السلام عليكم
قوة التحكم في الذات
--------------------------------------------------------------------------------
قراءة في كتاب قوة التحكم فى الذات
للكاتب و المحاضر العالمى
دكتور ابراهيم الفقى
المقدمة
معظم الناس تتبرمج منذ الصغر على أن يتصرفون بطريقة معينة, و يتكلمون بطريقة معينة, و يعتقدون باعتقادات معينة,
و يشعرون بأحاسيس سلبية من أسباب معينة, و يشعرون بالتعاسة لأسباب معينة........ و اصبحوا سجناء فى برمجتهم السلبية
و اعتقاداتهم السلبية التى تحد من حصولهم على ما يستحقون فى الحياة. فنجد نسب الطلاق تزداد فى الارتفاع و الشركات تغلق أبوابها, و الأصدقاء يتخاصمون و ترتفع نسبة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية و القرحة و الصداع المزمن و الأزمات القلبية.
كل هذا سببه واحد و هو البرمجة السلبية. و لكن هذا الوضع من الممكن نغييره و تحويله الى مصلحتنا... فأنت و انا و كل انسان على هذه الأرض نستطيع تغيير هذه البرمجة و استبدالها بأخرى تساعدنا على العيش بسعادة و تؤهلنا الى تحقيق أهدافنا. و لكن هذا التغيير يجب أن يبدأ بالخطوة الأولى و هو ان تقرر التغيير.. فقرارك هذا الذى سيضىء لك الطريق الى حياة أفضل, و كما قال الله سبحانه و تعالى" ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .
و يجب عليك ان تعلم ان اى تغيير فى حيلتك يحدث أولا فى داخلك.. فى الطريقة التى تفكر بها و التى ستسبب لك ثروة ذهنية كبيرة قد تجعل من حياتك سعادة أو تعاسة.
__________________
رد : قوة التحكم في الذات
--------------------------------------------------------------------------------
( 1 )التحدث مع الذات......القاتل الصامت
" أنت اليوم حيث اوصلتك افكارك و ستكون غدا حيث تأخذك أفكارك"
هل تسمع احيانا صوتا يأتيك من داخلك كما لو كان هناك شخصا يتحدث اليك؟
هل حدث أنك أردت الاستيقاظ مبكرا حتى تنهى تقريرا أو تقوم بعمل شيئا مهما و سمعت صوتين من داخلك... أحدهما يحثك على النهوض و الآخر يشجعك على أن تظل راقدا فى سريرك مع الدفء و الراحة؟... ترى اىالصوتين كان الفائز؟
هل تذكر فى مرة كان من المفروض ان تذهب لمزاولة تمرينك الرياضى و لكنك سمعت صوتا يناديك من داخلك و يحثك على البقاء فى المنزل و مشاهدة التليفزيون و التهام قطعة مغرية من الحلويات؟
دعنى أسألك.. هل أحيانا تتحدث مع نفسك؟
كلنا كائنات تتكلم و تفكر و هذا لن يتوقف طالما نحن أحياء.. هل تتحدث الى نفسك بصوت مرتفع؟
ربما تكون قد مررت بتجربة سلبية سببت لك احساسا سيئا و من وقت لآخر تسمع صوتا يذكرك بهذه التجربة و يعيد عليك نفس الاحساس السىء.
أو ما رأيك فى تجربة لم تحدث بعد؟.. فبالرغم أن هذه التجربة من الممكن ان تحدث فى المستقبل فقط الا انك تفكر فيها و تشعر مقدما بالضيق من نتائجها المنتظرة قائلا فى نفسك" لماذا أنتظر حتى امر بالتجربة؟... أعتقد أنه من الأفضل ان أشعر بالهموم من الآن" !!!
فى كتابه " كيف توقف القلق و الأحاسيس السلبية" قال ديل كارنيجى" أن أكثر من 93% من الأحداث التى نعتقد أنها ستسبب فى الاحساسات السلبية لن تحدث أبدا, و 7% أو أقل لا يمكن التحكم فيها مثل الجو و الموت مثلا".
كطبيعة البشر نحن كثيرا ما نتحدث الى انفسنا و نتوقع السلبيات, و قد اجرت احدى الجامعات فى كاليفورنيا دراسة على التحدث مع الذات عام 1983 و توصلت الى ان اكثر من 80% من الذى نقوله لأنفسنا يكون سلبيا و يعمل ضد مصلحتنا و لك ان تتخيل مدى تأثير هذا الكم من السلبيات.. و الآن أريد ان أكلفك بعمل شيئا بسيطا و هو كلما انهمكت فى التفكير فعليك ان تتوقف و تدون النقاط التى كنت تفكر فيها و ستندهش من الكم الهائل من الطاقة الضائعة فى القلق و السلبيات التى أثقلت بها ذهنك.
و هناك مفاجأة أخرى حيث أن البحث لم يصل الى تلك النتائج فقط بل توصل أيضا الى أن هذا القلق يتسبب فى اكثر من 75% من الأمراض بما فى ذلك ضغط الدم و القرحة و النوبات القلبية, أى أنك بكامل ارادتك تتحدث الى نفسك و تفكر بطريق سلبية و أيضا تصاب بالمرض و لا تحتاج لأى مساعدة من أحد لانجاز كل ذلك
رد : قوة التحكم في الذات
--------------------------------------------------------------------------------
هناك خمسة مصادر للتحدث مع الذات أو البرمجة الذاتية
المصدر الأول: الوالدين
هل تذكر انه قد قيل لك من قبل عبارات مثل: أنت كسلان, ألا يمكنك أبدا عمل أى شىء كما يجب, أنت غير منظم, أنت تشبه فلانا فى الكسل و الغباء.
" انه فى خلال ال18 سنة الأولى من عمرنا و على افتراض نشاتنا وسط عائلة ايجابية الى حد معقول فانك قد قيل لك أكثر من 148000 مرة ( لا )
أو ( لا تعمل ذلك )... تخيل 148000 مرة, و ستصل دهشتك الى ذروتها عندما تعلم ان فى نفس الفترة كان عدد الرسائل الايجابية التى وصلتنا لا تتجاوز 400 مرة. و هذا بالطبع يعنى ان آبائنا و امهاتنا لم يكونوا سيئين و لكن للأسف لم يكونوا على دراية بأى طريق اخرى أفضل لأنهم كانوا قد نشأوا و تبرمجوا على نفس المنوال بواسطة آبائهم, و بالتالى قاموا بتربيتنا بنفس الطريقة و قاموا ببرمجيتنا سلبيا بدون قصد , و لكن مع القصد.
" عندما نبلغ السابعة من عمرنا يكون أكثر من 90% من قيمنا قد تخزنت فى عقولنا, و عندما نبلغ سن الواحدة و العشرين تكون جميع قيمنا قد اكتملت و استقرت فى عقولنا".... و بهذه الطريقة نكون قد نشانا مبرمجين اما سلبيا أو ايجابيا.
المصدر الثانى: المدرسة
اذا عدت بذاكرتك الى مرحلة التلمذة, فربما قد تكون مررت بأحد المواقف التى صعب فيها عليك فهم احدى النقاط كان المدرس قد قام بشرحها, و عندما سألت بعض الأسئلة التوضيحية كان رد المدرس" ألا يمكنك فهم اى شىء أبدا؟"
و طبعا قام بقية التلاميذ بالسخرية من هذا الموقف, فلو كنت مثل الأغلبية فانك قد نعرفت الى مواقف سلبية مشابهة... فالمدرسة هى المصدر الرئيسى الثانى للبرمجة الذاتية, و قد يكون ذلك ايجابا او سلبا.
المصدر الثالث: الأصدقاء
يؤثر الأصدقاء على بعضهم البعض بطريقة جوهرية حيث أنهم من الممكن ان يتناقلوا عادات سلبية مثل التدخين و شرب الخمر و تعاطى المخدرات و الهروب من المدرسة...و فى الواقع فان أغلب المدخنين كانوا قد انجذبوا الى التدخين بتاثير من أشخاص ىخرين و ذلك عنما كانت تتراوح اعمارهم 8 -15 سنة و هو العمر الذى يطلق عليه علماء النفس فترة الاقتداء بالآخرين..... و هى الفترة التى يبدأ فيها الأطفال تقليد سلوك الآخرين.
المصدر الرابع: الاعلام
أجريت دراسة عن الشباب فى أمريكا و كيف يقضون اوقاتهم تبين من نتيجتها أن الشباب فى سن النمو يقضون حوالى 39 ساعة أسبوعيا فى مشاهدة التليفزيون, و اذا راى الطفل ان الممثل او المطرب المفضل لديه يتصرف بطريقة معينة فانه سيقوم بتقليده.