"النهار" التقت والدها الحقيقي في كوخ ودعت السلطات الوطنية إلى التدخل
الصحف الجزائرية تنشر تفاصيل مثيرة حول قضية "سارة"
: بين مشكك ومصدق ومحايد، خرجت الصحف الجزائرية الصادرة أمس، السبت، حاملة على صفحاتها بعض التفاصيل المثيرة في قضية الفتاة الجزائرية "سارة" ذات الخمسة عشرة ربيعاً، التي لقت مصرعها مؤخراً أثناء وجودها مع ذويها في مكة المكرمة لأداء فريضة العمرة.
وبقي خبر تقرير الطب الشرعي، الذي قال في بادئ الأمر: إن سارة تعرضت للاغتصاب، ثم عادت التقارير الرسمية لتنفي ذلك، مسيطراً على الصحف الجزائرية، حيث اتهمت صحيفة "الشروق" السلطات السعودية بأنها استبقت الأمور فشككت في الضحية وتركت الجلاد.
وقالت الصحيفة : إن هناك العديد من التفاصيل المريبة في قضية سارة، ناقلة عن والد الضحية بالتبني قوله: إن ابنته كانت لاعبة كاراتيه وتستطيع الدفاع عن نفسها.
وأضافت الصحيفة استناداً أيضاً لشهادة والدها بالتبني، بومدين الخطيب: إنه عيّن بالفعل محامياً سعودياً، للتكفل بالقضية التي تتبناها حتى الآن الجهات الدبلوماسية الجزائرية، في الوقت الذي لا يستبعد فيه البعض تدخل الجهات الفرنسية، باعتبار أن الضحية كانت تحمل الجنسية الفرنسية.
واكتفت صحيفة "الفجر" الجزائرية بنقل تفاصيل الخبر عن بعض الصحف السعودية وما نشر فيها خلال الأيام القليلة الماضية. بينما اختارت صحيفة "النهار" تتبع نسب الطفلة التي تبين أنها كانت مع والدها بالتبني، بينما عاشت هي حياة صعبة بعد أن تزوجت والدتها بوالدها بواسطة عقد عرفي قبل أن ترفض الاستمرار معه وتنتقل للعيش في فرنسا وتخفي طفلتها لدى عائلتها بعيداً عن والدها الحقيقي".
وأضافت الصحيفة: "كثرت الادعاءات حول حقيقة ونسب الطفلة بن ويس سارة التي تعرضت للاغتصاب الوحشي المتبوع بالقتل على بعد 11 متراً من الحرم المكي"، مشيرة إلى أنها زارت والد الضحية المقيم بكوخ قصديري بعين تالوت، حيث استقبلنا عمي أحمد 61 سنة رفقة محاميه السابق محمد رقيق، الذي حاول لسنوات طويلة استرجاع ابنته عن طريق المحكمة.
وتشير الصحيفة إلى أن والدتها عادت في عام 1999 وأخذت الطفلة لفرنسا ولكن لعدم توافر أوراق ثبوتية لها تم احتجازها في مركز اجتماعي، لتظهر بعد ذلك مع والدها بالتبني بومدين حتى لقيت مصرعها في مكة المكرمة.
وبالرغم من اعتبار الفتاة من مزدوجي الجنسية لحصولها على الجنسية الفرنسية، أجمعت الصحف الجزائرية على ضرورة تدخل السلطات الجزائرية للكشف عن ملابسات الحادث دون انتظار التدخل الفرنسي.
*******************
انتهاء التحقيقات مع المقبوضين والملف لدى هيئة التحقيق
اليوم.. إعلان نتائج الكشف الطبي على جثة "الفتاة الجزائرية" بمكة
تتجه الأنظار. اليوم الأحد إلى مستشفى الملك فيصل بالعاصمة المقدسة، الذي سيعلن نتائج الكشف الطبي على الفتاة الجزائرية "سارة الخطيب - 15 عاماً"، قتيلة فندق مكة؛ لتوضيح ما إذا كانت قد تعرضت للاغتصاب أم لا، بعد أن تم أمس سحب وأخذ عينات من الجثة، فيما أكد الناطق الإعلامي لشرطة مكة الرائد عبدالمحسن بن عبدالعزيز الميمان أن فريق التحقيق الجنائي حقّق مع المقبوض عليهم كافة ، وسلّم ملف الحادثة إلى هيئة التحقيق.
وكانت لجنة الطب الشرعي قد بعثت بخطاب إلى قسم الوفيات، تطلب فيه تجهيز الجثة وإخراجها من الثلاجة قبل البدء بالتشريح بوقت كاف لا يقل عن 10 ساعات.
تتعلق العينات بالسموم والمخدرات بجانب عينات من مهبل الضحية؛ للتأكد من تعرضها للاغتصاب من عدمه.
ومن خلال مباشرة الطب الشرعي لموقع الحادثة فور وقوعها والكشف على الجثمان تبيّن مبدئياً أن الفتاة تعرضت لكسور عدة في القدمين والرأس وكدمات متفرقة إثر شدة الارتطام بالأرض.
وإدارة الطب الشرعي تقوم حالياً بتشكيل لجنة طبية تشرف على التشريح، الذي سيحدد العديد من الأسباب التي أدت إلى الوفاة، إضافة إلى الكشف على القدمين والأكتاف وبقية أجزاء الجسم؛ إذ إن التشريح والكشف الطبي سيوضحان ما إذا كان هناك تخثر دموي وكدمات جلدية في أجزاء معينة في حالة دخول الفتاة في محاولات للدفاع عن نفسها والاعتداء عليها كما يدعي ذووها.
تتركز مهمات فريق الطب الشرعي في ضرورة أخذ عينة من الدم وتحليلها لكشف تعرض الفتاة للسموم أو أية مواد مخدرة.
ذكر أن تحليل السموم يُجرى في حالات السقوط واشتباه الانتحار.
هذا، وفي السياق ذاته، قال مصدر أمني مطلع : إن المتهم الرئيس في قضية الفتاة الجزائرية، ويدعى عمار، وهو من الجنسية اليمنية "23 عاماً"، أفاد أثناء التحقيق بأنه يعرف الفتاة منذ أواخر رمضان، ولكنه لم يقتلها، وكان يحبها، وأراد الزواج بها، فكيف يقتلها؟! وأكد المصدر أن عمار قال: "تعرفت عليها قبل أيام، ولم أكن أحمل في داخلي أية نوايا دفينة لقتلها أو إيذائها، وقد التقيتها 3 مرات قبل الليلة المشؤومة التي سبقت الحادثة، وقمت بتحديد موعد للجلوس معها سوياً بإحدى الغرف في أعلى الفندق الذي أعمل فيه بالاستقبال، وتقطنه البعثة الجزائرية؛ حيث تناولنا وجبة العشاء سوياً، وتجاذبنا أطراف الحديث في أمور عدة".
وأضاف المصدر أن شخصاً آخر من الجنسية اليمنية، يُدعى جلال"26 عاماً"، كان يعمل في تحميل وتنزيل أغراض ومستلزمات النزلاء، سمع أثناء وجوده في استقبال الفندق عن اختفاء الفتاة منذ ساعات؛ ما دفعه للبحث عنها، وبصعوده إلى الطابق العلوي "السادس عشر" بغية الاسترخاء قليلاً ومن ثم البحث عن الفتاة فوجئ بوجودها بصحبة عمار ودخل معه في جدال واسع مطالباً بضرورة إخراج الفتاة؛ لأن ذويها يبحثون عنها.
وذكر المصدر أن جلال قال في التحقيقات إن عمار طلب منه عدم التدخل وعدم الإفصاح عن مكانها؛ ما دفع جلال إلى الدخول في مشاجرة مع عمار من أجل تسليم الفتاة إلى ذويها، وخلال تطور الشجار طلب عمار من الفتاة مغادرة الغرفة هروباً من ذويها قبل مجيئهم والعثور عليها عنده وافتضاح علاقتهما العاطفية.
وقال المصدر ذاته إن جلال نزل إلى بهو الفندق تاركاً عمار في غرفته، ووجد ولي الفتاة ومسؤول الاستقبال في حديث مع عامل بنجلاديشي يعمل بفندق مجاور يبلّغ عن سقوط فتاة على سطح الفندق المجاور. وخلال ذلك أبلغ جلال إدارة الفندق بأن الفتاة لدى العامل عمار في الطابق العلوي.
وأفاد المصدر بأن ولي الفتاة وعدداً من أقاربها صعدوا إلى سطح الفندق المجاور ووجدوا الفتاة ملقاة على الأرض؛ ما دفع الجميع إلى الإبلاغ عن الحادثة.
على الفور باشرت أجهزة الأمن الموقع، وقبضت على اليمنيَّيْن "عمار وجلال"، إضافة إلى البنجلاديشيين الذين كانوا في مهمة إصلاح عطب أصاب الطبق الهوائي في سطح الفندق.