عشائر تكريت عبر التأريخ ]منذ نشأتها الاولى وعلى مدى عصور التأريخ التي مرت بها تبنت تكريت النظام الاجتماعي القبلي كأساس لتنظيم بنيتها السكانية. حيث ان من سمات هذا النظام انه يشكل الهيكل الاجتماعي الذي يتكون من اجزاء متصلة ومترابطة في حركتها وتعمل في نظام واحد وتحت قاعدة ثابتة. وهذا يلائم نمط الحياة العفوية لكل الذين حلوا فيها. كما وانه يركز على نظام العائلة المستقرة التي اقل وصف لها انها العائلة الكلاسيكية العشائرية التقليدية التي تربط اعضاؤها علاقات اجتماعية متماسكة. وان سبب تسميتها بالمستقرة لان كل افرادها يعتقدون بأيدلوجية اجتماعية وخلاقية ودينية واحدة. وهكذا وبناءا على ماتقدم. ولان بيئة تكريت الجغرافية تعد من اهم مناطق الجذب والتركز السكاني في وادي دجلة الخالد. فقد اندفعت صوبها العديد من الاصول البشرية لتعدها مستقرها النهائي. واننا في مقالنا هذا سوف نلقي نظرة سريعة موجزة على سلسلة العشائر والقبائل والاسر التي سكنتها عبر تطورها المدني والحضري عبر التأريخ . فلقد اشارت المراجع الاثارية الموثوقة الى حقيقة ان تكريت كانت احدى اماكن تركز واستقرار اقدم الاصول السامية التي عرفها تأريخ حضارة وادي الرافدين والذين يطلق عليهم من قبل اهل الاثار (العرب الجزريون) نسبة الى موطنهم الاول جزيرة العرب التي نزحوا منها جراء موجة الجفاف والتصحر التي عرفتها الجزيرة لأول مرة بعد ان كانت جزيرة خضراء حيث ان تكريت كانت من المواطن التي استوطنها رهط من هؤلاء النازحون ولقد حصل ذلك في اعقاب الطوفان الذي يتوافق حدوثه ومطلع الالف الثالث قبل الميلاد. ولقد اعقبهم في الاستيطان بتكريت مجموعتان بشريتان تنتميان الى الاصل الارامي الذي يعد احد الاصول السامية (العرب القدماء) فالمجموعة الاولى تسمى الجرامقة والتي اسست في تكريت نسيجا اجتماعيا عرف بأسم (ارام تكريت) والمجموعة الثانية تسمى قبيلة الاتوعا احدى اقوى القبائل الارامية التي جعلت من تكريت موئل تركزها الحضري والاجتماعي وعندما اصبحت تكريت تشكل الحد الفاصل للدولتين الاشورية والبابلية عدت موطنا مشتركا لرعايا اشور ورعايا بابليين وبهذا اضحت نقطة التقاء وتجانس وصهر لفرعيهما الجزريين ومظهرا ملموسا حيا لامتزاجهما كما وكان لها ادوار موثقة في عهدي هاتين الدولتين المتجاورتين اذ كان لها دورا بارزا ومشهودا ضمن العمليات الحربية الاشورية وخاصة عمليات القرن الثمن قبل الميلاد والتي قادها الملك سرجون الاشوري لتوسيع رقعة الدولة الاشورية حيث كان للعنصر التكرتي دور متميز لكونه يشكل القوة الخاصة التي تحمي وتحرس الملك المذكور وقبل هذا كان لها دورا مؤثرا وهاما ابان العمليات الحربية للبابليين لتوسيع رقعة الدولة وخاصة في هد الملك نبوخذنصر أي ابان السبي البابلي الذي انجزه حيث كان للعنصر التكريتي دورا في انجاح عملية تحرير فلسطين من خلال البحر اذ عهد اليهم مهمة صناعة الارماث المحملة بالجند من التي تتقدم الى مدن الساحل من جهة البحر وكذلك قيادتها . وفي عهود ماقبل الاسلام كانت تكريت الموطن الذي يضم اصول عربية متنوعة الارومة من تركة المهاجرين الجزريين ومن بقايا الاشوريين والبابليين أي الكلديين ومن تبعهم في القرون اللاحقة كبني اياد وبني تغلب والانمار والشهارجة وبنوبكر والغساسنة الازديين الذين حلوا فيها في العصور التي تلت سقوط الحضر مشكلين مجتمعا مدنيا متجانسا يسموا على الاصول والفصول المكونة له من شدة تماسكه اذاب الاصول المكونة له حتى باتت للناظر اليها اصلا واحدا جاعلا منها مجموعة اجتماعية متمدنة اقل وصف لها انها انموذج لدولة المدينة بكل المظاهر التي