صوتُ زمجرةٍ وعِراك ..
لم أُعِرْه اهتماماً أوَّلَ الأمر..
لكنه كان يعلو ويشتد ..
وأَكْذِبُ لو قُلتُ أنه لم يكن يثيرُ الرعب.
لكنّي ..
لا أعلم أي تهوُّرٍ لمْ أقَدِّرْ عواقبه كانَ وراءَ نهوضي من سريري .. وخروجي إلى فناء المستوصف الذي يحيطُه سورٌحجريٌّ عريضٌ، قليلُ الارتفاع.
كنتُ أحمل بيدي شمعة، فلا كهرباء ..
وكان الوقت بعد منتصف الليل
ارتقيت السور
وأبعدتُ يديَ التي تحمل الشمعة عن ناظريَّ قدَرَ المستطاع
ووَقَيتُ بيدي الثانية فوق جبيني، لأخفف من وهجِ الأشعةِ الخافتةِ لضوء القمر ..
محاولاً تمعُّنَ المكان ..
لعلِّي أرى أي شيءٍ يدل على مصدر ذلك الصوت
انقطع الصوتُ كلِّياً في تلك البرهة التي قصدتُ أن أُطيلها فضولاً منّي ..
لكن ..
لا أثر ..
قفزتُ عن السور عائداً إلى غرفتي .. وأوصدتُ الباب من خلفي
في اليوم التالي..
حدَّثتُ عبد الرحمن قائد شرف عن الأمر ..
فطَغَتْ على ملامِحَهٌ علاماتُ الدَّهشة والفزع ..
ثمَّ قالَ لي :
كُتِبَ لك عُمرٌ جديد يا دكتور
احمُدِ الله