أعتقد أن أهمية التاريخ الأساسية لدى أمة معينة في أنه يشكل القدوة والنبراس والشحنة الدافعة نحو المجد والتقدم
للأجيال في هذه الأمة.
-لذلك يجب أن يكون التاريخ مساعداً في عملية البناء الوحدوي والروحي والانمائي
- لا يمكن أن يكون المؤرخ أو الباحث التاريخي محايداً ونحن كعرب تعرضنا لأبشع أنواع التزوير لتاريخنا من قبل المستشرقين الغربيين والمؤرخين والآثاريين.-
-هناك الكثر من المؤرخين العرب يتبنون رؤيا هؤلاء المزورين دون تمحيص أو تدقبق أو لاعتقاد بأنهم أكثر موضوعية من العرب ولا يعرفون بأنهم أصحاب منهج معادي ويخدمون توجهات دولهم وأطماعها.
-وقد أطلق على هؤلاء المزورين بالمؤرخين الكتابيين ويقصد بذلك الذين يؤمنون بالتوراة كمرجعية صادقة وموثوقة للتاريخ البشري في منطقتنا.
فتجدهم يضعون الوصف لمكتشفات أثرية بما يتلائم مع النص التوراتي وليس العكس حيث أن المكتشف الأثري هو حقيقة ملموسة فهو الأصدق من أي نص كتابي.
ومثال على ذلك
-أن الكنعانيين في فلسطين كانوا يصنعون أوانيهم الفخارية بدون حافة وفي فترة لاحقة صنعوها بحافة فماذا قال المؤرخون والآثاريون الكتابيون؟ قالوا: هذا دليل على أن بني اسرائيل دخلوا فلسطين في هذه الفترة وهم الذين صنعوا الفخاريات بحافة وواضح كذب زيف هذا الادعاء والتزوير فيه لأنه بدون مستند.
ولو تمعنا في التوراة سنجد أن سيدنا ابراهيم وابنه اسحق كانوا رعاة وليس أهل زراعة وصناعة وكذلك اسحق والأسباط كانوا كذلك.
-وهذا يدللنا أن التزوير مقصود حيث أنهم يأخذون من التوراة ما يتلاءم مع غرضهم ويبتعدون عما لا يتلاءم مع غرضهم.
ومثال آخر
-أنهم وصفوا منطقتنا في حقبها التاريخية بأنها ممالك المدن أي أن كل مدينة كانت مملكة مستقلة مع أنهم لم ينظروا بأن ملك المدينة كان بمثابة محافظ مقارنة بهذا الزمان.
وأنه كانت هناك ممالك كبيرة تحكم هذه الممالك الصغيرة من الممالك الأكادية والكلدانية والآشورية وكانت هذه الممالك تتمدد وتتقلص حسب قوتها.
وأن سرجون الأول مؤسس الدولة السورية الأولى كانت مملكته تشمل العراق الحالي وبلاد الشام وشواطيء الخليج العربي والبحرين وشواطيء البحر الأحمر إلى حدود يثرب وشمالاً إلى ميناء مرسين التركي وحدود أرمينيا وغرباً إلى أبعد من قناة السويس أي الصحراء الشرقية في مصر.
وكانت ممالك المدن تخضع لهذه المملكة الكبيرة ويزيد النفوذ ويتقلص تبعاً لقوة أو ضعف الدولة المركزية وكانت هذه المملة أيضاً يزيد ويقل نفوذها تبعاً للصراع على النفوذ مع المملكة المصرية.
والآن وجد بعض المؤرخين والآثاريين من العرب والأوروبيين يصححون تاريخنا ليعيدوا له وصفه الأكثر موضوعية ودقة ويساعدهم في ذلك المكتشفات الأثرية الجديدة والتي تنفي رؤى وتزويرات هؤلاء الآثارييين الكتابيين.