السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموقف الرسمي للشارع العربي من القضية الفلسطينية
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg[/IMG]
رؤية الشارع العربي و قواه الحية الرافضة للاستسلام
و الراغبة في تحرير فلسطين كل فلسطين من الاحتلال الصهيوني و تحقيق أحلام الجماهير العربية في الحرية
الصراع العربي الصهيوني وطبيعته
الموقف الرسمي للشارع العربي من تقرير غولدستون
الدور القذر للصهيونية العالمية
المفسدون في الأرض : " استراتيجية اسرائيلية للثمانينات
المفسدون في الأرض : محاضرة لوزير الامن الصهيوني "آفى ديختر
المفسدون في الأرض : محاضرة لوزير الامن الصهيوني "آفى ديختر
الحرب على الارهاب المسجد الأقصى يستغيث فهل من مجيب
اسرائيل المهزومة في طريقها الى الزوال
الصراع العربي الصهيوني وطبيعته
كنت قد أنجزت هذا البحث منذ الثمانينات وبالتحديد ذات صيف محموم خلال شهر جوان 1982 عند إجتياح السفاح شارون لبنان وقدمته على مسرح الهواء الطلق بمدينة طبرقة التونسية الجميلة والتي لاتزال تسحر العيون ومنذ ذلك الوقت لم يتغير شيىء من طبيعة الصراع العربي الصهيوني بالرغم من تسارع الأحداث و تطورها بشكل درامي وقد حاولت تعديله حسب مقتضيات التطورات التي تعيشها المنطقة لذلك أقول :
لا يزال الصراع في فلسطين بين الأمة العربية و الصهاينة على أشده وبلا هوادة و تسيل الدماء يوميا غزيرة من أبناء شعبنا في فلسطين الكسيرة ولكن دون تفريط في الحق السليب بشكل نهائي بالرغم من الاعتراف المتبادل بين بعض العرب و الصهاينة ورغما عن اتفاقيات السلام الموقعة وارادة الجميع في السلام ولكن أي سلام وملايين من المشردين الذين أخرجوا من ديارهم بقوة السلاح لا يزالون يحلمون بالعودة الى أرض الوطن السليب لذلك فان الأمل لا يزال يراودهم بالعودة يوما ما طال الزمان أو قصر فالصهاينة الذين اعتمدوا في احتلالهم للأرض على القوة الغاشمة و الانتصارات على جيوش الدول العربية لم يعد بامكانهم اليوم تحقيق مثل ذلك لأنه لايمكن لأي دولة أن تحاربها بجيوش نظامية كما كان الشأن سابقا وذلك بعد هزيمتها المدوية عام 2006 أمام حزب الله في حرب غير متكافئة من حيث العدد و العدة وأمام صمود المقاومة الفلسطينية خاصة في غزة حيث تحررت أجزاء عديدة منها رغما عن أنوف الصهاينة وبناء على ماتقدم يمكن القول ان طبيعة الصراع لا تزال لم تتغير اذ هو صراع وجود لا صراع حدود يحل بالمعاهدات و الاتفاقيات و ترسيم الحدود بين الأطراف المتنازعة فالصراع لن يتوقف الا بانهاء أحد الطرفين للآخر وهذه هي حقيقة الصراع بين الشعوب المستعمرة والمستعمرة اذ ينتهي الصراع دائما لمصلحة الشعوب صاحبة الأرض و الدليل على ذلك ماثل أمام أعيننا عندما انهزمت الدول الاستعمارية أمام شعوب العالم الثالث وتحصلت على استقلالها وكذلك انهيار النظام العنصري في جنوب افريقيا واختفاؤه الى الأبد بالرغم من الدعم المادي والسياسي الذي تلقاه من الدول الاستعمارية فقد انهار وذهب الى غير رجعة كذلك فان النظام العنصري الاستيطاني الصهيوني في فلسطين سوف ينهار قريبا باذن الله وتعود الأرض الى أصحابها الشرعيين دون أدنى شك في ذلك .ولكن ما الذي يجعلني واثق الى هذه الدرجة مما أقول ؟ انها طبيعة الصراع التي لم تتغير وظلت كما هي منذ انطلاق هذه القضية ونحن نعلم بشكل علمي أن كل قضية أو مشكل مهما اختلف الناس حول الحلول لمشاكله فان الموضعية تقتضي أن يكون هناك حل صحيح واحد لكل مشكل مهما اختلفت الرؤى والمحاولات للوصول الى الحل وبناء على ذلك يتأسس فهم واحد لطبيعة القضية الأمر الذي يستوجب حلا واحدا و نهائيا دون غيره من الرؤى الأخرى ولست هنا بصدد احتكار الفهم والحل و التعسف على الآخرين في الفهم أو مصادرة آراء الآخرين انما طبيعة القضية تقتضي ذاك الحل دون غيره من الحلول الأخرى التي لن تحل القضية بل تزيدها تعقيدا و استعصاء على الحل الموضوعي و الصحيح .
منذ قيام دولة العصابات الصهيونية على جزء من الوطن العربي ( فلسطين ) في العام 1948 وهذه القضية تستقطب الكثير من القوى والحركات فتسيل الكثير من الحبر تنظيرا لهذه القضية المستعصية على الحل لحد الآن كما سال في سبيلها كثير من الدم انتصارا للأمة العربية في دفاعها عن نفسها أو عذوانا عليها ولكن الذي يعنينافي هذا الخضم المتداخل و المتشابك فهم المشكلة على حقيقتها بصورة موضوعية لنتمكن بعدئذ و ليس قبله من إيجاد الحل العلمي المناسب لها علما بأن لكل مشكلة إجتماعية في واقع معين ليس لها إلا حل صحيح واحد مهما إختلف الناس في الرأي حول حقيقتها أو كيفية حلها .
وبناء على هذا فلا بد من تقديم بعض الرؤى لهذه القضية النابعة للأسف من أبناء أمتنا العربية والتي لم تتوصل لفهم حقيقة المشكلةكما هي موضوعيا و بالتالي جانبت الصواب في التوصل إلى الحل الصحيح الواحد الذي تقتضيه هذه المشكلة وبالتالي فإنها قد انقادت من حيث لا تشعر إلى خدمة الصهيونية و انحازت إليها من حيث تريد الإنتصار لأمتها العربية لأنها رؤى وحلول إما قاصرة ( إقليمية مثلا )أو متجاوزة ( أممية مثلا ) فكانت الحصيلة النهائية أن الصراع لا يزال مستمرا على أشده بين الأمة العربية المعتدى عليهاوالصهيونية المعتدية ويحمل معه بمرور كل يوم أبعادا خطيرة على امتنا على مستوى مصيرها و وجودها اساسا
ترى ما هي هذه الحلول والرؤى للقضية الصادرة عن أبناء أمتنا و مع ذلك لم تصل إلى فهم حقيقة المشكلة و لم تتوصل بالتالي إلى حلهاالحل الصحيح :
- اولا الإدعاء القائل بأن حقيقة المشكلة في فلسطين هي صراع ديني بين العرب و اليهود وهو خطأ جسيم في فهم المشكلة وذلك أن العروبة قومية و اليهودية ديانة فلكل منهما دلالة مختلفة عن الأخرى وليس ثمة شيىء أبعد عن حقيقة المشكلة و أكثر تشويها لها من القول بأنها مشكلة صراع ديني يحلها قبول التعايش بين الأديان على أرض فلسطين كأن هذا الأمر لم يكن واقعا قبل العدوان الصهيوني المدعم من الإستعمار على فلسطين ألم يقاتل العرب مسلمين ومسيحيين معا الصليبيين عند عدوانهم على فلسطين .
إن الذين يقدمون الدين بديلا عن القومية سوف ينتهي بهم الأمر على إقتسام الوطن العربي فيما بين الأديان الثلاثة على الأقل وأيا ما كانت النسبة بين الأقسام فسيكون على كل مسلم أو مسيحي أن يخرج من أرض اليهود في فلسطين أي أن يقبلوا بالحل الصهيوني الذي يظنون أنهم يحاربونه بالتعصب الديني .
-ثانيا الإدعاء الذي يطرح قضية فلسطين على أساس أنه صراع حول ملكية أدوات الإنتاج يدور بين الطبقات : بين الرجعيين و التقدميين إن هذا الفهم خطأ فادح حتى لو كان مناورة يقصد بها إضعاف الجبهة الداخلية للصهاينة أو تمزيقها لأن الأمر سوف يصبح عبثا عندما يصبح هذا التمزيق غاية في حد ذاته بديلا عن الغاية الأصلية فلن يزيد أن يكون انتقالا لأرض فلسطين من فريق صهيوني نقول إنه رجعي إلى فريق صهيوني نقول إنه تقدمي أي أن تصبح الأممية بديلا عن القومية ينتهي الأمر بهم إلى الإحتكام إلى وحدة الموقف من علاقات الإنتاج بصرف النظر عن الإنتماء القومي فيكون عليهم أن يقبلوا أن يزرع الفلاحون الصهاينة أرض الفلاحين العرب و أن يحل العمال الصهاينة محل العمال العرب وأن يكون العمال و الفلاحون الصهاينة في الأرض المحتلة هم الحلفاء الطبيعيون للذين سلبت منهم الأرض وفرص العمل فاصبحوا مشردين ولما كان سكان المخيمات عاطلين فانهم الاحتياط البشري تحت قيادة البروليتاريا الصهيونية في نضالها ،،الثوري،،من أجل الاشتراكية ,اذنفانهم قد خذلوا أمتهم المعتدى عليها وانتصروا للصهيونية التي يزعمون أنهم يناضلون ضدها .
ثالثا الادعاء القائل بأن مشكلة اغتصاب الأرض العربية في فلسطين قد حلت منذ اعترف المجتمع الدولي بدولة اسرائيل و قبلها عضوا في الأمم المتحدة وانها ومنذ ذلك الوقت قد أصبحت مشكلة سلام بين الدول المتجاورة…ولكن هذه الاعترافات لا تعني شيئا سوى أن تلك الدول قد أصبحت ملتزمة بارادتها أن تعامل اسرائيل كدولة ما دامت قائمة ولا يعني البتة شرعية قيام دولة اسرائيل على الأرض العربية المغتصبة لأن القرارات التي تأخذها الدول كما هو معروف في القانون الدولي غير قابلة لاحداث أثرمشروع خارج نطاق الاقليم الذي تمارس عليه سيادتها و ما دامت الدول التي اعترفت ليست ذات سيادة على اقليم فلسطين فان اعترافها باسرائيل يضفي القانونية فقط على تعاملها باسرائيل ولكنه لا يضفي الشرعية على وجود دولة اسرائيل التي استولت على أراضي الغير بالقوة وهو أمر غير جائز طبقا للميثاق وتبعا لذلك فالشرعية الدولية التي يخيفوننا بها ليست ذات أثر ملزم لنا و ليست قدرا محتوما لا يمكن رده وانما فقط أن نتسلح بالارادة الصلبة و الحجج المقنعة لكل الأطراف و نتمسك بحقوقنا المشروعة ونعلن للعالم أجمع وضمن موقف عربي و اسلامي عام أن قضية فلسطين هي قضية شعب احتلت أرضه بالقوة المسلحة وطرد منها وحل محله أناس غرباء عن المنطقة و لا علاقة تاريخية لهم بتلك الأرض سوى أساطير سخيفة لا ارتباط لها بأي دين و انما الحركة الصهيونية العالمية استغلت وضعا خاصا لليهود حيث ان أوروبا هي التي اضطهدتهم و تريد أن تحل مشكلتهم على حساب العرب في فلسطين .وفي النهاية فان الشرعية الدولية المتداولة الآن و بالصيغ التي تخدم الصهاينة لا يمكن أن يحل القضية حلا صحيحا وانما يشوهها ويؤجل و يطيل زمن معاناة شعبنا في فلسطين ويرهق الصهاينة المحتلين لفلسطين لأنهم غير آمنين فيها ويأتيهم الرعب في كل لحظة لأنهم يعرفون الحقيقة بشكل جيد وأنهم مغتصبون للأرض وأن سكانها الأصليين لن يسكتوا عن هذا الظلم وبناء عليه فان الهروب الى الحلول غير الصحيحة لا يجدي نفعا سواء لنا كعرب أرضنا محتلة ولن نسكت عن ذلك أو بالنسبة للصهاينة الذين لن يعرفوا الأمن مطلقا و لذلك فالحل السلمي و العادل هو خروج الصهاينة من أرض فلسطين و عودتهم الى بلدانهم الأصلية للعيش فيها بسلام وعودة المشردين من أهلها الشرعيين وفي هذه الحالة فقط سيعم السلام و الأمن منطقة الشرق الأوسط وربما العالم .
