق نفسه.
5- المصدر السابق نفسه.
6- لتحميل الكتاب: http://www.omferas.com/vb/showthread...d=1#post189901