أدب الأطفال عند الأديب :مؤيد البصري(مرئد)
السلام عليكم
أدب الأطفال وما أدراك ما أدب الأطفال , فلقد قدم له الكثير من الأدباء, وانقطع عن الكتابة له الكثير أيضا , ربما لصعوبته وربما لأنه يحتاج
تغلغل في نفس الطفل ومعرفة ماذا يريد وكيف يطرب للقصيدة..ومتى تعجبة القصة..
ويعد الأديب مؤيد البصري(مرئد) من الأدباء القلائل الذين يملكون منهجا واضحا وخطوطا أدبية واضحة ومرونة وهمة عالية واستمرارية نادرة,تجعله في مصاف الأدباء القلائل الذي ننتظر منهم الكثير والكثير..
نذكر في هذا المجال: سالم وريوش الحميد, ريمه الخاني نجلاء نصير-مصطفى السنجاري.
ويعد الأديب مؤيد المشرف العام في موقع فرسان الثقافة , أكثر من كتب للأطفال وكأنه اختص في ذلك سواء كان عفويا أم مقصودا وقد غطى بذلك نقصا فادحا في هذا المجال.
*********
لقد كتب قصيدة الطفل النموذجية والتي تخص مابين عمر: الخامسة والعاشرة حصرا , حيث اتخذت السهولة والموسيقا المتوثبة والتي يسهل تلحينها مستقبلا,
ناهيكم عن عفويتها تشهد لها نصوصا اتخذت أصوات الحيوانات بداية لها أو تضمينا فيها مما يحرك الطفل ويجعله مقبلا عليها برغبة نابعة من واقعية الأمر هنا مثال:[1]
ميو ميو ميو
صوت مواء الهرّة جاءْ
دوّى في كل الأرجاءْ
ميو ميو ميو
فتشتُ في كلّ مكانْ
حتّى في بيت الجيرانْ
لكنّ الهرّة لم تظهرْ
والصوت قريبا قد كانْ
**********
نلاحظ إيقاع الخبب هنا موافقا تماما لروح الطفل التي تهوى الخفة والسرعة في الإيقاع وهو يعد خير بحر وإيقاع يقدم للطفل موسيقا سهلة يمكنه أن يلحنها بوضوح وسهولة
حتى لو لم تلحن في وقت ما.
ونلاحظ هنا سهولة الألفاظ البيانية وعدم تبني كلمات صعبة عليه,ربما يؤخد على فكرة النص عدم توجهها لفكرة إرشادية ما..فربما قدمنا له نصحا أو تمرير فكرة صحية خلالها تفيد وتضيف للنص
وهذا ما اتخذه أديبنا مؤخرا وهذا يدل على توقه للأفضل دوما.
ونسوق قبل المرور بنصوصه الموجهة للتحليل هنا مع قصيدة الشارع والسيارات:[2]
طوط طوط طوط
ياطفلي للدرب شروطْ
فيه شروطٌ وعلاماتْ
شرطيٌّ يعطي إشاراتْ
والتي تعطي انطباعا عن أن الأديب مؤيد راوح بين رغبات الذكور والإناث ببراعة منقطعة النظير,و في نوع النص وفكرته , ومابين قطة وسيارة.
ففي قصيدة عصفوري قدم القصيدة للأكبر سنا والتي توافقت مع دخول الطفل المدرسة وليس ماقبل سن المدرسة:
حلّق حولي يا عصفورْ * واغمر قلبي منك سرورْ
غرّد حولي وانثر فرحاً * أنت صديقي يا عصفورْ
************
نجد ارتقاء الأسلوب لما فوق العمر ماقبل المدرسة..
وهذا يثبت تخصصة تقريبا في سن مابين الخامسة والعاشرة من عمر الطفل , حيث يتوافق مع مرحلته الأولى المدرسية, بينما غالب من كتب للأطفال كان يكتب قصصا لمراحل متقدمة أكثر وتعطي دفقا لمرحلة
الحيرة التي يحار فيها الطفل لمن يقرأ فلاهو يستطيع قراءة نصوص الكبار ولا هو استطاع البقاء في عالم أناشيد الأطفال الصغار.وهي سن تحتاج منا لعناية كبيرة في سن هامة جدا يجب أن نتعاون مع المنزل في كسبه لعالم القراءة.
ويمكننا استعراض العالم القصصي لديه والتي تعطينا مقارنة هامة بين أناشيده وقصصه:
في نص كيف أخدم وطني 2 نلاحظ اللغة فيها:[3]
تداخلت المشاعر واشتدت لدى سامر . وتحير في أفضل مهنةٍ يخدم بها وطنه، فقرر أن يكون طبيباً كما هو حال جارهم الدكتور عصام . أسرع سامر الى بيت جارهم وطرق الباب خرج ابن جارهم من الطارق ؟ سامر : أنا سامر تفضل ياسامر عندي سؤال لوالدك الدكتور عصام والدي ليس في الدار فقد ذهب الى طبيب الاسنان . طبيب الاسنان أوليس والدك طبيب ؟ والدي ليس طبيب اسنان واسنانه بحاجة للعناية متأسف شكرا لك .
*******
هنا نجد أن اللغة ارتقت عن سن ماقبل المدرسة رغما , فمن الطبيعي ألا يقرأ طفل الحضانة , ودخل عالم التوجيه الفكري وهو أهم مافي أدب الأطفال الذي نحتاجه بقوة,والسؤال هنا:
هل تمكن الأديب من دخول عالم الطفل بمختلف مراحله العمرية مقدرة أدبية فائقة؟ أم هي موهبة؟ أم هو ما تخبؤه النفس من براءة ومرونة فكرية وأدبية؟
للإجابة على هذا السؤال يجب أن نتعرف على ما يضمره الأديب مؤيد وما يفكر فيه,من رغبة في الاستمرارية للكتابة عبر هذا العالم الصعب أم هو طفرة ورغبة مؤقتة؟
*********
ولدى مقارنة بسيطة مع أدب وقصائد المدارس من خلال النماذج التالية:
2003:
الصف الثالث والرابع:
مكتبتي:
كبرت بالأجمل والنافع
كانت مكتبتي صغرى
صارت مكتبتي كبرى
أقرؤها وأعير الإخوة
نطير عليها كالنحلات
عندي مكتبة حلوة
أحلى من كل الثمرات
() مجلة بناة الأجيال السورية العدد 80 العدد 94 /مصطف النجار من مقال :ملامح من تجربتي معلما ومساهما في شعر الأطفال/حلب
نجد هنا التوجيه واضح المعالم بقوة رغم أن موسيقى الشعر رغم استخدامه للخبب لم يملك ناصية الخفة والسلاسة في النسج..
السادس:
كان يا ماكان قلعة=ولها أبوابٌ سبعة
باب علم وحضارة=وجهاد وجسارة
باب أخلاق كريمة=وفتوحات عظيمة
باب شعر وفنون=وبه الحسن يكون
*******
كذلك التوجيه والإرشاد التدريسي واضح المعالم بقوة, وكانت موسيقاها أجمل وأكثر مرونة وجمال, ولغة ارتقت لتلك المرحلة الهامة.
يقول هنا الأستاذ مصطفى(بتصرف)
هناك فرق مابين أدب يكتب عن الأطفال ومابين أدب يكتب لهم تتوافر فيه اللغة والبساطة والموسيقى الملائمة لسن هؤلاء , إضافة إلى منظومة القيم والأهداف التربوية
المنشودة ..كنت أتدرج مع الأطفال خطوة خطوة من قراءة صامتة لجهرية,إلى قراءات فردية , وإثارة جملة من الأسئلة في محاورة النص وتفكيكه شكلا ومضمونا ,
ثم الإنشاد الفردي والجماعي مع بث روح المرح فيهم للدخول إلى الكلمات وما وراء الكلمات انخفاضا وارتفاعا ملائمين , وكثيرا ما أغير بعض المفردات التي لا يستوعبها الأطفال أو لا يستسيغونها , أو التي تشكل نشازا في أنشادها.
*******
وأخيرا لا ننكر وجود كتاب للأطفال , ولكن ماذا يريدون هم؟وما هو الأدب الذي يحتاجون له؟ هل كرست المسابقات التي قدمها في قسم أدب الأطفال بابا حواريا وتحفيز فكري أهم من النص المقدم على طبق من ذهب؟وهل كانت مساهماتهم في الكتابة أمثال أميرة الكتاني و أوس الحكيم وغيرهم [4],دافعا ليكتب الطفل بنفسه ما يعتلج في صدره ويشعر به ويسجل ما يجود به خياله؟
بالرغم من أن هذا يحتاج مساحات حوارية ومتابعات دائبة وكوادر متابعة بإخلاص تمتص طاقتهم بقوة وتفرغ محتويات إبداعاتهم الثرة.[5]
نترك الأطفال ليبوحوا فهم أعرف برغباتهم العصرية .
ريمه الخاني 17-2-2012