أما بخصوص اعتراف بعض الدول العربية بلة اسرائيل واقامة علاقات معها كذلك بعض الأطراف الفلسطينية تحت ذرائع مختلفة كالواقعية أو الظروف الموضوعية أو المصالح ولكننا نستبعد عنهم جميعا تهمة الخيانة وانما نجعلهم جميعا تحت طائلة الأخطاء الاستراتيجية الجسيمة التي لايمكن لأناس يفهمون الحد الأدنى من النضال السياسي أن يقبلوا بها فانه لا يعني شيئا بالنسبة لجوهر الصراع الذي يدور اساسا بين طرفين هما الأمة العربية بأجيالها المتعاقبة التي اغتصب جزء من أرضها بالقوة المسلحة وسلم للصهاينة الذين تم جلبهم من مختلف أصقاع العالم وحلوا بأرض فلسطين و ارتكبوا فيها مجازر بشعة فان الصراع سيتواصل الى أن تتمكن الأمة وعبر أجيالها المتعاقبة من انهاء الصراع لصالحها و طرد الغزاة منها واعتراف البعض بهذا الكيان الغاصب لا يضفي الشرعية عليه لأن المعترفين لايملكون أرض فلسطين لوحدهم وأنما هي ملكية مشتركةلأمة بأكملها وعبر أجيالها المتعاقبة و لنفرض جدلا أن الأمة بأكملها اليوم قبلت الاعتراف بالعدو
و استسلت له تحت أي ظرف من الظروف فان ذلك الاعتراف لا يلزم الأجيال المقبلة التي ستكون في ظروف للصراع أفضل مما عليه الجيل المعترف ولذلك نقول وبصوت عال لكل العالم ان القضية الفلسطينية هي قضية شعب اغتصبت أرضه وأناس جلبوا في ظل ظروف تسببت فيها أوروبا الاستعمارية التي اضطهدت اليهود و أرادت ان تحل مشكلتهم على حسابنا وهذا لم يعد مقبولا الآن .
كثيرا ما تطرح مسألة السلام العادل و الدائم في منطقة الشرق الأوسط و لكن هذه الأطروحات في معظمها مخادعة و مخاتلة و لا ترقى الى الحل النهائي و الشامل لمعضلة الشرق الأوسط و لا يمكن أن تنهي النزاع الدائر فيه منذ حوالي قرن من الزمان و ذلك أن الحلول المقدمة كلها في خدمة الكيان الصهيوني الغاصب للأرض و المعتدي على الحقوق و نحن نعلم علم اليقين أن لكل مشكل حل صحيح واحد موضوعيا وأنه بنفس اليقين لا يمكن حله بغير ذلك الحل و بناء عليه اذا فهمنا قضية فلسطين فهما موضوعيا حقيقيا و بدون خداع أمكن حينئذ و فقط السير نحو الحل الموضوعي الصحيح و قد أشرت في مقال سابق بعنوان ..الصراع العربي الصهيوني و طبيعته .. وأكدت أنه صراع و جود لا صراع حدودبحيث ان الصهاينة الذين يحتلون أرض فلسطين بالقوة الغاشمة و تساعدهم في ذلك قوى دولية و اقليمية خوفا أو طمعا أو لحسابات سياسية و اقتصادية و لكنهم لم يضفوا على ذلك الاحتلال الشرعية أبدا
ونحن كأمة عربية أكثر من 90. /. من مواطنيها من المسلمين والبقية مسيحيون يتبعون في معظمهم الكنيسة الشرقية لا الغربية و هم أقرب ما يكونوا الى الاسلام من المسيحية بدليل اشتراكهم في الحروب الصليبية و حروب التحرير من الاستعمار الحديث الى جانب اخوانهم من المسلمين في الدفاع عن وطنهم وهذا الانتماء للاسلام حضاريا و قيميا يعني أنها أمة مسالمة انسجاما مع مبادىء دينها و تاريخها يؤكد على هذه الحقيقة وأما الحروب التي خضناها عبر تاريخنا فلم تكن عدوانية استعمارية بل كانت دفاعية عن النفس وهذا أمر ثابت تاريخيا بحيث لم نأت بأفكار عدوانية كالاقطاع و الرأسمالية أو النازية أو الصهيونية فكلها مفردات من خارج أمتنا و قد اكتوينا بنيرانها و كنا ضحايا لها
2 أمة مستعدة للدفاع عن نفسها الى أبعد الحدود والى آخر فرد فيها والى آخر قطرة دم وذلك أننا لا نظلم ولكن اذا ظلمنا فلن نسكت كما تفعل بعض الشعوب و من ذلك أن اليابانيين عندما أصيبوا بقنبلتين نوويتين أعلنوا الاستسلام و الهزيمة ومن ذلك الوقت و القوات الأمريكية تحتل بلدهم التي تعتبر تابعا ذليلا لأمريكا أما في العراق وأثناء الغزو الهمجي له سنة 2003 وفي عشرين يوما فقط سقط على العراق ما يعادل سبعين قنبلة نووية و لكن الشعب العراقي لم يستسلم وها هو يفرض على الأمريكان بعد ست سنوات و نيف من المقاومة الضاريةالانكفاء الى مواقع خارج المدن بعد سلسلة الهزائم العسكرية و الأخلاقية و السياسية و الاعلامية التي وقعوا فيها وها هو اقتصادهم يتهاوى و جنودهم ينتحرون فعلا على أسوار بغداد ..
وفي سنة 1982احتاحت العصابات الصهيونية لبنان و لكنها بفعل المقاومة انسحبت مدحورة سنة 2000 وأعادت عدوانها عليه سنة 2006 ولكنها انهزمت ولم تحقق شيئا على الاطلاق و حاولت أن تجرب حطها في أضعف الحلقات العربية و الاسلامية غزة المحاصرة و المجوعة ولكنها لاقت نفس المصير.
وبناء عليه فان الوضع في الشرق الأوسط لن يستقر و لن تهدأ الأمور فيه مادام هناك احتلال للأرض وهناك ملايين من المهجرين من بيوتهموأرضهم و ان معظمهم لا يبعدون عنها سوى مسافة ساعة أو ساعتين بالسيارة لأنهم يأملون العودة الى بيوتهم يوما ما .
ان قضية فلسطين تكمن في بديهية واضحة تماما لا لبس فيها ولا تستحق جدلا كبيرا ببساطة هي قضية شعب اغتصبت أرضه بالقوة الغاشمة من قبل أناس اضطهدتهم أوروبا ومارست عليهم عنصريتها و استعلاءها و قهرتهم وأرادت أن تحل مشكلتهم على حسابنا فهذا لن يكون .
الحل يكمن في عودة الصهاينة الى بلدانهم الأصلية التي انطلقوا منها للعدوان على فلسطين و احتلالها بدون وجه حق وخاصة أنهم لا يزالون يحتفظون بجنسياتهم الأصلية أما العرب منهم و الذين خانوا أمتهم المعتدى عليها فيمكن للأمة أن تتجاوز عنهم اذا قبلوا فورا و دون تأخير العودة الى مواطنهم الأصلية و لكن القيادات المجرمة في الكيان الصهيوني لا بد أن تحاسب على قدر اجرامها و تحاكم محاكمة عادلة أمام محكمة لجرائم الحرب.
لابد من عودة اللاجئين الى ديارهم وتعويضهم عن سني العذاب و الحرمان وعلى أوروبا ان كانت ما تدعيه حقا من كونها تدافع عن حقوق الانسان و الديقراطية أن تساهم في هذا التعويض بقدر ما فعلت من مساندة غير مشروعة للكيان الصهيوني وأن تبادر فورا الى تسيير رحلات جوية لجلب رعاياها من فلسطين المحتلة ضرورة انسحاب أمريكا فورا ودون تأخير من العراق و اعادة الأمور الى ماكان عليه الوضع قبل الغزو و الاعتذار للشعب العراقي و تعويضه عن كل خسائره .
هذا هو السلام العادل و الشامل الذي يفهمه كل الأحرار و الشرفاء في العالم فضلا عن المثقفين العرب وقادة الرأي و المفكرين و حتى المواطن العادي لا يقبل أقل من هذا تحقيقا للسلام العادل و الدائم في الشرق الأوسط و بالتالي العالم ككل وهو الحد الأدنى الذي نقبل به و نعتبره المخرج الوحيد لكل القوى المتورطة في منطقتنا وكل الواهمين بأن الأمة العربية غير قادرة على فرض هذا الحل ولكن نقول لهؤلاء الواهمين ان الأمة العربية لها من امكانيات الصمود و المقاومة ولها من القدرات والامكانيات المادية و المعنوية و الحضارية و القيمية و التاريخية ما يجعلها قادرة ولو بعد حين الى ما تفرض به الحلول المثلى التي تتناسب مع ردع العدوان عنها و تحقيق كرامتها وعزتها المسلوبة و قادرة على الاسهام في التقدم البشري
دعونا في البداية نضع الأمور في نصابها ونتفق على بعض المصطلحات حتى يكون الكلام واضحا دون لبس و ذلك أن البكاء أو التباكي على أهلنا في غزة مضيعة للوقت و لا يجدي نفعا أمام فعل حقيقي ومؤثروقادر علىاحداث تغيير نوعي من شأنه انهاء معاناة الغزاويين و ذلك أن أصدقاء الصهاينة من بعض العرب الذين فاوضوهم و اعترفوا بهم ويقيمون معهم علاقات حميمية متطورة وصلت الى حد تبادل التمثيل الديبلوماسي مشرقا و مغربا فبامكانهم لو أرادوا التدخل مع أصدقائهم وانهاء الحصار فورا ولكن المسألة تتجاوز هذا الحد لأن القضية الفلسطينية قد وصلت الى الحسم وبلغت منعرجا خطيرا في تاريخها فاما أن يقتنع الصهاينة بأنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم من احتلال فلسطين أو أن يسلم من بقي يقاوم في الحق التاريخي للأمة و عندئذ تنتهي معاناة الغزاويين وتنهال عليهم الهبات و المساعدات من كل حدب و صوب ولذلك فاني أرى أن الحصار رغم همجيته وجبروته لكنه يؤشر الى جملة من الحقائق بالنسبة لأطراف الصراع . فمن هم أطراف الصراع وماهي مواقفهم و مواقعهم على الخريطة والى أي حد وصل الصراع؟
1 الصهاينة طرف مهم جدا في الصراع وهم كل المغرر بهم من اليهود وغير اليهود الذين دفعت بهم الحركة الصهيونية الى تبني موقف غاية في الرجعية وهو المتمثل في احتلال أرض شعب مستقر على أرضه منذ عشرات القرون و ابادتهم وطردهم من أرضهم ليحل محلهم أناس لا علاقة تاريخية أو وجدانية لهم بتلك الأرض سوى مجرد أساطير دينية تافهة لا أساس لها من الصحة .
هذا وانهم الآن في ورطة كبيرة جدا وذلك انهم وصلوا الى نهاية الطريق في صراعهم مع الأمة العربيةالتي لن تسمح لهم طال الزمان أو قصر بالحياة على أرضها و اغتصابها بقوة السلاح لأنها تملك من مقومات المقاومة ما يمكنها من ليس ردع العدوان فقط بل انهاؤه تماما واستئصاله من الوجود وذلك أن الصهاينة الآن وبعد صولاتهم وانتصاراتهم العسكرية في القرن الماضي بدأ العد التنازلي لهم بعد الانتفاضات المتتالية للشعب الفلسطيني واندحارهم امام قلة قليلة من مجاهدي المقاومة الوطنية في لبنان وفرارهم المخزي سنة 2000 بعد احتلالهم للجنوب منذ1978 ثم اندحارهم المخزي أمام نفس الفتية الذين آمنوا بربهم و عدالة قضيتهم سنة 2006 عندما أسروا لهم جنودا لم يكن من الممكن في السابق فعل هذا الأمر من العرب و المسلمين لكن الآن ذلك ممكن حتى من قبل المقاومة الفلسطينية التي تأسر جنديا صهيونيا منذ 2006 دون قدرة اسرائيل على تخليص جنودها من الأسر وتتهاوى عليها يوميا صواريخ المقاومة لتعلن بشكل واضح لا غبار عليه أن أرض فلسطين لها شعب مطرود يحق له العودة اليها وطرد الغزاة منها .
