مجيد حسيسي
ألــوكُ الصّمت
ألـوكُ الصّـمتَ في ألـمