في زمن ما عندما تدمع عيني أنزوي لركن بعيد.
الحرب أفقدتني الكثير، منزلي و الأهل والأصدقاء ومدينتي وعالمي، أفقدتني أحلامي...
سلبتني أحلاما وهمست "ابحثي عن غيرها!"
اقتلعت جذوري من أرض لي فيها حق العيش وقدمت لي ورقة سفر إلى الغربة...
الأرض في الغربة كبيرة وذات سعة حتى إنه صار لنا أرض هنا و معارف هنا
يبتسمون ويرحبون ويأملون لنا أن نعود..! أردد بلا مبالاة ، من قال أني أريد العودة ؟
أم سيرغمونني على العودة لأرض طردتني؟
أنا الآن أبحث عن وطن لم يصبه داء التمزق، لم يمرض بفيروس المؤامرات، ولم يغد جثة على مشرحة الإرث يتقاسمها العميان الجشع
آه يا وطني، سكين في ظهرك وأنا ومن مثلي عاجزون عن شيء ولو انتزاعه منك.
هل ستبقى صامدا؟ أم سينتجون عنك نسخ ممسوخة لأشباه مطورة لك؟
حبيبي أيها الوطن وأنت على فراش المرض أرثيك... فأنت تقاسي، ولو لم تلفظ النفس الأخير.
وما زالت شهقة مكلومة في صدري أداريها ببعض الأمل للغد.