وفي تقديري أن الصهاينة هم المحاصرون الآن وفي عنق الزجاجة فعليهم ان أرادوا السلامة والحل الصحيح لقضيتهم أن يعودوا من حيث أتوا من بلدانهم الأصلية وليعيشوا فيها كمواطنين عاديين لا يفوقون بقية البشر في شيىء والا فان الأمة بامكانيات صمودها التاريخية و الحضارية و النفسية قادرة على التعامل مع كيانهم الغاصب كما فعلت مع الصليبيين سابقا و لا يغرنكم صداقة بعض العرب معكم فهم مخطؤون في التقدير لمدى قوة أمتهم وسيعلمون ذلك جيدا حين تتاح لهم الفرص المناسبة للتعبير عن حقيقة نواياهم و مقاصدهم الحقيقية .
2 اليمين المسيحي المتصهين و الذي يتحكم أساسا في الولايات المتحدة الأمريكية و الذي يدفع بها دوما الى مساندة العدوان الصهيوني على الأمة العربية سواء بالدعم المالي أو الاعلامي أو السياسي في المحافل الدولية وقد وصل الأمر بالادارة الأمريكية و منذ أحداث 11/9/2001 الى شن حرب عدوانية بشعة على بعض البلدان العربية و الاسلامية كافغانستان و العراق و الصومال وارتكابها أبشع الجرائم وكل ذلك من أجل بسط نفوذهم على المنطقة و حماية للكيان الصهيوني الغاصب ولكن النتيجة كانت حجما كبيرا من الدمار لهذه الشعوب دون أن تحقق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة باقامة الشرق الأوسط الكبير بل خسرت موقعها كدولة كبيرة في العالم وأصبح ينظر اليها كقوة معادية لا بد من مقاومتها بكل الوسائل سواء العسكرية أو الثقافية أو الاعلامية وقد نجحت هذه المقاومة نسبيا الى حد الآن ولما واجهت الولايات المتحدة فشلا ذريعا في العراق و افغانستان أرادت أن تجرب حظها في أضعف حلقة في الجسم العربي و الاسلامي ألا وهو لبنان فتم الدفع بالصهاينة الى العدوان عليه سنة 2006 وانتهت الحرب بهزيمة ساحقة للصهاينة أمام قلة قليلة من رجال المقاومة اللبنانية و انقلب السحر على الساحر بحيث ان الصراع قد اختصر في لبنان ولكن الآن الصراع وقع اختصاره في غزة من فلسطين لأن في تقدير الدوائر الصهيونية و الأمريكية بعد الانقسام في الصف الفلسطيني و ضمان شق منهم يوافق بدون تردد على الأجندة الأمريكية في المنطقة فان الجهة الممانعة هي في غزة فلتسحق و تتحقق آمال القوى المعادية في المنطقة ولكن غزة لم تستسلم لأنها الضمير الحي للأمة وعنوان كبير لعزتها و كرامتها وكبريائها فهي لم تساوم على المبادىء و المثل و القيم الكبرى مقابل لقمة العيش وهي بهذا الموقف الشجاع و النبيل تذكرنا بالقولة الخالة لخالد بن الوليد وهو يحتضر عندما قال لانامت أعين الجبناء .
فالأمريكان يعانون الويلات من جراء الموقف البطولي و الصامد لأبناء الأمة في غزة ويتجرعون المرارة وذلك لأنها أفسدت عليهم كل مخططاتهم الهادفة الى نركيع المنطقة والاستيلاء على خيراتها
و تأمين الكيان الغاصب لفلسطين فهم المحاصرون والذين وقعت تعريتهم أمام أنظار الرأي العام
العالمي الذي وقف عشية غزو العراق منددا به ومطالبا بالسلام و رافضا لكل الذرائع الأمريكية الباطلة و التي ثبت بطلانها تباعا عبر خمس سنوات من الخداع الاعلامي و التضليل .
3 بعض القوى العربية والتي يتلخص موقفها في مهادنة العدوان الى حين والوصول معه الى صيغة تفاهم حقنا للدماء التي لم تحقن عبر عقود من التفاوض و الاتفاقيات التي خرقها الصهاينة ولم يلتزموا بها وذلك أن مشروعهم استعماري استيطاني فلا يمكن أن يكون قائما على السلام اطلاقا ولكن وجهة النظر هذه أقل ما يقال فيها انها خاطئة تماما لأنها تعطل قوى يمكن أن تساعد على اختصار المعاناة لشعبنا الفلسطيني و تساعد العدو على البقاء بأرض فلسطين أكثر ما يمكن من الوقت لذلك فموقفهم اجتهاد لا يمكن القبول به في المرحلة الحالية وذلك أن التفاوض مع العدوان وهو يعتزم البقاء على موقفه من احتلاله للأرض غير مجد الآن وانما يمكن القبول بالتفاوض مع العدو في حالة واحدة وهي كيفية خروجهم من أرض فلسطين وعودتهم الى بلدانهم الأصلية و الا فان الصراع لن يتوقف اطلاقا وتظل القضية تراوح مكانها دون تغيير الا في مزيد من سفك الدماء علما وأن اشكالية فلسطين موضوعيا لن تعرف حلها الصحيح و النهائي الا عبر هذا المسار دون غيره من المسارات طال الزمن أم قصر .
لا يمكن للمتابع لسير الأحداث العظيمة التي حدثت في الأسابيع الماضية الا أن لا يصدق ما تراه العين عبر شاشات التلفزيون من نقل حي و مباشرلانتصار اللحم الحي على آلة الدمار و القتل الصهيونيةو التي استعملت آخر ما أنتجته المصانع الأمريكية من أحدث الأسلحةوجربت الجديد منها هناك ولكن النتيجة كانت هزيمة ساحقة وكبيرة جدا للمعتدين الصهاينة وفشلا ذريعا للأمريكيينو فضحا سافرا للمتواطئين من العرب الرسميينو الأوروبيين المنافقين وفي نفس الوقت انتصار عطيم للمقاومةو قوى الممانعة و الجماهير التي خرجت الى الشارع في كل أنحاء العالمللتنديد بالمجزرة التي تكشفت فظائعها وأهوالها صبيحة وقف اطلاق النار الذي اعلنه الجانب الصهيوني بعد أن أنهك تقتيلا و تدميرا ولكن الضحية الشعب الفلسطيني المحاصر برا و بحرا و جوا منذ سنوات و المجوع و قليل التسليح الا عبر التصنيع المحلي أو التهريب عبر الأنفاق ومع ذلك لم يرفع الراية البيضاء وظل صامدا و يقاوم و يدافع بما أمكنه من وسائل متواضعةلا ترقى بأي حال الى أدوات العدو الهائلة .
واني أعتقد أن هذه الحرب تشنها العصابات الصهيونية نيابة عن الرئيس بوش والادارة الأمريكية تعويضا عن اخفاقاتهماافي المنطقة باقامة الشرق الأوسط الجديد وفشلها في العراق حيث المقاومة العراقية تستنزفها بطريقة محكمة للغاية وعقلانية جدا بعد أن ابتعدت عن المواجهات المباشرة والكبرى في المدن واختارت نهج العبوات الناسفة
و القصف من بعيد و العمليات المحدودة استنزافا للعدو و شلا لقدراته وعدم تمكينه من التقاط أنفاسه ومشاغلته لغاية عدم تحقيقه أي شيىء على الأرض كما أن الولايات المتحدة تخسر أيضا مواقع أخرى في العالم كافغانستان حيث عادت حركة طالبان بكل قوة و سيطرت على معظم افغانستان بالرغم من وجود قوات الحلف الأطلسي هناك ولكنها تعاني من الويلات وكذلك المقاومة في الصومالتتقدم وحلفاء أمريكا من الحكومة العميلةو الأثيوبيين ينهزمون ويفرون من المنطفة ومن ناحية أخرى فان قذف بوش بفردتي حذاء منتظر الزيدي قد أجج المشاعر الوطنية في كل العالم وخلق جوا من التفاعل الثقافي و الفعاليات النضالية غير المسبوقة في العالمفكان لا بد من حدث عالمي ينسي الناس تلك الحادثة ذات الدلالات الرمزية العميقة .
أما اسرائيليا فبعد تركيع جماعة أوسلو بالضفة الغربية حتى أصبحوا يشبهون الى حد بعيد جيش لحد في جنوب لبنان يحمون اسرائيل و يمثلون طابورا خامسا بعد انكشاف أمرهم بعد استيلاء قوى المقاومة على مقراتهم الأمنية و الاستخباراتية وفضحهم بالوثائق المكتشفة و كذلك بعد هزيمة الصهاينة أمام حزب الله في عدوان 2006 واعلان حسن نصر الله أنه أعد للصهاينة أضعاف ما كان عنده سابقا فكان لا بد من الاجهاز على المقاومة في غزة وهي طرية قبل ان يتصلب عودها فكان هذا العدوان الغادر وبعد أن استوعبت المقاومة الضربة الأولى وبالرغم من ايلامها الا أنها أخذت بالرد الموجع و المؤلم للعدو الصهيوني وكل القوى العالمية و الاقليمية المصطفة وراءه وقد انتهت هذه العملية بالتثقتيل الشنيع في المدنيين بعد أن عجز الجيش الصهيوني عن المواجهة المباشرة مع المقاومة وبذلك تكون غزة المحاصرة و المجوعة و قليلة التسليح و الامكانيات الاعلامية و السياسية قد هزمت كل القوى المتآمرة و مازالت تنتظر جولات أخرى من الصراع الى أن تتحرر لا غزة فقط بل كل فلسطين من البحر الى النهر و عودة كل اللاجئين الى ديارهم وطرد الصهاينة منها و عودتهم الى أوطانهم الأصلية و دون هذا الحل النهائي و العادل لن تعرف منطقة الشرق الأوسط الأمن و الاستقرار
الموقف الرسمي للشارع العربي من تقرير غولدستون
بعد تقاعس معظم الأنظمة العربية عن المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني واختيار معظمها طريق السلام أو المفاوضات مع العدو وتغييب المؤسسة العسكرية العربية الرسمية عن أي دور لها في عملية تحرير الأراضي العربية المحتلة كفلسطين و العراق والجزر الثلاثة وسبتة و مليلة و الأحواز وغيرها من المناطق الأخرى بل وصل الأمر ببعض الأنطمة للاعتراف بالكيان الصهيوني و اقامة علاقات ديبلوماسية معه كالنطام المصري و الاردن و موريطانيا وسلطة رام الله التي وصلت الى حد التنسيق الأمني مع العدو و اعتقال المجاهدين وحتى اغتيالهم في حوادث كثيرة في الوقت الذي تفاوض فيه سوريا هذا العدو من حين لآخر و أما العراق فهو محتل أمريكيا صهيونيا فارسيا وقد تم اخراجه من دائرة الصراع مؤقتا الى غاية تحريره من هذا الاحتلال الثلاثي وأما بقية الدول العربية فمعظمها سائرة في طريق الاعتراف و التطبيع مع العدو الصهيوني مثل معظم دول الخليج العربي وبعض رموز الموالاة في لبنان وفي المغرب العربي العلاقات المغربية الصهيونية ليست خافية على أحد و لا ننسى مصافحة الرئيس بوتفليقة للرئيس الصهيوني أثناء جنازة الملك الحسن الثاني كمؤشر على تراجع الجزائر عن المواقف الراديكالية التي كانت لها أيام الرئيس بومدين رحمه الله وكذلك دعوة القذافي الى اقامة اسراطين فهذه كلها مؤشرات على عدم التعويل على النظام الرسمي العربي في اتخاذ أي موقف جريىء يتناسب و حجم العدوان الصهيوني على الأمة العربية وعنجهيته التي زادت عن كل الحدود المعقولة و خاصة في العدوان الأخير على غزة الأمر الذي حرك الأمم المتحدة لترسل لجنة تقصي حقائق برئاسة اليهودي الجنوب افريقي القاضي غولدستون فماهو اذن موقف الشارع العربي تجاه هذا التقرير ؟
نعم للجماهير العربية وقواها الحية موقف واضح لا لبس فيه و يتعارض مع الأطروحات المفروضة عليهم صهيونيا و دوليا دون وجه حق أول عنوان يرد في هذا التقرير هو الجهة التي كلفت غولدستون و فريقه لتقصي الحقائق أي الأمم المتحدة التي لنا عليها عدة مآخذ منها أنها :
خالفت ميثاقها الذي يقضي بعدم استعمال القوة المسلحة لاحتلال أراضي الغير فأرض فلسطين أرض عربية محتلة بالقوة الغاشمة وطرد أهلها منها وحل محلهم أناس غرباء فعندما أقرت الأمم المتحدة قرار التقسيم فانها خالفت ميثاقها و مبادىء العدل و القانون الانساني فكيف لها أن تتصرف فيما لا تملكه فقرارها ذاك باطل و غير مقبول .
