الهندسة الجيولوجية تجعل السماوات الزرقاء أكثر بياضًا
غادة الحلواني
إذا ما حقن المهندسون الجيولوجيون طبقات الجو العليا بجزيئات الهباء الجوي (جسيمات أو جزيئات سائل ما او مادة صلبة معلقة في غاز) والتي تعمل على تبعثر الضوء، بهدف موازنة ظاهرة الاحتباس الحراري، فقد يبهت لون السماوات الأزرق إلى الأبيض الضبابي. لقد حذر الكثير من العلماء من هذا فعليًا، غير أن الأثر أصبح الآن قابلاً للقياس الكمي.
فنظريًا، سوف يقلص إطلاق كبريتات الهباء الجوي في طبقات الجو العليا من درجات حرارة الكوكب، ذلك أن كبريتات الهباء الجوي سوف تعمل على انعكاس ضوء الشمس القادم بعيدًا عن سطح الأرض بنسبة مئوية صغيرة. من ناحية أخرى، سوف تشتت الجزيئات الزائدة منه الضوء الباقي من أشعة الشمس إلى طبقات الجو. وهذا سوف يقلص بنسبة 20 في المئة كمية ضوء الشمس الذي يتخذ مسارًا مباشرًا إلى الأرض، كما سوف يزيد من مستويات الضوء الأنعم والضوء المنتشر الذي سوف تبعثره وتشتته؛ جاء هذا على لسان بن كرافتز من معهد كارنيجي للعلوم في ستانفورد بكاليفورنيا.
هذا الإجراء قد تكون له آثار وخيمة على الحياة وعلى تكنولوجيا الإنسان، ذلك أن تقليص ضوء الشمس المباشر سوف يؤثر على الصناعة الشمسية التي تعتمد على ضوء الشمس المباشر في توليد الكثير من طاقتها، غير أن ضوء الشمس غير المباشر المتزايد سوف يعزز من التمثيل الضوئي تحت الأشجار التي تسمى بأشجار المظلة أو الستائر. من ناحية أخرى، سيصبح التأثير الأكثر وضوحًا ومرئيًا فوقنا.
ينتج اللون الأزرق للسماء الصافية عن الضوء الذي تبعثره الجزيئات في الهواء. إن جزئيات الضوء الأزرق قصيرة الموجة أكثر قوة من جزيئات الضوء الأحمر طويلة الموجة في الضوء المبعثر. من ناحية أخرى تتميز جسيمات الهباء الجوي بأنها أكثر ضخامة من جزيئات الهواء، وتشتت الضوء الأحمر بقوة أكبر، بحيث تزيح وتكتسح جزيئات الضوء الأزرق الذي تبعثره الجزيئات الأصغر مما يضفي على السماء لمعانا و بياضًا أكثر.
يحسب كرافتز كيف أن المبعثر من الجسيمات التي يتراوح قطرها ما بين0.1 و 0.9 ميكرومتر، قد يؤثر على طيف الضوء المبعثر، وكيف أن هذا قد يؤثر بدوره على لون السماء. لقد وجد أن السماء قد تبدو أكثر شحوبًا بمقياس كل الأقطار المحتملة. إن الجسيمات التي تتراوح أقطارها في منتصف مقياس الطيف سوف تجعل السماء أكثر بياضًا.
يقول كرافتز إن الريف الذي يتمتع بمعدلات منخفضة من التلوث عامة سوف يعكس آثار هذا الإجراء بوضوح أكبر. ويضيف: «كل ما عليك أن تفعله لكي تراه هو أن تخرج خارج المدينة».
لايزال تساور المجتمع العلمي شكوك أخرى مهمة تتمثل في كمية الهباء الجوي الذي سوف تستخدمه الهندسة الجيولوجية والكيفية التي سوف تتغير بها هذه الكمية مع مرور الوقت في ضوء أنها جسيمات ملتصقة معًا. إن عالم الأرصاد الجوية كريج بوهرن والخبير في تبعثر الجو بجامعة ولاية بنسلفانيا والذي لم يشارك في البحث يقول: «من الصعب الوقوف في مواجهة الزعم القائل بأن زيادة تركيز الجسيمات في الجو سوف تغير لون السماء ولمعانها».
تعريف الهباء الجوي لغويا: مادة غروانية معلقة في غاز يمثل مرحلتين من مراحل أشكال الجسيمات والجزئيات.
http://www.alarabimag.com/Arabi-Elmy..._8/Elmy007.htm