بعد رحلة شاقة استغرقت يومين و ليلة ، اجتازت خلالها الأسرة مئات الكيلومترات من الصحارى القاحلة ، من أجل قضاء إجازة الصيف بين الأهل ، بلغت مبنى حدود الوطن و قد غمرت الفرحة كافة أفرادها .
تمت مراجعة جوازات السفر و ختمها بيسر ، ثم تحركت الأسرة نحو العاصمة التي لم يبقَِ لبلوغها سوى مائتي كيلومتر ، إلا أن حاجزا عسكريا غير متوقع أوقفهم بُعيد مغادرتهم المبنى ، و طالبهم ضابط المركز بالاطلاع على جوازات سفرهم ؛ ثم وجه كلامه لرب الأسرة قائلا :
-ابنك بلغ الثامنة عشرة فهو مطلوب للتجنيد الإلزامي !
= أعلم ذلك يا سيدي الضابط ، ما أن استريح من وعثاء السفر ، حتى أبادر إلى إجراء المعاملة اللازمة لإعفائه ، فهو معفى قانونا ، باعتباره الذكر الوحيد في الأسرة ، أي وحيد أمه.. ؛ و ما أخرني عن ذلك أنني أقيم في إحدى دول الخليج للعمل ، حيث لم تتح لي فرصة لزيارة الوطن منذ ثلاث سنوات.
أجابه الضابط ببرود و لكن بحزم :
- لن نسمح بعبوره ، سيبقى عندنا !
نزلت كلمات الضابط على رأس أبي مروان نزول الصاعقة ، أما أم مروان فقد صرخت رعبا ثم أجهشت بالبكاء ، أما مروان فقد اصفر وجهه هلعا.. فهو على أبواب الحياة الجامعية ، فقد قبل لتوه في كلية الطب ، فلو أن الضابط نفذ كلامه لدمر مستقبله ...
بعد محاولات أبو مروان الفاشلة لاقناع الضابط بتغيير رأيه ، أشفق أحد جنود المركز عليه – أو هكذا بدا - فتقدم من أبي مروان و همس بأذنه بعبارة انفرجت على أثرها أساريره ، و لفوره أخرج محفظته من جيبه .
------------------------
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب