لا تبدي الحماسة فيقضي عليك الفتور
بقلم م. محمد يوسف حسنة
طاقات شبابية تبحث عن نافذة لتخرج مخزونها الداخلي للعالم الخارجي وترى النور أملا في كسب المعرفة وإضافة ماهو جديد، بحث عن النافذة لبناء العلاقة الإيجابية المفترضة ما بين الفرد والمجتمع، فمعظم الحالمين والمبدعين يرفضون أن يكونوا مجرد أرقام في السجلات المدنية دخلوا الدنيا وخرجوا منها دون ترك بصمة واضحة تخلد أعمالهم وأسمائهم بأحرف من نور.
أحيانا تلوح النافذة في الأفق فيتثبت بها الفرد مبديا حماسة غير طبيعية مستنفراً كل طاقته لإبراز مواهبه وقدرته على الإنجاز.
ويستطيع بفترة قياسية خطف الأضواء وجذب انتباه الأشخاص الذين تعجبهم تلك الحماسة ويندفع جزء كبير لتبنيه والترويج له ومن ثم تحميله المسئوليات والمهام وهو يبدي الحماس ويترجمه الإنجاز.
حتى يصل إلى مرحلة القمة في الإنجاز السريع والدقة المتناهية ، إلا أن تلك الحماسة ما تلبث أن تزول ويفقد لمسته السحرية في التأثير فقد استنزف قدراته وبات ما يفعله روتين لا تجديد فيه وهنا يبدأ النجم في الأفول وتتوارى شمس الحماسة خجلا بعد أن كانت شمس ساطعة حارقة.
قد يكون في بداية الحصول على الفرصة مطلوب الاستفادة من كافة الطاقة الحماسية لابراز المواهب والوصول إلى القمة بسرعة قياسية.
إلا أن المتحمس لا يعرف أنه بحماسه واندفاعه يسرع أحيانا في أفول نجمه عن دون قصد، فالأفراد والقادة يتوقعون دائما الجديد والمتميز من الشخص النجم ويعتقدون أن في جعبته الكثير من الأوراق التي ما زال بإمكانه إبرازها في حين يكون النجم قد وصل لدورته النهائية بعد أن وصل الحد الذي استنزف فيه كافة مقدراته الحماسية وامكانياته وخبراته العملية.
ولكن كيف تصل الحماسة إلى الفتور والتميز إلى روتين، والحقيقة أن هنالك للإجابة عن هذا السؤال عدة أوجه
فمن جانب " المتحمس" يصعب عليه المحافظة على صورته والقمة التي وصل إليها إن لم يكن صاحب عزيمة وإرادة تدفعه للتميز دائما وقبل هذا وذاك صاحب فكر مجدد مبتدع لا متبع فكما قيل إن الوصول إلى القمة أسهل من الحفاظ عليها.
والوجه الآخر الظروف المحيطة بالمتحمس، فليس صحيحا أنه حتى في حال وجود النافذة والفرصة يستطيع المتحمس الصمود كثيرا، فالروتين القاتل وتعقيد العمليات الإدارية والمشى كالسلحفاة في بعض المؤسسات يقبل الحماسة ويحولها لفتور ولا مبالاة.
وأيضا عنصر التقدير والتقييم للمتحمس فغالبا ما يخذل المدراء المتحمسين. دون قصد أحيانا في التقصير بتقدير العمل سواء التقدير المعنوي أو المادي، فتفتر الحماسة تدريجيا ، وعل أصعب الأمور التي تفقد المتحمس حماسه الصدمة خصوصا في مثل أعلى سواء كان فردا أو مؤسسة.
وعل التآمر والطعنات من من قبل أعداء النجاح يؤثر في بعض المتحمسين خصوصا إن استطاع أعداء النجاح تسجيل بعض الضربات، مما ينعكس سلبا على نفس المتحمس.
ولذلك فأنني أنصح المتحمس من أصحاب الريادة بالتالي:
§ لا يصل القمة إلا أصحاب الهمم ولا يصمد في القمة إلا المجددين من أصحاب الهمم ولا يخلد في القمة إلا المبتدع من أصحاب الهمم.
§ لا تستنفر جميع أوراقك وقدراتك الذهنية ، حافظ على التميز في الحضور والجديد في الطرح والإبداع في طرح الحلول، واترك لك مساحة من المخزون.
§ طريق النجاح مليئة بالأشواك ولا يجتازها إلا الرواد ولا يستحق الوصول لنهايته إلا من يشعر بالمعاناة ليتذوق حلاوة ثمار النجاح.
§ لا تقبل بالواقع ولكن تذكر " ملئ السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤسهن شوامخ"
§ رد على أعداء النجاح بتحقيق الانجاز ولا تهدر الوقت في المناكفات.
§ كما في التدين التشدد يغلب صاحبه، فالافراط في الحماسة يحولها لفتور فقنن حماستك حسب متطلبات المرحلة.
§ لا تجعل الامكانات المادية عائقا أمام الحماسة فالصبر في النوازل مفاتيح الفرج.
نهاية لا تعلق نفسك بالأشخاص وأجعل ايمانك بالفكرة حتى إن سقط مثلك الأعلى تبقى الفكرة العنوان الأساس
--
الصحفي رمضان خليل ارشي
00972599484927
ramadanpress@hotmail.com
لكم تحياتي
--