ثورة آذار ملهمة الشعراء
يشرق فجر آذار من جديد في الذكرى السادسة والاربعين لثورة حزبنا العظيم، حزب البعث العربي الاشتراكي، الثورة التي غدت ملهمة الشعراء وعلامة من علامات الذاكرة الثقافية والسياسية العربية لما حققته من انجازات على الصعد كافة، وها نحن نستحضر عصارة الأرواح من خلال الشعر، فما قيل كثير، وما نقدمه هنا ليس الا القليل من النماذج التي احتفت بالثورة وانجازاتها وباقة صغيرة من ورودها:
فها هو الشاعر ناصر محمد عباس ينشد في «موسم الحب»- كما يُسمّي- قصيدته:
غرد الكون وانتشى القيثار
عندما حل في الحمى آذار
ما لهذا الحبيب يعبق سحراً
ويغني بمقلتيه النهار
كل شيء فيه يفيض ابتهاجاً
الربا والسماء والانهار
انه السحر في الشآم تجلى
كبرياء لها الوفاء إزار
موسم الحب في الشآم جديد
كل عام وبوحه معطار
شمسه اشرقت فزالت عهود
من ظلام ...وشعشعت أنوار
ثورة البعث كللتها بتاج
من وفاء به العقول تحار
فموسم الحب في كل عام كما يرى الشاعر يبوح كما يبوح الورد بشذاه وعطره، فقد زالت عهود الظلام وانبلج فجر آذار مشعشعاً بأنواره، وفي اقباله تفتحت الخمائل كما يؤكد الشاعر عبد الحميد اليوسف في قصيدته « آذار أقبل» فيقول :
آذار اقبل والزهور تفتحت
في كل روض من ربا لبلادي
والروض في ورد تماوج لونه
فغدا كجنات بكل وهاد
والطير غرد في الخميلة شادياً
احلى الاغاني نغمة الانشاد
هذي الطبيعة فتنة بجمالها
قد ايقظت نجوى الهوى بفؤادي
آذار أقبل والزهور تفتحت
بشارنا في همةٍ وجهاد
يرعاك ربي قائداً ومناضلاً
حمل الأمانة راية بسداد
مادام نبض في العروق فإننا
نفديك بالأغلى مدى الآماد
فالثورة ايقظت جذوة النضال ورسخت ثقافة المقاومة، ورفض التبعية فالشاعر الشهيد كمال ناصر يحدد تجليات انطلاقة البعث وبعده القومي وعمقه الشعبي قائلاً.:
من غضبة الشعب كنا من تمرده
من جرحه الثر جئنا من شظاياه
ومن تطلعه عبر الضحى سطعت
عقيدة البعث تحميه وترضاه
كنا ببال العلا منذ الوجود رؤى
فجسد الشعب منا ومض رؤياه
ومن أمانيه ألهمنا رسالتنا
فأورقت في رحاب الخلد نعماه
ويضيف زكي قنصل الشاعر المهجري في «ثورة البعث» ابعاداً جديدة اذ هي:
ثورة البعث ام هزيم الرعود
أم اسود تسير خلف اسود
حطمت امتي القيود فهل
يجدي بكاء على حطام القيود
فالوطن اولاً والوطن أخيراً وما الوطن دون أبنائه، دون أن يضمهم تحت جناحيه، ومنه يصدح صوت حامد حسن معلناً الانتماء:
موطني إني عبدت الموطنا
بوركت ارضي وطابت مسكنا
انا فيها واليها وعلى
ارضها أهوى المنايا والمنى
جسدي، روحي، شعوري ودمي
من ثراها، من هنا أو من هنا
ويؤكد تلك المعاني النبيلة شاعرنا سليمان العيسى في نشيد طفلي يرى بالفلاح نبض الحياة ومصدر خصب الارض وعطائها...
القبلة الاولى من الصباح
لجبهة الفلاح، لمعول الفلاح
لساعد الفلاح، الساعد المفتول
تحبه الحقول .. فثورة البعث التي شكلت منعطفاً حاسماً في تاريخ سورية والامة العربية، وحدت الجماهير ولمت شمل الامة المشتتة تحت رايتها، تقول الشاعرة دولة العباس:
«مارق عطر الورد والغار
لولاك يا أنسام آذار
ما كان شمل الهوى مجتمعاً
لولا شموس الحب في الدار
ياثورة بالحق راعشة
شبت لظى في ليل نواري
وتبسمت عن موعدٍ وغدٍ
وتوشحت بالزهر والغار
يرعاك ليث فارس علم
من موطن الانوار والنار
ياوحدة راحت تعللنا
عودي لأحبابي وسماري
وتنهدي في ورد آذار
فالحق كان سمة الثورة وحاملها كيف لا وهي ثورة الكادحين:
«من قلبه نبضي ومن ايمانه الاسخى غنائي
اطلقت صيحته مجلجلة مدوية الأصداء»
فالشاعر محمود حبيب يرصد تباشير شمس آذار وعطاءها كما رصدها من قبله الشاعر سليمان العيسى:
آذار دربك بالبطولة حافل
وعلى تراب المجد غيثك هاطل
اقبلت ترفل بالمنى ونفوسنا
ظمأى اليك وكل حقل قاحل
الارض والفلاح أغنية المنى
تشدو بها عند الحصاد مناجل
إذاً هي شعلة المجد التي لم تنطفىء وهي مرتع الصيد والاحرار كما يعبر الشاعر وفيق كامل صقر في قصيدته« آذار ياشعلة المجد»:
من برزخ الحب أم من وطأة المحن
سمكت جسراً الى العلياء يا وطني
توثقت بعراه الناس واتكأت
على اوابده اسطورة الزمن
يامرتع الصيد والاحرار ما بزغت
شمس الرسالات ألفت خير مؤتمن
أفقت من وسنٍ، عوفيت من وهنٍ
شمخت مؤتلقاً بالقائد الفطن
هي الشعوب اذا ما انتابها خطر
تصحو اجنتها في غيهب البدن
آذار ياشعلة للمجد ما انطفأت
أنت المدار لمن ثاروا على المحن
اعداد: محمود السرساوي