الطرح الحواري بين الطارح والمتلقي:
هناك مشكلة تواجه الشرقي في كل حوار! وهذه المشكلة تتمثل في طبيعة الشرقي العاطفية المتطيرة المتطرفة!!
ففي الوقت الذي تخلص فيه الغربي من إندفاعاته، ليسيطرعلى عاطفته بتحكيم عقله في كل مايدورحوله!! نرى بكل أسف، لاتزال إنفعالاتناوإندفاعاتناالعاطفية مصدرالكل الشرورالتي تنتابنا!! فنحن عاطفيين منفعليين في البيت والعمل والجامعة وحتى في وقت السمروالمرح!! ومن هناجاءت حتى أغانيناكلها حزن وشجن.
لاحظواأغاني الراحلة أم كلثوم:
أروح لمين؟؟ وأقول لمين؟؟ ينصفني منك!!
فات الميعاد!! وبقينابعاد!!! تفيد بإيه ياندم ياندم؟؟
طول عمري بخاف من الحب وسيرة الحب!!
هوصحيح صحيح الهوى غلاب وماأعرفش أنا
في حديث بيني وبين أخت كريمة جرى مؤخرا، أخذت علي أختناالمبجلة إسلوب المدارات في الطرح والحوارات .آخذة بنظرألإعتبارثوريتها، وعنفوانهاالشبابي في التصدي لماتراه خطأ!!
لكن أقول: إن كنت أداري المحاوروأتجمل بالحديث معه، فقد قال النبي(ص):
(رأس العقل بعد الإيمان الله مدارات الناس).
نعم الميوعة في الطرح لهاإنعكسات وجوانب سلبية، لكون الموضوع إن فقد حرارته قلت شعبيته وخبانوره فقل أثره وضعف تأثيره!!
إذن لابد من جعله حارا مفلفلا ولو بصدم فكرالمتلقي لجعله يفكر.
وهذاأيضا ماذكرته أخت مكرمة أخرى، حينماأحتجت بإن تشددها في الحديث مع المتزمتين المتعصبين له مبرراته، فمالم يصدموا فسوف لن يفيقوا!!!
وقد أتفق مع الأختين في هذا المنحى إن إعتبرناالحكمة التي تقول:
الإنسان لايتعلم إلا إذا تألم.
نعم إن نفع إسلوب الصدع! فبه. ولكن من يضمن النفع؟؟؟؟؟؟
هناك ماهو اجدى من أسلوب الصدع، أو ندخرالصدع للوقت المناسب والمتلقي المناسب.
ومن هنا جاء عنوان هذاالموضوع.
في كل حوارإنترنيتي، هناك ثلاثة عناصرتشترك كلهالكي يتم الحوار.
وهذه العناصرالثلاث هي:
صاحب الموضوع أوالطارح للموضوع.
والمتلقي، وهوإماألقارئ أوالداخل في حوارمع صاحب الموضوع.
وآخيرا الموضوع أوالطرح نفسه.
طارح الموضوع بإمكانه المراقبة والسيطرة على نفسه، من ناحية إنفعالاته إن كانت فورية ثورية صاخبة أومتأنية هادية لاحبة، وذلك حينما ترد الردود والمداخلات، ويبدأ تمحيص الموضوع وتقييمه أونقده.
وأيضا بإمكانه السيطرة ومراقبة طرحه جيدا، من ناحية وقعه على القارئ والمتواجد في ساحة الحوار.
لكن لاسيطرة على المتلقي لكونه غير معروف، ومتغير من قارئ لقارئ. وهناتكمن الصعوبة في إيصال رسالة ما للمتلقي.
فلكي تضمن السيطرة على وقع وإنعكاسات الطرح، عليك التفكير بردود الفعل إن أردت للرسالة أن تصل.
والطارح اللبيب البارع، هو من يضع في حساباته كل الإحتمالات بالنسبة للمتلقي إن إراد لرسالته ان تصل للجميع.
وأول: مايجب أن يفكربه الطارح، هو عنوان الموضوع، وربطه بمايدغدغ ذهن القارئ!!
لأن العنوان هوأول نغمة تطرق إذن المحاور، وأول ومضة تخطف نظرالزائرلساحة الحوار.
فماتنقله الأخبارمن مستجدات مثيرة في العالم له الأولوية. لكونه ما يسـتأثربفضول الباحث عن المعلومة والحوارحولها!! فمثلا كل مايتعلق بشأن الوضع في العراق محل تساؤل وإثارة للمحاورالعراقي بصورة خاصة، وعرب دول الجواربصورة عامة.
وثانيا: مراعات الظرف المكاني في الطرح.
فالعلماني سوف يغض بصره عن موضوع يتعلق بالصلاة والصيام في ساحة الحوار الحر، والإسلامي سوف يزعجه الحديث عن زواج الفنانة من فنان لونشرخبرزواجهما في الساحة الإسلامية، وليس الفنية. ولكن لوتحجبت الفنانة الفلانية نعم لتحمس لقراءة الخبر في الساحة الإسلامية.
ثالثا: سلامة ورصانة اللغة.
فكثرة الأخطاء الإملائية والنحوية تصيب القارئ بالتثاؤب وربما الغثيان!!! وعندمايصان هذا الجانب، وهوالجانب اللغوي، يكون الطارح قد سد بابامن أبواب المؤاخذة على طرحه، وخاصة عند من يتحسس كثيرا للأخطاء اللغوية، من إملاء وقواعد وحسن بيان.
رابعا: سلاسة اللغة وبعدهاعن تعقيد المصطلحات!! أولغمهابالمبهمات.
فمن يكثر من غريب الكلمات ويلجأ للمصطلحات، يكون قد شوش على القارئ مايدور في طرحه من فكر، وأصابه بالملل!! لكونه يعطيه مالايستسيغه أويستوعبه، فمن يستعمل كلمة يبرقل بدل كلمة يكذب!! ومن يخاطب شخصابقوله له:
كن إسامة ولاتكن نعامة!!
يشوش على القارئ مادخل إسامة بنعامة؟؟
خامسا: الحرص على عدم إستفزاز القارئ، والإبتعاد عن الشخصنة.
فمن ينتقد المماحكات المذهبية عليه الإبتعاد عن الإستشهاد بأمثلة فيها إسفتزاز لشيعي أو سني!!
نعم أنقد الطروحات المذهبية المتعصبة ولكن دون الإشارة إلى مايتعصب له السني أوالشيعي وإلا أصبح الطارح طرفامنحازالجهة، ودخل في مأزق يدعوللخروج منه وتجنبه!!
سادسا: محاولة شد القارئ للطرح بتأصيله وتوثيقه قدرالإمكان.
فمن يلجأ لكلمة يقال، وحكي عن، والبعض يقول، يكون قدحاول التدليس، أووضع نفسه في موضع يثيرالشك والريبة، بعدم التأكد من الموضوع المشارله.
وهلم جرى من أمور، يضعهاالطارح نصب عينيه وفي تفكيره المثابرفي كيفية إيصال رسالته للقارئ والمحاورعلى السواء.
وآخردعواناأن الحمد لله رب العالمين.