2 اعترافها بدولة الكيان الصهيوني وقبولها عضوا بالأمم المتحدة فانه أيضا خيانة لمبادىء السلم و العدل التي من المفروض أن الأمم المتحدة قامت عليها و لكن بالرغم من ذلك الاعتراف فانها بالنسبة الينا لم تضف الشرعية على هذا الكيان الدخيل و ذلك أن الشرعية لا تكون بغير تفاعل الشعب مع الأرض لعدة قرون واستقراره عليها نهائيا و هذا ما حصل للأمة العربية (الشعب) على الوطن العربي ( الأرض) بما في ذلك فلسطين أرضا و شعبا وأما الصهاينة فانهم أناس قد غرر بهم من مختلف أنحاء العالم و يجب أن يعودوا من حيث أتوا .
3 ان اعتراف الأمم المتحدة لا يعني مشروعية الدولة القائمة و انما فقط لتيسير التعامل معها ما دامت قائمة و يوم تزول الدولة غير المشروعة ( اسرائيل) يزول معها كل اعتراف بها و تزول كل آثاره وكذلك الشأن بالنسبة للدول التي اعترفت بها فانها لم تفعل شيئا بذلك الاعتراف سوى تيسير التعامل مع ما يسمى باسرائيل مادامت قائمة .
4 النقطة الموالية في الأمم المتحدة كونها فقدت مصداقيتها و صدقيتها لما أصدرت عشرات القرارات الملزمة للكيان الصهيوني بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة و السماح بعودة اللاجئين و لكن هذه القرارات لم تنفذ اضافة الى عشرات مشاريع القرارات التي اعترضت عليها الولايات المتحدة الأمريكية باستعمال حق النقض فكيف لنا أن نثق بالأمم المتحدة التي سارعت الى اتخاذ قرارات جائرة و ظالمة بحق العراق منذ 1990 الى حد الآن و لما تعرض العراق للغزو سنة 2003 لم تتحرك قيد أنملة في الاتجاه الصحيح .
أما بالنسبة للتقرير في حد ذاته فان ملاحظاتنا حوله تتمثل في ما يلي .
1 لم يتعرض التقرير لو كان محايدا الى أصل القضية كونها قضية احتلال من أناس غرباء من كل أصقاع العالم جمعوا في أرض فلسطين و بالقوة المسلحة و المساندة السياسية و الاعلامية من القوى الاستعمارية في العالم تمكنوا من قتل وتشريد و أسر معظم شعب فلسطين و استعباد البقية و محاصرتهم و تجويعهم وارهابهم ضمن أفظع صور للظلم والقهر فاما أن يشير التقرير الى هذه الحقائق والا فانه ما أنصف الفلسطينيين .
2 أقر التقرير استعمال الصهاينة أسلحة محرمة دوليا و استهداف المدنيين و مقرات الأمم المتحدة و المدارس و المستشفيات و المباني السكنية وهو ما شكل جريمة مدانة بشدة ولكن لا يجب أن تكفي الادانة بل يجب أن تتلوها خطوات أخرى كالغاء العضوية بالأمم المتحدة و سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني وقطع كل الدول لعلاقاتها معه وفرص حصار شامل لكل المجالات حتى ينصاع الصهاينة و يغادروا فلسطين ويعود أهلها اليها .
3 أما بخصوص اتهام الفصائل الفلسطينية بجرائم حرب كالانطلاق من مقربة من المدنيين فما عساهم أن يفعلوا و هم محاصرون في رقعة صغيرة من الأرض لا تتجاوز 350 كم مربع ويعيش عليها أكثر من 1.5 مليون انسان ثم ماهي أسلحتهم بالمقارنة مع ما يمتلكه الصهاينة من ترسانة ضخمة من مختلف الأنواع في حين أن الفلسطينيين يستعملون أسلحة بسيطة اما مهربة أو مصنعة محليا لا تشكل خطرا كبيرا على الصهاينة في المدى القريب مما يستدعي ردة فعل جنونية من قبل الصهاينة وقد تم نقل وقائع الحرب تلفزيونيا وكل العالم شاهد الفظائع المرتكبة بحق شعب أعزل فبقاء الكيان الصهيوني دون مقاطعة المجتمع الدولي لحد الآن ظلم كبير للعرب و المسلمين .
4 أما ما اعتبره التقرير من استهداف الفصائل الفلسطينية للمدنيين فنرد عليه بما يلي :
أ جيش العدو الصهيوني هو الذي بادر بقصف المدنيين بشكل واضح على مرأى و مسمع كل العالم و لم يفعل الفلسطينيون أكثر من المعاملة بالمثل وشتان بين نوعيتي السلاح لدى الطرفين أو ظروف حياة كل منهما .
ب لا وجود لأهداف مدنية لدى الصهاينة لأنها دولة مصطنعة و غير مشروعة وقائمة على أساس الاحتلال العسكري وكل الصهاينة الموجودين عدوانا على فلسطين جزء من المنظومة العسكرية للكيان الغاصب فهم اما في الخطوط الأمامية كالجنود أو في الخطوط الخلفية لدعم المجهود العسكري و بالتالي فاستهدافهم باعتبارهم محتلين لا يشكل جريمة بل هو حق شرعي في الدفاع عن النفس تقره كل المواثيق و القوانين الدولية
5 نرفض هذا التقرير رفضا مطلقا الا ماكان فيه ادانة للكيان الصهيوني ونرفض بنفس الوقت المساواة بين الضحية و الجلاد و ندعو الى أن تكون تقارير الأمم المتحدة أكثر توازنا و انصافا
لا بد من الحديث عن مؤامرة كبرى أو تخطيط جهنمي يرجع أساسا إلى بداية الغزو الإستعماري الأوروبي للعالم و الوطن العربي بالذات فكان المستعمرون محكومين بالقانون الرأسمالي أي طغيان قيم الفردية والمنافسة الحرة و الربح المادي و لا شيىء غير ذلك في اعتبارهم فأينما ذهبوا و استولواعلى الأرض و الشعب وحدوا المستعمرات المتجاورة وشعوبها المتنافرة و أقاموا لها إدارة مركزية لتحقيق أفضل الظروف الإقتصادية للربح المادي لفأنقلترا احتلت القارة الهندية فوحدتها إلى أن تحررت فانفصلت دولا و احتلت فرنسا حنوب شرق آسيا ولم تكن موحدة لا سياسيا و لا لغويا فوحدتها تحت اسم الهند الصينية إلى أن تحررت فانفصلت دولا و احتل الإيطاليون الحبشة و أرتيريا و الصومال وجيبوتي و لم تكن موحدة فوحدوها حتى تحررت فانفصلت دولا كل هذا الإتجاه التوحيدي كان خضوعا لقوانين النظام الرأسمالي ولكن الأمر مختلف تمام الإختلاف بالنسبة للأمة العربية وذلك أن الوطن العربي قبل الغزوالإستعماري كان موحدا وتابعا للدولة العثمانية و لكن الإستعمار عمل على تجزئته ففرنسا احتلت تونس و الجزائر و المغرب الأقصى و لكنها لم توحدها كما فعلت في جنوب شرق آسيا و أنقلترا احتلت مصر و السودان و فلسطين و الخليج العربي و لم توحدها كما فعلت في الهند كمااحتلت فرنسا الشام وجزأته .
وقد تكرس هدف التجزئة الإستعماري بشكل آخر عن طريق لجنة خبراء الإستعمار التي اجتمعت بلندن سنة 1907 و قامت بدراسة أفضل السبل التي يجب الأخذ بها في المناطق الخاصة بآسياو إفريقيا لترسيخ قدم الإستعمار فيها وبعد دراسة دامت أكثر من سنة لمختلف المناطق و منها الوطن العربي الذي كان من نصيبه الفقرة التالية ضمن توصيات اللجنة :
" ضرورة العمل على فصل الجزء الإفريقي في هذه المنطقة عن الجزء الآسيوي واقتراح إقامة حاجز بشري قوي و غريب يحتل الجسر البري الذي يربط آسيا بإفريقيا بحيث يشكل في هذه المنطقة و على مقربة من قناة السويس قوة صديقة للإستعمار و عدوا لسكان المنطقة "
فكانت الصهيونية العالمية هي المرشحة للعب هذا الدور فكان وعد بلفور 1917 و إقامة دولة إسرائيل سنة1948 إضافة إلى معاهدات و صفقات برلين 1879 و سايكس بيكو 1916 و سان ريمو 1920 وصولا إلى العدوان الثلاثي 1956 و التآمر على دولة الوحدة بين سوريا و مصر و الإعتداءات الصهيونية و الأمريكية على المنطقة وصولا إلى احتلال العراق بدعوى القضاء على أسلحة الدمار الشامل والغرض من كل ذلك المحافظة على التجزئة و حالة التشرذم بين أقطار الوطن العربي إضافة إلى تشجيع التوترات العرقية و الطائفية كما في لبنان و العراق و السودان والجزائر ومصر وغيرها وهكذا تمكن الإستعمار من ترسيخ التجزئة وأن يخلق منها صيغا للحياة الفكرية و الإقتصادية و الإجتماعية وأن يربط مصير فئات كثيرة في الأقاليم بالتجزئة وجودا وعدما وأن يخلق رموزا لها من الشخصيات الفكرية والإجتماعية والسياسية وغيرها وأن يحرك تيارا فكريا على قدر من القوة يبرز الوجود الإقليمي المستقل و يستند له بالوجود القومي حتى أصبحت الإقليمية ذات مضمون حضاري شعوبي مرتد إلى الطور الإجتماعي السابق .
وهكذا كان الإستعمار الغربي و الحركة الصهيونية و القوى العربية المحافظة السائرة في فلك هذين المعسكرين معاول هدم للحضارة العربية الإسلامية بواسطة التخريب الإقليمي من حيث هي حضارة قومية و بواسطة التخريب العلماني من حيث هي حضارة إسلامية .
الدور القذر للصهيونية العالمية
مما لاشك فيه حتى للناس العاديين ما تلعبه الصهيونية العالمية من دور خطير جدا في إثارة مشاعر العداء للعرب والمسلمين في العالم واستعداء العالم عليهم بما تخطط له من خطط جهنمية بكل الأشكال فنجد مسائل كثيرة مثل الرسومات لا أستبعد منها عامل التحريض والإثارة من الصهاينة على مثل هذا الصنيع الشنيع نظرا لحقدهم على الإسلام والمسلمين و بالذات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لما تشكله المبادىء السمحة لدينة من خطر على المصالح الدنيوية المادية لأرباب المال في العالم ومحاربة لحشعهم فمن الطبيعي أن يناصبوه العداء ويشجعوا كل قلم يجرأ على الإنتقاص من شأنه عليه السلام ولكنهم واهمون في ذلك وكذلك الاساءة للقرآن الكريم في غوانتانامو أو باغرام أو أبوغريب فكلها تدخل في هذا الاطار الذي يناصب العداء للمسلمين و الاسلام لما يشكله من خطر على جشعهم و أطماعهم في خيرات العالم و رغبتهم الجامحة في الاستئثار بها لأنفسهم . .