يعنيها هذا المفهوم الحضاري والحالة المتطورة للمجتمع العربي القائم في محيطها انذاك وعندما حلت بركة الاسلام في ربوع تكريت عام 16 هجري استقرت فيها بعض العوائل التي رافقت الجيش الاسلامي الفاتح لها استجابة لمتطلبات نشر الاسلام وتوطيد الاحوال التي يدعوا اليها الحال الجديد فكان استقرارها في تكريت عنصرا مضافا للمكون الاجتماعي القائم فيها عزز نسيجه بلون جميل ووهاج ولقد كان من هذه العوائل التي حلت في عهد التفح وبأعقابه مباشرة وايضا في العهد الاموي بنو الازد وبنو الابجر وبنو ربيعة وبنوهود وبنونوح الكوفيين واخرين وفي العصر العصر العباسي قطنت تكريت مجموعة من العوائل والاسر العربية التي حتمت استيطانها فيها ضرورات وحاجات انسانية كثيرة محورها مكانها القريب من عاصمة الخلافة العباسية ولقد كان من ابرزها واكثرها ذكرا في التأريخ بنوحمدان وبنو عقيل وبنوعبادة وبنوايوب وبنو الفقير وبنوكنانة وبنو التمار وبنو المفرج وبنو العريف وغيرهم. ولقد ساقت اليها المحن موجتين تدميريتين صفراوين هي الموجة المغولية والموجة التترية قوضت مدنيتها ودمرت وجودها الحضري ومزقت نسيجها الاجتماعي فأبادت من ابادت وشردت الى الانحاء من نجى منهم الامر الذي اسكت نبض الحياة البشرية فيها حينا من الزمن. وما ان ابتدأ في ربوعها العهد العثماني في عهد السلطان سليم خان ياوز الاول حتى عاودت لملمة اشلاءها من الانحاء ولعق جراح الدمار الذي عصف بنسيجها وبمدنيتها معاودة حقيقتها الحضرية ووجودها المدني ومستأنفة مسيرتها الانسانية بعد ان عاد اليها بعض من اهلها القدماء من ذوي الارومات التغلبية والايادية والازدية والعقيلية والحمدانية والايوبية وكذلك بعد ان حلت بها ارومات عربية جديدة من الجذرين العدناني والقحطاني تتقدمها اسر علوية النسب كان قد جاء بعضها برفقة السلطان سليم الاول وبعضها الاخر برفقة السلطان سليمان القانوني ابان حملات طردهما للصفويين من ارض العراق . ثم توالى استيطانها من العوائل التي باتت تتوافد الى ارض العراق ابان الفترات اللاحقة وخاصة من التي كانت ترافق جيوش العثمانيين خلال تكرر صولاتهم مع الصفويين الذين مافتئوا يغيرون على مدن العراق فمع حملة مراد الرابع جاءت جماعات وابان المواجهة العثمانية مع نادر شاه الايراني جاءت جماعات وفي عهد مدحت باشا وكأجراء اجتماعي اوجده سراتها لتنظيم وترتيب نسيج مجتمع مدنيتهم والسيطرة على ديمومة تجدده وشكله اقر فيها نظام اجتماعي ثلاثي الاذرع قوامه ثلاث حمائل متجانسة ومتواطنة متكافئة متحالفة هي البو ناصر والحديثيين والتكارتة القدماء حيث بات كل من يحل في تكريت منضويا تحت احدى هذه الاعمدة الثلاث المشكلة لتكريت عادها عنوانه الاجتماعي الجديد ولقبه الجديد الذي يغلف ويهضم لقبه القديم وعادهاخيمته الواقية ومرجعيته الاجتماعية العالية ولقد بقي هذا النظام عامل وفاعل في مدينة تكريت الى عهد قريب حيث ضم وحوى ارومات متنوعة منها العربية ومنها الكردية او التركمانية ومنها القحطانية او منها العدنانية ومنها العلوية ومنها غير العلوية كانت جميعا تحت رايات ثلاث يعلوها لواء المدينة الموحد وكانت جميعا تحت اطار حالة تآلفية قل نظيرها هي حالة تسموا على العنصريات الصغيرة وتأخذ بها نحو الحالة القومية المتمدنة والحالة الاوسع والاعم والاقوى والابهى لهذا نما في مجتمع تكريت في ماضيه القريب ونتيجة للاجراء التنظيمي المذكور نما الطابع القومي والحس الوطني بشكل قل له نظير مفجرا في ميدانها الشعور القومي والنفس الوطني]
المصادر
بحث لاستاذي العزيز -- المؤرخ والمحقق للانساب ابراهيم فاضل الناصري
اعداد عثمان ال غفار