إذا حان الفراق فلا تلاقي
بدنيا الناس ما بين الرفاق
وليس يرد ما قد فات دمع
ولو أجرته كالعين المآقي
ولا التذكار يُرجع دهر ودٍ
ولا ندم ولا حَرُ اشتياق
فإن الناس تسعى نحو موت
ويحصدهم على قدم وساق
وكلهمُ يسير الى مصير
كأن الكل مشدود الوثاق
سباقهم على الدنيا قصير
وكأس الموت خاتمة السباق
وكم يُسقَون منها ثم ينسى
بقيتُهم وبالمرصاد ساقي
وحاضرهم سيفنى مثل ماض
ولا يبقى من الاحياء باقي
وينفعكم عبادَ الله تقوى
لكم فيها من الخسران واقي
لكم فيها نجاة يوم حشر
لكم في الجنة العليا المراقي
الا فتزوّدوا من خير زاد
لكيلا تندموا يوم التلاقي
فقد جربتم الدنيا فكانت
فراقا في فراق في فراق
|من كلام الشيخ غانم جلول حفظه الله|