وقد تحدثت في فقرة سابقة عن العقدة القبلية لليهود والتي ظلت سارية فيهم إلى حد الآن بالرغم من مظاهر الحداثة في دولتهم الصهيونية إسرائيل وآية مظاهر القبلية الإيمان بالأساطير الدينية التي تمجد قوتهم و اعتبار أنفسهم شعب الله المختار واختصاصهم بإلاه واحد هو يهوه و وعد الرب لهم بالرجوع إلى أرض الميعاد فلسطين ذات الموقع الإستراتيجي المهم كل هذا أدى إلى ظهور الحركة الصهيونية بصفة رسمية منذ مؤتمر بال 1897 م لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وقد التقت الأطماع الإستعمارية الأوروبية مع الأهداف الصهيونية فكان اصطناع دولة عازلة تفتت الوحدة العربية و تحافظ على المصالح الإستعمارية وتكون عدوة لشعوب المنطقة فأنشأت سنة 1948 بفلسطين دولة تحت اسم إسرائيل خاضت ضد العرب حروبا عديدة انتهت مؤقتا لصالح الصهاينة ولكن الصراع لم يحسم بعد لأنه دائر حول نقطة مركزية هي لمن تكون أرض فلسطين ؟
وليس هناك أي خلاف بين العرب و الصهاينة حول هذه النقطة فبالنسبة للعرب فلسطين مغتصبة أرضا وأخليت جزئيا من شعبها و استوطنها الصهاينة بقوة السلاح وبالدعم الإستعماري وبالتالي من حق الشعب العربي استرداد فلسطين بالكفاح المسلح وبكل الوسائل فما يفعله الفلسطينيون وضمن انتفاضتهم المباركة يدخل في هذا الإطار وتجد إسرائيل نفسها في مأزق كبير خاصة بعد اندحارها من جنوب لبنان عام 2000 وهزيمتها أمام المقاومة اللبنانية سنة 2006 وهزيمتهم المدوية أمام المقاومة الفلسطينية في غزة عام 2009 بالرغم من عدم توازن القوى بين الجانبين و حجم الاجرام الفظيع و غير المسبوق المرتكب ضد المدنيين العزل من أهلنا في غزة .
هذا هو الواقع من وجهة نظر عربية أما الصهاينة فعندهم أن فلسطين اغتصبها العرب من اليهود منذ الفتح الإسلامي منذ 14 قرنا وأخليت من شعبها واستوطنها العرب وضموها بالقوة إلى دولة الخلافة فتشتت اليهود في أقطار الأرض إلى أن قادتهم الحركة الصهيونية حسب موقفهم أو غررت بهم كما نراه نحن العرب والمسلمون إلى أرض فلسطين " أرض الميعاد " فاسترودها وأقاموا عليها دولة باسم إسرائيل وهي تقاتل منذ إنشائها لإثبات وجودها ولهذا فإنها لم تتردد في ضرب العرب في كل مكان في مصر و الأردن و لبنان و سوريا وتونس و العراق ومستعدة لضرب أي مكان في الوطن العربي والعالم الإسلامي أو أي مكان من العالم إن لزم الأمر في سبيل تحقيق الأمن المستحيل لوجودها غير الشرعي وتمتلك لهذا الغرض أقوى الأسلحة في العالم وتمتلك ترسانة نووية لا يستهان بها وتحاول أن تمنع الدول العربية والإسلامية من امتلاك سلاح يضاهيها كما حصل مع العراق من تدمير كلي لكل قدراتها الإقتصادية والعسكرية والعلمية فكل ذلك لمصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى و الآن محاولة لفعل نفس الشيىء مع إيران لذات الأهداف بالرغم من مواقف ايران تجاه العراق و افغانستان حيث وقفت مساندة للعدوان الغربي و الصهيوني عليهما فهل نستفيق من هذه الغفوة أم تنطلي علينا الحيلة أيضا فالكيان الصهيوني الآن في مأزق حاد جدا ولا بد أن يساعد على افتعال أي أمر من شأنه أن يبعد عنه الأنظار ولو مؤقتا.
لمفسدون في الأرض : " استراتيجية اسرائيلية للثمانيناتا
المفسدون في الأرض عبارة عن سلسلة من المقالات أكشف فيها المخططات الجهنمية للصهيونية العالمية من خلال وثائقهم التي تفضحهم اضافة الى ممارساتهم على أرض الواقع و التي تشير الى أنهم أكثر الناس فسادا و اجراما ويكون بالنسبة لنا ازالة خطرهم و القضاء على دولتهم اسرائيل ليس كافيا ليسود العالم الأمن و الاستقرار بل يجب مواصلة الاشتباك مع الفكر الصهيوني لغاية ازالته من الوجود لأنه فكر اجرامي و تآمري و رجعي يتناقض مع أسس السلام الذي نريده للعالم .
فى عام 1982 نشرت مجلة " كيفونيم " التى تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية ، وثيقة بعنوان " استراتيجية اسرائيلية للثمانينات ". ولقد نشرت الوثيقة باللغة العبرية ، وتم ترجمتها الى اللغة العربية ، وقدمها الدكتور / عصمت سيف الدولة كأحد مستندات دفاعه عن المتهمين فى قضية تنظيم ثورة مصر عام 1988 وتظهر هذه الوثيقة مدى ما يخطط له الصهاينة من مخططات رهيبة و جهنمية تستهدف أمتنا العربية و عالمنا الاسلامي بالتفتيت الطائفي و اثارة النعرات و الصراع الداخلي الذي لا يبقي و لا يذر و قد رأينا فصولا من ذلك في الصومال و اليمن و فلسطين و العراق و لبنان و الجزائر و افغانستان و باكستان و ربما قائمة تدخلاتهم الاجرامية تطول مواقع أخرى لذا على أمتنا الحذر من الخطر الماحق الذي يمثله الصهاينة على أمتنا العربية و العالم الاسلامي فلا بد من ازالة الفكر الصهيوني من العالم حتى يستقر العالم و يتحقق الأمن للبشرية .
نص الوثيقة الصهيونية
اولا : نظرة عامة على العالم العربى والاسلامى
1- ان العالم العربى الاسلامى هو بمثابة برج من الورق أقامه الاجانب ( فرنسا وبريطانيا فى العشرينيات ) ، دون أن توضع فى الحسبان رغبات وتطلعات سكان هذا العالم .
2- لقد قسم هذا العالم الى 19 دولة كلها تتكون من خليط من الأقليات والطوائف المختلفة ، والتى تعادى كل منهما الأخرى وعليه فان كل دولة عربية اسلامية معرضة اليوم لخطر التفتت العرقى والاجتماعى فى الداخل الى حد الحرب الداخلية كما هو الحال فى بعض هذه الدول .
3- واذا مااضفنا الى ذلك الوضع الاقتصادى يتبين لنا كيف أن المنطقة كلها ، فى الواقع ، بناء مصطنع كبرج الورق ، لايمكنه التصدى للمشكلات الخطيرة التى تواجهه.
4- فى هذا العالم الضخم والمشتت ، توجد جماعات قليلة من واسعى الثراء وجماهير غفيرة من الفقراء . ان معظم العرب متوسط دخلهم السنوى حوالى 300 دولار فى العام .
5- ان هذه الصورة قائمة وعاصفة جدا للوضع من حول اسرائيل ، وتشكل بالنسبة لاسرائيل تحديات ومشكلات واخطار ، ولكنها تشكل أيضا فرصا عظيمة ….
ثانيا – مصر
1- فى مصر توجد أغلبية سنية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون الأغلبية فى مصر العليا ، حوالى 8 مليون نسمة . وكان السادات قد اعرب فى خطابه فى مايو من عام 1980 عن خشيته من أن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة أى دولة لبنانية مسيحية جديدة فى مصر ..
2- و الملايين من السكان على حافة الجوع نصفهم يعانون من البطالة وقلة السكن فى ظروف تعد أعلى نسبة تكدس سكانى فى العالم .
3- وبخلاف الجيش فليس هناك أى قطاع يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية
4- والدولة فى حالة دائمة من الافلاس بدون المساعدات الخارجية الامريكية التى خصصت لها بعد اتفاقية السلام .
5- ان استعادة شبه جزيرة سيناء بماتحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطى يجب اذن أن يكون هدفا أساسيا من الدرجة الاولى اليوم…. ان المصريين لن يلتزموا باتفاقية السلام بعد اعادة سيناء ، وسوف يفعلون كل مافى وسعهم لكى يعودوا الى احضان العالم العربى ، وسوف نضطر الى العمل لاعادة الاوضاع فى سيناء الى ماكانت عليه ….
6- ان مصر لاتشكل خطرا عسكريا استراتيجيا على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلى ، ومن الممكن اعادتها الى الوضع الذى كانت عليه بعد حرب يونية 1967 بطرق عديدة .
7- ان اسطورة مصر القوية والزعيمة للدول العربية قد تبددت فى عام 1956 وتأكد زوالها فى عام 1967 .
8- ان مصر بطبيعتها وبتركيبتها السياسية الداخلية الحالية هى بمثابة جثة هامدة فعلا بعد سقوطها ، وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتى سوف تزداد حدتها فى المستقبل . ان تفتيت مصر الى اقاليم جغرافية منفصلة هو هدف اسرائيل السياسى فى الثمانينات على جبهتها الغربية .
9- ان مصر المفككة والمقسمة الى عناصر سيادية متعددة ، على عكس ماهى عليه الآن ، سوف لاتشكل أى تهديد لاسرائيل بل ستكون ضمانا للزمن والسلام لفترة طويلة ، وهذا الامر هو اليوم متناول ايدينا .
10- ان دول مثل ليبيا والسودان والدول الابعد منها سوف لايكون لها وجود بصورتها الحالية ، بل ستنضم الى حالة التفكك والسقوط التى ستتعرض لها مصر . فاذا ماتفككت مصر فستتفكك سائر الدول الاخر ، ان فكرة انشاء دولة قبطية مسيحية فى مصر العليا الى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التى تتمتع بالسيادة الاقليمية فى مصر ـ بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم ـ هى وسيلتنا لاحداث هذا التطور التاريخى . ان التفتت للبنان الى خمس مقاطعات اقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربى بما فى ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية .
ثالثا - ليبيا
ان القذافى يشن حروبه المدمرة ضد العرب انفسهم انطلاقة من دولة تكاد تخلو من وجود سكان يمكن أن يشكلوا قومية قوية وذات نفوذ . ومن هنا جاءت محاولاته لعقد اتفاقيات باتحاد مع دولة حقيقية كما حدث فى الماضى مع مصر ويحدث اليوم مع سوريا .
رابعا – السودان:
وأما السودان أكثر دول العالم العربى الاسلامى تفككا فانها تتكون من أربع مجموعات سكانية كل منها غريبة عن الأخرى ، فمن أقلية عربية مسلمة سنية تسيطر على أغلبية غير عربية افريقية الى وثنيين الى مسيحيين .
خامسا – سوريا
1- ان سوريا لاتختلف اختلافا جوهريا عن لبنان الطائفية باستثناء النظام العسكرى القوى الذى يحكمها . ولكن الحرب الداخلية الحقيقية اليوم بين الأغلبية السنية والأقلية الحاكمة من الشيعة العلويين الذين يشكلون 12% فقط من عدد السكان ، تدل على مدى خطورة المشكلة الداخلية .
2- ان تفكك سوريا والعراق فى وقت لاحق الى اقاليم ذات طابع قومى ودينى مستقل ، كما هو الحال فى لبنان ، هو هدف اسرائيل الاسمى فى الجبهة الشرقية على المدى القصير ، فسوف تتفتت سوريا تبعا لتركيبها العرقى والطائفى الى دويلات عدة كما هو الحال الآن فى لبنان .
3- وعليه فسوف تظهر على الشاطئ دولة علوية
4- وفى منطقة حلب دويلة سنية
5- وفى منطقة دمشق دويلة سنية أخرى معادية لتلك التى فى الشمال
6- وأما الدروز فسوف يشكلون دويلة فى الجولان التى نسيطر عليها
7- وكذلك فى حوران وشمال الاردن وسوف يكون ذلك ضمانا للامن والسلام فى المنطقة بكاملها على المدى القريب . وهذا الامر هو اليوم فى متناول ايدينا .
سادسا – العراق
1- ان العراق لاتختلف كثيرا عن جارتها ولكن الأغلبية فيها من الشيعة والاقلية من السنة ، ان 65% من السكان ليس لهم أى تأثير على الدولة التى تشكل الفئة الحاكمة فيها 20% الى جانب الأقلية الكردية الكبيرة فى الشمال
2- ولولا القوة العسكرية للنظام الحاكم وأموال البترول ، لما كان بالامكان ان يختلف مستقبل العراق عن ماضى لبنان وحاضر سوريا .
3- ان بشائر الفرقة والحرب الأهلية تلوح فيها اليوم ، خاصة بعد تولى الخمينى الحكم ، والذى يعتبر فى نظر الشيعة العراقيين زعيمهم الحقيقى وليس صدام حسين .
4- ان العراق الغنية بالبترول والتى تكثر فيها الفرقة والعداء الداخلى هى المرشح التالى لتحقيق أهداف اسرائيل .
5- ان تفتيت العراق هو أهم بكثير من تفتيت سوريا وذلك لأن العراق أقوى من سوريا
6- ان فى قوة العراق خطورة على اسرائيل فى المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى .
