بُعبُع الدروس الخصوصية !ـ
قبل أن يبدأ عام دراسى جديد ، تجتاح الأسر ، حالة من الخوف والفزع ، بسبب (بعبع) الدروس الخصوصية ! .. فلقد أدت مجانية التعليم ، للاتجاه الخطأ من بعض الآباء الموسرين ، نحو هذا النوع من التعليم الخاص ، كبديل للمصروفات التى تم إلغاؤها ، من باب الزهو والمباهاة ، بقدرتهم على شراء كل شىء بفلوسهم ، فحولوا منازلهم إلى مدارس خاصة ، بصرف النظر عن حاجة الابن للدرس الخاص ! ، وهو سلوك مستفز يحرصون عليه فى كل مجال ومكان... ! .
وشيئاً فشيئاً استشرت تلك الظاهرة المرضية ، بسبب التقليد الأعمى ، حتى وصلت إلى أشد الأسر فقراً ومعاناةً ، ومروراً بالطبقة المتوسطة ، فوجدنا بعض الأسر تستدين لهذا الغرض ، مسايرين بذلك الموضة الجديدة ، مع أن أولادهم أكثر ذكاءاً وقدرة على الفهم والاستيعاب ، وملتحقون بمدارس ليس لها من وظيفة ، سوى وظيفة واحدة ومحددة وهى تعليمهم إ
إن التلميذ الذى يكلف أهله فوق طاقاتهم ، بسبب تراخيه وتكاسله عن متابعة الشرح داخل الفصل ، ثم يَدعى أن الدروس الخصوصية ضرورة لاغنى عنها للتفوق والنجاح ، هو تلميذ بليد و(بجح) ، من الأفضل له ولأهله وللمجتمع أن يتعلم مهنة مفيدة تفيده وتفيد المجتمعة ، بعيداً عن هذا الابتزاز و(الدلع) .. !.
فالاعتماد على تلك المنشطات قد عاد بالضرر على العملية التعليمية برمتها ، حيث أرجع الخبراء والمتخصصون السبب فى تدنى المستوى العلمى والثقافى للخريجين ، إلى عفريت الدروس الخصوصية ، الذى قمنا بتحضيره خارج المدارس بإرادة حرة ، ولكننا لم نستطع أن نصرفه حتى بالقرارات التى تهدد وتتوعد !.
إننا يجب أن نُعَظم دور المعلم الذى كاد أن يكون رسولاً ، وتحفيزه مادياً ومعنوياً حتى لا يُضطر للتسول بعلمه ، وأصبح من الضرورى أيضاً أن يتغير نمط التعليم الذى يعتمد على التلقين والحفظ ، بإتاحة مساحة أكبر لحرية البحث وإعمال الفكر ، مع العمل بقدر المستطاع على تشجيع المواهب والقدرات ، ورعاية المتميزين عقليا ، باعتبارهم ثروة فكرية وعقلية واعدة ..وأخيراً وليس آخراً العمل على تقليل كثافة الفصول ، بحيث لايتجاوز عدد تلاميذ كل فصل عن عشرة تلاميذ فقط ، وبذلك تتاح للمدرس فرصة متابعة كل تلميذ على حده ، وإعطاء التلميذ فرصة كى يسأل ويناقش ويحاور ، وذلك لتنمية الملكة الفكرية والعقلية ، التى هى لب العملية التعليمية وجوهرها .ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
مجدى شلبى
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
وعضو اتحاد المدونين العرب
وعضو نادى أدب المنصورة