التأثير الإيجابي والسلبي لعملية النقد الأدبي .
من قلم غالب الغول
@@@@@@@@@@
النقد يعني فن تمييز جيد النص الأدبي من مثالبه , وتصويب الهنات والضعف بأسلوب الترغيب لا الترهيب , وبأسلوب الإيجاب لا التنفير , بعقلية الناقد الذي يحمل في جعبته أدوات النقد الكاملة والمتكاملة نحواً وصرفاً وبلاغة ودراسات أدبية نقدية , بما منحه الله من تخصص ليبلغ صاحب النص إلى الحقيقة التي يسعى للوصول إليها , فيعطيه الناقد حزمة من الضوء ليرى بها الهنات والضعف أينا كانت ليكون حريصاً على إبراز الحكمة من النص الأدبي , لأجل استمرار العطاء برغبة وشوق , وهذا ما نسميه النقد الهادف , لأن الناقد يبرز المحاسن أولاً ثم يظهر المثالب بإسلوب مشجع .
وعندما يكون الناقد متعمداً التجريح والهجوم , برغبة تصيد الأخطاء فقط , بما يكنه من ثورة عصبية يشوبها الحسد والأنانية والتحيز والمواربة , فلا يكون النقد هنا إلا نقداً سلبياً ضاراً ومنفراً ليصبح صاحب النص كئيباً ونادماً ومتخوفاً من نشر إي مادة أدبية تكشف عيوبه وضعفه الأدبي واللغوي والعروضي , لأن الناقد أظهر العيوب بأسلوب خشن وجاف , ولم يظهر محاسن النص الأدبي , وبهذه لا نستطيع تسمية من يقوم بهذا العمل ناقداً , بل يسمى معلقاً أو متذوقاً للنصوص الأدبية , وقد يخطئ في تقويمه وقد يصيب ولا يؤخذ بأقواله كحكم نهائي لجمال النص .
ومن هنا نستطيع القول بأن النقد مخصص لإظهار المحاسن والعيوب للمادة الأدبية بأدوات نقدية واضحة لها دلالتها , بينما المدح والثناء مخصص لإظهار شخصية صاحب النص . , وعكس ذلك يسمى ذماً .
ومن نتائج النقد الذي مارسه من يدعون بالنقاد أن ترك بعض المتدربين أقلامهم وأوراقهم تحاشياً من الوقوع بالزلل والأخطاء , لأن أساليب النقاد منفرة لا يهتمون إلا بإبراز هويتهم النقدية ليقال عنهم ــ علماء النقد ــ وهم من النقد براء , لأن الناقد الفاشل يركز على العيوب ولا يهتم لمحاسن النص بل لا يهتم لمشاعر صاحب النص أيضاً ولا يكترث لتشجيعه على الاستمرار في الكتابة , وبهذه الحالة فلا يخلوا أي نص أدبي حتى لو كان لأكبر الأدباء من بعض الهنات , فلكل أديب ذوقه وأسلوبه ومفرداته , بل ولا بد من وجود الضعف والهنات والعيوب , قد يفقهها ناقد وقد لا يكترث بها ناقد آخر , وإن دل هذا على شيء إنما يدل على ضعف الشخصية عند الناقد , والتعالي , ونماء الأنانية في ذاته , وادعاء بعلم ليس له باع ولا ذراع في تخصصه , فهو سلبي الروح والفكرة والمنطق والأسلوب , يريد الفضيحة ويأبى أن يقدم النصيحة , وإن اعتبرها نصيحة , فالمثل يقول ( العلن في النصيحة فضيحة ) وقد تكون النصيحة في غير محلها , كأن يمدحَ الناقدُ صاحبَ النص بعبارات التفخيم والتعظيم وهو لا يريد إلا التحطيم والتثبيط بالمادة وصاحب المادة . كما يقول المثل ( من مدحك بما ليس فيك فقد ذمك ), ولو تعرّض هذا الناقد المغرور إلى النقد كما يُعرض نقده للآخرين لما وجدته في حومة الثقافة وبين الكتاب والمبدعين .
وأنا مع الذين يقولون بأن النقد البناء له خصائصه وأسلوبه , ولا بد منه لمعرفة الغث من السمين , ولمعرفة الخطأ وإظهار جوانب الإبداع , ليطمئن إليها صاحب النص وليبتعد مستقبلاً عن مثل هذه الأخطاء , ثم ليبتهج قلبه عندما يعرف أن كثيراً من نصه له فائدة للمجتمع وله قيمه أدبية مميزة , وبهذا المفهوم فإن من يرفض النقد لن يكون على صواب , فلا بد من النقد الإيجابي لتصحيح المواقف وقلة الأخطاء .
ولو فتحنا باباً خاصاً للنقد برغبة من صاحب النص في إخضاع مادته للنقد , لكان ذلك أنجع وأنجح .
وأرى في نهاية هذا البحث أن أطرح الموضوع أمام الأعضاء ليدلي كل واحد منهم بدلوه حول مفهوم النقد وتعدد أساليب النقاد , لنخرج بفائدة تعم الجميع . بمعني ــ كيف تحب أن يكون النقد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ،،
أشكركم على حسن تفهمكم ومشاركاتكم , ووفقكم الله لما فيه الخير والصلاح .
غالب الغول الجمعة / 7 آذار /2014