7- وسوف يصبح بالامكان تقسيم العراق الى مقاطعات اقليمية طائفية كما حدث فى سوريا فى العصر العثمانى
8- وبذلك يمكن اقامة ثلاث دويلات ( أو أكثر ) حول المدن العراقية
9- دولة فى البصرة ، ودولة فى بغداد ، ودولة فى الموصل ، بينما تنفصل المناطق الشيعية فى الجنوب عن الشمال السنى الكردى فى معظمه .
سابعا- لبنان :
أما لبنان فانها مقسمة ومنهارة اقتصاديا لكونها ليس بها سلطة موحدة ، بل خمس سلطات سيادية ( مسيحية فى الشمال تؤيدها سوريا وتتزعمها اسرة فرنجيه ، وفى الشرق منطقة احتلال سورى مباشر ، وفى الوسط دولة مسيحية تسيطر عليها الكتائب ، والى الجنوب منها وحتى نهر الليطانى دولة لمنظمة التحرير الفلسطينية هى فى معظمها من الفلسطينيين ، ثم دولة الرائد سعد حداد من المسيحيين وحوالى نصف مليون من الشيعة ) .
( ملحوظة من المحرر : كان هذا هو الوضع اللبنانى زمن كتابة الوثيقة ، ولكن القوى الوطنية اللبنانية نجحت فى اعادة الوحدة الوطنية )
ثامنا- السعودية والخليج
1- ان جميع امارات الخليج وكذلك السعودية قائمة على بناء هش ليس فيه سوى البترول .
2- وفى البحرين يشكل الشيعة أقلية السكان ولكن لانفوذ لهم .
3- وفى دولة الامارات العربية المتحدة يشكل الشيعة أغلبية السكان
4- وكذلك الحال فى عمان
5- وفى اليمن الشمالية وكذلك فى جنوب اليمن .. توجد اقلية شيعية كبيرة .
6- وفى السعودية نصف السكان من الاجانب المصريين واليمنيين وغيرهم بينما القوى الحاكمة هى اقلية من السعوديين .
7- واما فى الكويت فان الكويتين يشكلون ربع السكان فقط
8- ان دول الخليج والسعودية وليبيا تعد أكبر مستودع فى العالم للبترول والمال ولكن المستفيد بكل هذه الثروة هى أقليات محدودة لاتستند الى قاعدة عريضة وأمن داخلى ، وحتى الجيش ليس باستطاعته أن يضمن لها البقاء .
9- وان الجيش السعودى بكل مالديه من عتاد لايستطيع تأمين الحكم ضد الاخطار الفعلية من الداخل والخارج . وماحدث فى مكة عام 1980 ليس سوى مثال لما قد يحدث .
10- ان شبه الجزيرة العربية بكاملها يمكن أن تكون خير مثال للانهيار والتفكك كنتيجة لضغوط من الداخل ومن الخارج وهذا الامر فى مجمله ليس بمستحيل على الأخص بالنسبة للسعودية سواء دام الرخاء الاقتصادى المترتب على البترول أو قل فى المدى القريب . ان الفوضى والأنهيار الداخلى هى أمور حتمية وطبيعية على ضوء تكوين الدول القائمة على غير اساس
تاسعا – المغرب العربى :
1- ففى الجزائر هناك حرب أهلية فى المناطق الجبلية بين الشعبين الذين يكونان سكان هذا البلد
2- كما أن المغرب والجزائر بينهما حرب بسبب المستعمرة الصحراوية الاسبانية بالاضافة الى الصراعات الداخلية التى تعانى منها كل منهما
3- كما أن التطرف الاسلامى يهدد وحدة تونس
عاشرا ـ ايران وتركيا وباكستان وافغانستان :
1- فايران تتكون من النصف المتحدث بالفارسية والنصف الآخر تركى من الناحية العرقية واللغوية ، وفى طباعه أيضا .
2- واما تركيا منقسمة الى النصف من المسلمين السنية أتراك الاصل واللغة ، والنصف الثانى أقليات كبيرة من 12 مليون شيعى علوى و6 مليون كردى سنى .
3- وفى افغانستان خمسة ملايين من الشيعة يشكلون حوالى ثلث عدد السكان .
4- وفى باكستان السنية حوالى 15 مليون شيعى يهددون كيان هذه الدولة .
الاردن وفلسطين :
1- والأردن هى فى الواقع فلسطينية حيث الأقلية البدوية من الأردنيين هى المسيطرة ، ولكن غالبية الجيش من الفلسطينيين وكذلك الجهاز الادارى . وفى الواقع تعد عمان فلسطينية مثلها مثل نابلس
2- وهى هدف استراتيجى وعاجل للمدى القريب وليس للمدى البعيد وذلك أنها لن تشكل أى تهديد حقيقى على المدى البعيد بعد تفتيتها
3- و من غير الممكن أن يبقى الأردن على حالته وتركيبته الحالية لفترة طويلة . أن سياسة اسرائيل – اما بالحرب أو بالسلم – يجب أن تؤدى الى تصفية الحكم الأردنى الحالى ونقل السلطة الى الاغلبية الفلسطينية
4- ان تغيير السلطة شرقى نهر الاردن سوف يؤدى أيضا الى حل مشكلة المناطق المكتظة بالسكان العرب غربى النهر سواء بالحرب أو فى ظروف السلم .
5- ان زيادة معدلات الهجرة من المناطق وتجميد النمو الاقتصادى والسكانى فيها هو الضمان لأحدث التغير المنتظر على ضفتى نهر الاردن
6- ويجب أيضا عدم الموافقة على مشروع الحكم الذاتى أو أى تسوية أو تقسيم للمناطق …
7- وانه لم يعد بالامكان العيش فى هذه البلاد فى الظروف الراهنة دون الفصل بين الشعبين بحيث يكون العرب فى الاردن واليهود فى المناطق الواقعة غربى النهر .
8- ان التعايش والسلام الحقيقى سوف يسودان البلاد فقط اذا فهم العرب بأنه لن يكون لهم وجود ولا أمن دون التسليم بوجود سيطرة يهودية على المناطق الممتدة من النهر الى البحر ، وأن امنهم وكيانهم سوف يكونان فى الاردن فقط .
9- ان التميز فى دولة اسرائيل بين حدود عام 1967 وحدود عام 1948 لم يكن له أى مغزى
10- وفى أى وضع سياسى أو عسكرى مستقبلى يجب أن يكون واضحا بأن حل مشكلة عرب اسرائيل سوف يأتى فقط عن طريق قبولهم لوجود اسرائيل ضمن حدود آمنة حتى نهر الاردن ومابعده
11- تبعا لمتطلبات وجودنا فى العصر الصعب ( العصر الذرى الذى ينتظرنا قريبا)
12- فليس بالامكان الاستمرار فى وجود ثلاثة ارباع السكان اليهود على الشريط الساحلى الضيق والمكتظ بالسكان فى العصر الذرى .
13- ان اعادة توزيع السكان هو اذن هدف استراتيجى داخلى من الدرجة الأولى ، وبدون ذلك فسوف لانستطيع البقاء فى المستقبل فى اطار أى نوع من الحدود ، ان مناطق يهودا والسامرة والجليل هى الضمان الوحيد لبقاء الدولة .
14- واذا لم نشكل أغلبية فى المنطقة الجبلية فاننا لن نستطيع السيطرة على البلاد . وسوف نصبح مثل الصليبيين الذين فقدوا هذه البلاد التى لم تكن ملكا لهم فى الاصل وعاشوا غرباء فيها منذ البداية .
15- ان اعادة التوزان السكانى الاستراتيجى والاقتصادى لسكان البلاد هو الهدف الرئيسى والاسمى لاسرائيل اليوم .
16-ان السيطرة على المصادر المائية من بئر سبع وحتى الجليل الاعلى ، هى بمثابة الهدف القومى المنبثق من الهدف الاستراتيجى الاساسى ، والذى يقضى باستيطان المناطق الجبلية التى تخلو من اليهود اليوم
المفسدون في الأرض : محاضرة لوزير الامن الصهيوني "آفى ديختر"
.
اليكم اليوم خلاصة من أهم ماورد في محاضرة لوزير الامن الصهيوني "آفى ديختر"، التى القاها يوم 4 سبتمبر 2008، فى معهد ابحاث الامن القومى الاسرائيلى. والتى كان اهم ما جاء فيها :
• (إنّ تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية تشكل أهمية استراتيجية للأمن الصهيوني).
• (إن العراق تلاشى كقوة عسكرية وكبلد متحد، وخيارنا الاستراتيجي بقاءه مجزءاً)..
• (لقد حققنا في العراق أكثر مما خططنا وتوقعنا)..
• (ما زال هدفنا الإستراتيجى هو عدم السماح لهذا البلد أن يعود الى ممارسة دور عربى واقليمى).
• (ذروة اهداف اسرائيل هو دعم الاكراد بالسلاح والتدريب والشراكة الامنية من اجل تاسيس دولة كردية مستقلة فى شمال العراق تسيطر على نفط كركوك وكردستان)
• (ان المعادلة الحاكمة لاسرائيل فى البيئة العراقية تنطلق من مزيد من تقويض حزمة القدرات العربية فى دولها الرئيسية من أجل تحقيق المزيد من الأمن القومى لإسرائيل).
• (العراق الذي ظل فى منظورنا الاستراتيجى التحدى الاستراتيجى الأخطر بعد أن تحول الى قوة عسكرية هائلة، فجأة تلاشى كدولة وكقوة عسكرية بل وكبلد واحد متحد، العراق يقسم جغرافيا وانقسم سكانيا وشهد حربا أهلية شرسة ومدمرة أودت بحياة بضع مئات الألوف).
• (ان تحليلنا النهائى و خيارانا الاستراتيجى هو أن العراق يجب أن يبقى مجزأ ومنقسما ومعزولا داخليا بعيدا عن البيئة الإقليمية).
• (نحن -إسرائيل- لم نكن بعيدين عن التطورات في العراق منذ عام 2003 وما زال هدفنا الإستراتيجى هو عدم السماح لهذا البلد أن يعود الى ممارسة دور عربى واقليمى، لأننا سنكون أول المتضررين).
وفي مايلي نص محاضرة وزير الأمن الصهيوني
((ليس بوسع أحد أن ينكر أننا حققنا الكثير من الأهداف على هذه الساحة بل وأكثر مما خططنا له وأعددنا فى هذا الخصوص. يجب استحضار ما كنا نريد أن نفعله وننجزه فى العراق منذ بداية تدخلنا فى الوضع العراقى منذ بداية عقد السبعينات من القرن العشرين، جل وذروة هذه الأهداف هو دعم الأكراد لكونهم جماعة أثنية مضطهدة من حقها أن تقرر مصيرها بالتمتع بالحرية شأنها شأن أى شعب.
فى البداية كان المخططون فى الدولة وعلى رأسهم " أورى ليبرانى " المستشار الأسبق لرئيس الوزراء ثم سفيرنا فى تركيا وأثيوبيا وإيران قد حدد إطار وفحوى الدعم الإسرائيلى الأكراد. هذا الدعم كان فى البداية متواضعا، دعم سياسى و إثارة قضية الأكراد وطرحها فوق المنابر. لم يكن بوسع الأكراد أن يتولوها فى الولايات المتحدة وفى أوروبا وحتى داخل بعض دول أوروبا. كان دعم مادى أيضا ولكنه محدود.
التحول الهام بدأ عام 1972. هذا الدعم اتخذ أبعادا أخرى أمنية، مد الأكراد بالسلاح عبر تركيا وإيران واستقبال مجموعات كردية لتلقى التدريب فى إسرائيل بل وفى تركيا وإيران.
هكذا أصبح هذا الدعم المحرك لتطور مستوى العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والأكراد، وكان من المنتظر أن تكون له نتائج مهمة لولا أن ايران الشاه والعراق توصلا الى صفقة فى الجزائر عام 1975، هذه الصفقة وجهت ضربة قوية الى الطموح الكردى. لكن وفق شهادات قيادات إسرائيلية ظلت على علاقة بزعيم الأكراد مصطفى البرزانى. الأكراد لم يتملكهم اليأس، على العكس ظلوا أكثر إصرارا على الإستمرار فى صراعهم ضد السلطة فى بغداد.
بعد إنهيار المقاومة الكردية كنتيجة للاتفاق مع إيران توزعت قياداتهم على تركيا وسوريا وإسرائيل. إسرائيل وانطلاقا من إلتزام أدبى وأخلاقى كان من واجبها أن تظل الى جانب الأكراد وتأخذ بأيديهم الى أن يبلغوا الهدف القومى الذي حددوه، تحقيق الحكم الذاتى فى المرحلة الأولى ومرحلة الإستقلال الناجز بعد ذلك.
