المطر السارق .
بعثرني المطر - واشتركت في بعثرتي أرصفة الطريق -وأحذية بعض المارة - وكلمات جريدة خاوية الحروف .
بين الحاويات الساكنة على أطراف الزقاق بدأت أشلائي الباردة تلملم فتاتها – وتتجمهر حولها العيون الثاقبة والجاحظة في سهام الرذاذ – بينما معطفي كان يغطي بعض الأجساد التائهة في الصقيع .
بعثرني المطر وسرق مني الرقص والغناء وكثافة الحب – وحطم زجاج نوافذي المطلة على رائحة الهمس والبارود والسجائر وأكواب الشاي والقهوة وحبات الهال –كما سرق لون الليل والنهار –وهرب مختفيا بين ندى الورود وبكى .
في ليالي الهمّ كانت تترنح فوق أكتافي زخاته – متباهية بأوجاعه فوق الهموم – تتثاقل منها أوراق الشجر فتميل – ويسقط منها لونها فوق التراب الذي تحول إلى طين – فترسم الطيور عليها آثار أقدامها وتطير – حاملة معها رسائلي ورائحة أنفاسي –حيث تحلق عاليا لكنها لا تعرف أين يأخذها المصير ...........
نشأت حداد