السلام عليكم
نورا كريدي
خاطرة رائعة ، يبدو أنه شخص غامض لكن كل ما كتبت هنا يعبر عنك وعن عمق إحساسك به
فهنيئا لك هذا الاحساس الذي ربما لا يملكه الكثيرون ...
ولكي تبدو الخاطرة واضحة ..لقد غيرت نوع الخط وقرأت ..
فلا تحرميني من جميل خواطرك
تحيتي
ظميان غدير
شخصٌ غامض
مهما كثرتالأيّام وطالت , لا يزال محافظاً على قلبه الخجول في صدره الواسع، ولسانه الصّامتوعينيه البرّاقتين ... كنت كلّما نظرت إليهما أحسّ بألم وشوق يغمرهما .. أحسّ بحنانيفيض من بريقهما .. أحسّ بغموض يلفّ كلّ معانيهما .
تراه واقفاً منتظراً الأمل .. زاهداً بالدّنيا .. مالّاً من تكرار المشاهد نفسها على مسرح الحياة , يمشي وكأنّهيجرّ أذيال الخيبة وراءه .. وكأنّه الخاسر في صراع رهيب .. صراع مع الزّمن ؛ تراهيرقب الجميع بدقّة بالغة وكأنّ أحدهم أوكل إليه هذه المهمّة .. ينظر إليهم وكأنّهيقول لهم : أبلغوا الغائبين سلامي...وأيّ غائبين ؟ أراهن بأنّه لا يعرف حتّى من هم !! .
يقف أمام دكّانه وكأنّه واقفأمام حافّة الهاوية .. لا يقترب أكثر من بضع خطوات وبعدها يرجع ... لا لأن آلامهاختفت .. بل للأمل المنتظر الّذي قد يأس منه قلبه وعقله وأحاسيسه .. ولم تبق إلّاعينيه على هذا الأمل .. ممّا جعلهما بحراً يبحر به أجمل قوارب الشّعر وتجتازه أضخم سفن المعاني ؛ أمّا أنا فكنت آتي إليه لأتحسّس مرارة الصّبر الّذي يعيشه الكثيرونوالتّعب الواضح على جبينه .. كنت أرى عقارب السّاعة على وجهه تعدّ ليالي الوحدةالّتي يعيشها ويتحمّل مرارة مذاقها وكأنّها علقم مرّ جُبِر على تناوله صبحاً ومساء .. ليلاً ونهار .
قد قرأت كفّيه .. قرأت تعابيروجهه .. قرأت عينيه فهذا ما أحسسته .. أتراني محقّة أم أنّني لا زلت ساذجة علىقراءة تعابير وجه فتى غامض مثله يخفي وراء ظهره الكثير من القصص والحكاياوالمغامرات الّتي تعجز فتاة مثلي على رؤيتها والشّعور بها ؛ لا أدري ماذا أقول .. ولكن مهما كان شخصه فقد فجّر في قلبي ينابيع كلمات وجداول معاني لم أعرف بوجودها قبلاً في ذاتي.
نوراكريدي