لن أطيل فى حديثى عن الماضى، يجب أن ينصب حديثى على أن ما تحقق فى العراق فاق ما كان عقلنا الاستراتيجى يتخيله.
الآن فى العراق دولة كردية فعلا، هذه الدولة تتمتع بكل مقومات الدولة أرض شعب دولة وسلطة وجيش واقتصاد ريعى نفطى واعد، هذه الدولة تتطلع الى أن تكون حدودها ليست داخل منطقة كردستان، بل ضم شمال العراق بأكمله، مدينة كركوك فى المرحلة الأولى ثم الموصل وربما الى محافظة صلاح الدين الى جانب جلولاء وخانقين.
الأكراد حسب ما لمسناه خلال لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين لايدعون مناسبة دون أن يشيدوا بنا وذكروا دعمنا ويمثنوا مواقفنا والإنتصار الذي حققوه فى العراق فاق قدرتهم على استيعابه.
وبالنسبة لنا لم تكن أهدافنا تتجاوز دعم المشروع القومى الكردى لينتج كيان كردى أو دولة كردية. لم يدر بخلدنا لحظة أن تتحقق دفعة واحدة مجموعة أهداف نتيجة للحرب التى شنتها الولايات المتحدة وأسفرت عن احتلاله.. العراق الذي ظل فى منظورنا الاستراتيجى التحدى الاستراتيجى الأخطر بعد أن تحول الى قوة عسكرية هائلة، فجأة العراق يتلاشى كدولة وكقوة عسكرية بل وكبلد واحد متحد، العراق يقسم جغرافيا وانقسم سكانيا وشهد حربا أهلية شرسة ومدمرة أودت بحياة بضع مئات الألوف.
إذا رصدنا الأوضاع فى العراق منذ عام 2003 فإننا سنجد أنفسنا أمام أكثر من مشهد :
1. العراق منقسم على أرض الواقع الى ثلاثة كيانات أو أقاليم رغم وجود حكومة مركزية.
2. العراق ما زال عرضة لإندلاع جولات جديدة من الحروب والإقتتال الداخلى بين الشيعة والسنة وبين العرب والأكراد.
3. العراق بأوضاعه الأمنية والسياسية والاقتصادية لن يسترد وضعه ما قبل 2003.
نحن لم نكن بعيدين عن التطورات فوق هذه المساحة منذ عام 2003، هدفنا الإستراتيجى مازال عدم السماح لهذا البلد أن يعود الى ممارسة دور عربى وإقليمى لأننا نحن أول المتضررين. سيظل صراعنا على هذه الساحة فاعلا طالما بقيت القوات الأمريكية التى توفر لنا مظلة وفرصة لكى تحبط أية سياقات لعودة العراق الى سابق قوته ووحدته. نحن نستخدم كل الوسائل غير المرئية على الصعيد السياسى والأمني. نريد أن نخلق ضمانات وكوابح ليس فى شمال العراق بل فى العاصمة بغداد. نحن نحاول أن ننسج علاقات مع بعض النخب السياسية والإقتصادية حتى تبقى بالنسبة لنا ضمانة لبقاء العراق خارج دائرة الدول العربية التى هى حالة حرب مع اسرائيل، العراق حتى عام 2003 كان فى حالة حرب مع إسرائيل.. وكان يعتبر الحرب مع إسرائيل من أوجب واجباته. إسرائيل كانت تواجه تحدى استراتيجى حقيقى فى العراق، رغم حربه مع ايران لمدة ثمانية أعوام واصل العراق تطوير وتعزيز قدراته التقليدية والإستراتيجية بما فيها سعيه لحيازة سلاح نووى.
هذا الوضع لايجب أن يتكرر نحن نتفاوض مع الأمريكان من أجل ذلك، من أجل قطع الطريق أمام عودة العراق ليكون دولة مواجهة مع اسرائيل.
الإدارة الأمريكية حريصة على ضمان مصالحنا وعلى توفير هذه الضمانات عبر وسائل مختلفة.
1. بقاء القوات الأمريكية فى العراق لفترة لا تقل عن عقد الى عقدين حتى فى حالة فوز باراك أوباما الذي يحبذ سحب القوات الأمريكية حتى نهاية عام 2009.
2. الحرص على أن تشمل الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية أكثر من بند يضمن تحييد العراق فى النزاع مع إسرائيل وعدم السماح له بالإنضمام الى أية تحالفات أو منظومات أو الإلتزام بمواثيق تتأسس على العداء ضد إسرائيل كمعاهدة الدفاع العربى المشترك أو الإشتراك فى أى عمل عدائى ضد إسرائيل إذا ما نشبت حرب فى المنطقة مع سوريا أو لبنان أو إيران.
الى جانب هذه الضمانات هناك أيضا جهود وخطوات نتخذها نحن بشكل منفرد لتأمين ضمانات قوية لقطع الطريق على عودة العراق الى موقع الخصم. استمرار الوضع الحالى فى العراق ودعم الأكراد فى شمال العراق ككيان سياسى قائم بذاته، يعطى ضمانات قوية ومهمة للأمن القومى الإسرائيلى على المدى المنظور على الأقل.
نحن نعمل على تطوير شراكة أمنية واستراتيجية مع القيادة الكردية رغم أن ذلك قد يثير غضب تركيا الدولة الصديقة. نحن لم ندخر جهدا فى سبيل إقناع الزعامة التركية وعلى الأخص رجب أردوغان وعبد الله جول بل والقادة العسكريين أن دعمنا للأكراد فى العراق لا يمس وضع الأكراد فى تركيا.
أوضحنا هذا أيضا للقيادة الكردية وحذرناها من مغبة الإحتكاك بتركيا أو دعم أكراد تركيا بأى شكل من اشكال الدعم، أكدنا لهم أن الشراكة مع إسرائيل يجب أن لا تضر بالعلاقة مع تركيا وأن ميدان هذه الشراكة هو العراق فى الوقت الحالى، وقد يتسع المستقبل لكن شريطة أن يتجه هذا الأتساع نحو سوريا وإيران.
مواجهة التحديات الاستراتيجية فى البيئة الإقليمية يحتم علينا أن لا نغمض العين عن تطورات الساحة العراقية وملاحقتها، لا بالوقوف متفرجين بل فى المساهمة بدور كى لا تكون تفاعلاتها ضارة ومفاقمة للتحديات.
تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية ليس أقل أهمية وحيوية عن تكريس وإدامة تحييد مصر، تحييد مصر تحقق بوسائل دبلوماسية لكن تحيي العراق يتطلب استخدام كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة حتى يكون التحييد شاملا كاملا.
لا يمكن الحديث عن استخدام خيار القوة لأن هذا الشرط غير قائم بالنسبة للعراق. ولأن هذا الخيار مارسته القوة الأعظم فى العالم، الولايات المتحدة، وحققت نتائج تفوق كل تصور، كان من المستحيل على اسرائيل أن تحققه إلا بوسيلة واحدة وهى استخدام عناصر القوة بحوزتها بما فيها السلاح النووى.
تحليلنا النهائى أن العراق يجب أن يبقى مجزأ ومنقسما ومعزولا داخليا بعيدا عن البيئة الإقليمية، هذا هو خيارانا الاستراتيجى. ومن أجل تحقيقه سنواظب على استخدام الخيارات التى تكرس هذا الوضع، دولة كردية فى العراق تهيمن على مصادر إنتاج انتاج النفط فى كركوك وكردستان
هناك إلتزام من القيادة الكردية بإعادة تشغيل خط النفط من كركوك الى خط IBC سابقا عبر الأردن وقد جرت مفاوضات أولية مع الأردن وتم التوصل الى اتفاق مع القيادة الكردية، وإذا ما تراجع الأردن فهناك البديل التركى أى مد خط كركوك ومناطق الإنتاج الأخرى فى كردستان تتم الى تركيا واسرائيل، أجرينا دراسات لمخطط أنابيب للمياه والنفط مع تركيا ومن تركيا الى إسرائيل.
المعادلة الحاكمة فى حركتنا الاستراتيجية فى البيئة العراقية تنطلق من مزيد من تقويض حزمة القدرات العربية فى دولها الرئيسية من أجل تحقيق المزيد من الأمن القومى لإسرائيلالحرب على الارهابالحرب على الارهاب مصطلح معاصر يقصد به من المفروض محاربة كل قوى الشر في العالم و التي لا تتورع عن ارتكاب أفظع الجرائم التي يندى لها جبين البشرية من هول فظاعتها ووحشيتها ولا انسانيتها وفي العصر الحديث تقوم بهذا العمل الارهابي ضد الآمنين من الشعوب المسالمة كل من دولة العصابات الصهيونية وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية فالأولى باحتلالها لكامل فلسطين وأجزاء من لبنان و سوريا وقيامها بحملات وحروب ابادة جماعية لتفريغ الأرض من سكانها و احلال أناس آخرين لا علاقة لهم بها كما قامت بعمليات اعتقال واغتيالات لم يسلم منها حتى الرضع و النساء و الشيوخ وشردت الآلاف من بيوتهم وهي بذلك كيان ارهابي ما في ذلك شك و أما الثانية فهي أمريكا التي قتلت في حروبها المستمرة على العالم من أجل السيطرة عليه ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية حوالي عشرة ملايين من البشر في معظمهم من المدنيين و النساء و الأطفال وقد ارتكب جيشها و مخابراتها مجازر رهيبة بحق العديد من شعوب العالم وحيث ان هذين الدولتين الارهابيتين قويتان بالتفوق التكنولوجي والعسكري و الاستخباراتي فتستطيعان حسم أي حرب نظامية لصالحهما و بأسرع وقت وبناء عليه فان الأمة العربية وقواها الحية و باعتبارها أكبر متضرر من ارهابهما فقد أنتجت ما يمكن تسميته الحرب على الارهاب عن طريق المقاومة و حرب العصابات و التي تنتهي دائما بانتصار الشعوب التي تلجأ الى هذا الخيار للاجهاز على الحملات الاستعمارية و مواجهتها لذا فان مفهوم الارهاب هو ما ترتكبه القوى المعادية لأمتنا من فظاعات كالذي حصل و يحصل في العراق و فلسطين ولكن نقول للطغاة ان ارادة الشعوب لا تقهر و سوف نهزم ارهابكم بمقاومتنا الباسلة و هي ردنا الوحيد على ارهابكم وان الصور و المشاهد التي سجلت على ارهاب هذين الدولتين لا يمكن أن ينساه أحد في العالم ولكن ارادة أمتنا أكبر من ارهابهم و جبروتهم ولن تنحني هاماتنا أمام قوتهم و تفوقهم حتى نحقق حريتنا وأمننا على أرضنا المسجد الأقصى يستغيث فهل من مجيب
المسجد الأقصى أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين يتعرض لمحاولة جدية من قبل الصهاينة لا لتهويده فقط بل لتدميره و اقامة هيكل المعبد المزعوم للصهاينة مكانه وان أقصى ما يتعرض له هذا المكان المقدس عندنا كمسلمين ما يتعرض له كل يوم جمعة حيث يمنع المصلون ما دون خمس وأربعين سنة من الصلاة فيه وهو أمر ينطوي على خبث صهيوني غاية في الدهاء و المكر وهو عزل الشباب و ابعادهم عن هذا المسجد قصد نسيانه و تركه لقمة سائغة للصهاينة وقد حاول الصهاينة احراقه منذ أربعين سنة و يقومون الآن بحفريات تحته قصد تدميره وتقوم العديد من الهيئات والشخصيات والقوى الحية في فلسطين بالدفاع عنه بما تملك من امكانيات عطلت الى حد ما المشاريع الصهيونية المشبوهة تجاه المسجد الأقصى و لكنها مازالت بعيدة عن ابعاد الخطر المحدق به وذلك أن هذه الجهات لها امكانيات محدودة في التصدي و المواجهة و بالتالي فلا بد من تعزيز جهودها من قبل كل الأمة حكاما و شعوبا و منظمات و أحزابا لتقف موقفا واحدا للدعوة و المطالبة بانهاء الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين لأنه أصل المشكلة كما لا بد من الضغط على القوى الكبرى اقتصاديا و اعلاميا و سياسيا لتعيد مواطنيها الصهاينة الذين غرر بهم للاقامة و احتلال أراضي الغير حتى يعودوا الى أوطانهم والسماح لكل الفلسطينيين اللاجئين سواء داخل فلسطين أو خارجها للعودة الى أرضهم وبيوتهم التي شردوا منها ظلما وعدوانا وبذلك فقط نكون قد وصلنا الى حل نهائي و حقيقي لكل المشاكل العالقة في المنطقة وبذلك فقط يتحرر الأقصى الأسير منذ اثنين و أربعين سنة و تتحرر فلسطين ويعم الأمن و السلام المنطقة أما في ظل وجود الكيان الصهيوني الغاصب و المحتل للأرض و المدنس للمقدسات فلن يكون هناك أمن و لا استقرار وبناء عليه فلنستغل هذا الشهر الكريم للاتجاه نحو الحل الصحيح و النهائي لهذه القضية بالعمل على انهاء معاناة أقصانا و شعبنا الفلسطيني من الاحتلال و التدنيس .
كنت قد كتبت هذا الموضوع منذ سنة 2006 وقبل هزيمة الصهاينة في لبنان وقلت يومها ما يلي
في العام 2002 صدرت دراستان جديرتان بالإهتمام تتعلقان بتوقع إزالة إسرائيل عام 2022م فالأولى
روسية سمتها إقتصادية أكاديمية مبنية على إحصائيات وتحاليل خبراء إستراتيجيين توقعوا زوالهابعد 20 عاما
ويمكن الرجوع لهذه الدراسة عبر الرابط التالي :
http://www.alargam.com/prove/jews/ragm195.htm
أما الدراسة الثانية وهي بتقديري أهم من الأولى و أكثر مصداقية لأنها تعتمد على الإعجاز الرقمي للقرآن الكريم وهو من المباحث الجديدة التي فرضت نفسها في العقود الأخيرة التي تتسم بالثورة المعلوماتية أو الرقمية
فكان إهتمام الكثير من العلماء بهذا الجانب تناسبا مع تطور العصر و مقتضياته وهذا من شأنه تأكيد أن القرآن لا تنقضي عجائبه و لايخلق على كثرة الرد وتتضمن هذه الدراسة تأكيدا من خلال الإعجاز الرقمي للقرآن أن إسرائيل ستزول عام 2022م ويمكن الرجوع لهذه الدراسة عبر الرابط التالي :
http://www.alargam.com/prove/jews/jews.htm
المهم بعد هذا ما الذي يمكن أن نضيفه لتحقيق النبوءة القرآنية أم نبقى ننتظر حتى تتحقق تلقائيا وبدون فعل لنا كأمة مؤتمنة على دين الله فلا بد من فعل مؤثر في حركة التاريخ ومغير لما بنا من سوء إلى عز و سؤدد و مكانة مرموقة بين الأمم خاصة بعد الوقفة الرائعة لهذه الأمة بعد الإساءة للرسول عليه السلام في تلك الرسوم البائسة والتي كانت وبالا على الغرب ونصرا مؤزرا للأمة فواجبنا كعرب و مسلمين معتدى علينا و نحس أن الجسد العربي و الإسلامي مصاب بداء عضال أشبه بالسرطان إسمه إسرائيل لا بد من إزالته ليتعافى هذا الجسد
وتتنفس الأمة الصعداء ولا نكتفي بمجرد الدعاء فقط و الإستسلام لقدرنا المحتوم دون فعل أي شيىء لتحقيق الإرادة الإلاهية العليا المشار إليها في سورة الإسراء كما ورد في الدراسة القيمة التي أشرت إليها لذلك لا بد أن نلاحظ ما يلي :
1 عندما اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1982م كان التفكك العربي و الإسلامي قد وصل إلى أقصى مدى سلبي له بسبب إتفاقيات كامب داود و الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988 و وصل الأمر غلى حد تدخل القوى العظمى في لبنان مثل أمريكا و فرنسا ولكن الذي حصل ومن عنق الزجاجة ومن الثقة بالله العلي القدير وعدم اليأس من رحمته أن كانت العمليات الإستشهادية التي أودت بمئات من الفرنسيين و الأمريكيين و الصهاينة فانسحبوا مذعورين تاركين الأرض لأهلها في لبنان يقتتلون فيما بينهم للأسف ثم بعد ذلك كانت المقاومة الباسلة لحزب الله في الحنوب وبأسلحة خفيفة لا توازي سلاح إسرائيل و لكن بعزيمة فتية آمنوا بربهم و بعدالة قضيتهم فكان الإنهيار التام لإسرائيل في شهر ماي من عام 2000
بعد ذلك انطلقت الإنتفاضة المباركة وأسفرت لحد الآن عن بضعة آلاف من الشهداء والأسرى لدى العدو الصهيوني ودمار لآلاف من البيوت وتجريف للمزارع وهو الوجه القبيح الذي ظهرت به إسرائيل في عصر الفضائيات و الأنترنات و حقوق الإنسان ...و لكن في المقابل قتل من الصهاينة بضع مئات وليس هذا المهم وإنما الخسائر الإقتصادية لكيان العدولإنعدام الأمن و عدم تدفق رؤوس الأموال و السياح كما كان سابقا إضافة إلى فرار مئات الآلاف من الصهاينة من فلسطين نهائيا وإن دولة العصابات الصهيونية تتكتم على الأمرفي صورة تواصل الإنتفاضة بالنسق الذي بدأت به وعودة الإشتباك مع العدو حتى لايلتقط أنفاسه وحتى يفقد الأمن الذي يبحث عنه بكل الطرق فإن الكثير من الصهاينة سوف يفرون من فلسطين وتبقى فلسطين لأهلها الشرعيين .
4 لو فرضنا أن فصائل المقاومة الفلسطينية صعدت الضغط على العدو بعمليات نوعية يقتل فيها عدد من الصهاينة ولنفترض 100 صهيوني فإن إسرائيل سترد الفعل و تشن غارات بطائراتها ودباباتها ولنفترض على أقصى تقدير أنها قتلت ألفا من الشهداء وهم أحياء عند ربهم فماذا ستكون النتيجة بالتأكيد ستكون النتيجة فرار مئات آلاف أخرى من الصهاينة نهائيا والكيان الصهيوني في أشد الحاجة إليهم ولا يخسر الفلسطينيون سوى عدد قليل من الشهداء
5 يمكن تفعيل المقاومة بأشكال أخرى يمكن أن نبعد بها عن القتل وذلك بتدمير الدولة الصهيونية من الداخل شيئا فشيئا وذلك أن الدولة قائمة على منظومة من القوانين فإذا تم اختراق تلك القوانين انتهت الدولة و مبررات وجودها إضافة إلى ضرورة عدم الإنصياع للوائح و القرارات كاختراق قوانين المرور بشكل يومي والبنالء الفوضوي وتدمير أسلاك الهاتف للمدن و المستوطنات الصهيونية وقطع إمدادات المياه و الكهرباء عنها و القيام بأعمال تخريب لمواسير الصرف الصحي ولم لا تفجير قنابل صوتية في كل مكان لبث الرعب في نفوسهم وإشعارهم بأنه لا أمن لهم على أرض فلسطين خاصة وأن الصهاينة جبناء ولا يهتمون سوى بالحياة الدنيا .
6أن تقف الأمة العربية و الإسلامية صفا واحدا وراء الإنتفاضة المباركةإعلاميا و سياسيا و ثقافيا و إقتصاديا بكافة أشكال المعونة للشعب الفلسطيني فإن إسرائيل ستزول بإذن الله في الموعد المحدد خاصة وأن هناك عنصرا هاما من شأنه أن يحقق التفوق النوعي للفلسطينيين على الصهاينة و بالعودة إلى القرآن الكريم حيث أعلن الله في سورة الإسراء ألأن الله بارك الأرض التي حوالي المسجد الأقصى ومن هذه البركة في الظروف الحالية أن المرأة الفلسطينية أكثر خصوبة من أي امرأة في العالم وبعد سنوات قليلة سيصبح الفلسطينيون أكثرية والصهاينة أقلية وبذلك سوف يفرون من فلسطين
7 أما مسألة المفاوضات و الحوار مع الجانب الصهيوني فهي خيانة لله والوطن لا يحوز لكل حر شريف أن يتصل بالعدو من قريب أو بعيد خاصة بعد نجاح حماس في الإنتخابات الفلسطينية أي نحاح الخيار العروبي و الإسلامي في المواجهة مع العدو وقد اختار الشعب الفلسطيني ممثليه من حماس لأن السلطة السابقة لم تجن شيئا من التفاوض غير مزيد من التقتيل لأبناء الشعب الفلسطيني ومحاصرته وتجويعه ولكن يمكن أن يحدث في السنوات القادمة وبعد تفعيل المقاومة بشكل جيد يتناسب مع أهداف التحرير لكل فلسطين تفاوض مع الجانب الصهيوني ولكن موضوع المفاوضات حول الكيفية العملية التي سيغادر بها الصهاينة أرض فلسطين
والتعويضات المستحقة لهم من جراء ما فعله بهم الصهاينة منذ تكوين دولتهم الغاصبة أما غير ذلك من المفاوضات فغير مسموح به وطنيا ودينيا و نفسيا .
8 البشرى الأخرى والتي يمكن أن نشير إليها في هذا المقال هي الهزيمة الساحقة التي تتعرض لها أمريكا في العراق حيث تصدر هذه المقالة في الذكرى الثالثة للعدوان الأمريكي على العراق حيث المقاومة العراقية الباسلة وبالرغم من التعتيم الإعلامي و المؤامرات الدولية وضعف الإمكانيات ولكنها انطلقت من رحم المعاناة فالتاريخ يعيد نفسه فالمغول و التتار الذين اجتاحوا بغداد عام 1256م قد انهزموا شر هزيمة في عين جالوت عام 1258م وكما فعل إخوانهم في لبنان عام 1982م فلا يأس من رحمة الله خاصة وأن الأنباء تتحدث عن أكثر من 30ألف قتيل في صفوفهم وأن أمريكا تفكر بشكل جدي في المغادرة ولكن المشكلة هي كيف ستغادر أقول لهم من الآن إنهم سيغادرون بهزيمة أكبر من هزيمة فيتنام بإذن الله والأيام بيننا .
انتهى المقال السابق و أضيف اليوم أننا أقرب ما يكون الى ازالة هذه الغدة السرطانيةالموجودة في الجسد العربي وخاصة بعد الانتصار التاريخي للمقاومة الفلسطينية الباسلة في غزة و الوقفة الرائعة للأمة رسميا و شعبيا فلا بد من استغلال هذه الفرصة التاريخية لتفعيل خيار المقاومة كسبيل للتحرير بعد فشل الخيارات الأخرى بعد أن ثبت بالدليل القاطع أن العدو الصهيوني ممعن في اجرامه و همجيته وصلفه الذي فاق كل الحدود المعقولة و تجاوزت جرائمه جرائم النازية بل تعتبر هينة بالقياس لما فعله بأهلنا في غزة وبناء عليه فلابد من تفعيل دور المقاومة بكل أشكالها و تفعيل المقاطعة و الحصار لهذا العدو المجرم والتركيز على هذين الأمرين وعدم الالتفات الى مسألة القوانين الدولية لأنها مضيعة للوقت و انما دورها اعلامي لا غير ويجب التركيز على أصل القضية وهي طرد شعب بأكمله من وطنه واحلال أناس غرباء عن هذا الوطن بقوة الحديد و النار وحتى و ان اعترف المجتمع الدولي بهذا الكيان الارهابي فان ذلك لا يعني شيئا بالنسبة الينا وذلك أن المعترفين لا يملكون أرض فلسطين حتى يسلموها لمن شاؤوا ففلسطين أرض عربية وهيملكية تاريخية للأمة العربية لا يجوز التنازل عليها تحت أي ظرف من الطروف
وانطلاقا من الواقع الميداني فلا بد من دعم المقاومة المسلحة في غزة بالمال و السلاح ورفع الحصار الظالم عن أهلنا في غزة و مساندتهم سياسيا و اعلاميا و تبني وجهات نظرهم و الفاع عنها في المحافل الدولية وأما في الضفة الغربية فلا بد من تفعيل الانتفاضة بشكل دائم لاشغال العدو و منعه من التقاط أنفاسه و حرمانه من ألأمن و السلام الذي يحلم بهما وبذلك نعمل قض مظاجع الصهاينة و جعلهم يندمون على مغادرتهم أوطانهم ودفعهم الى العودة مجددا الى بلدانهم الأصلية واقناع كل العالم بهذا الحل العادل الذي لا يوجد غيره كحل نهائي و عادل و شامل للقضية الفلسطينية ا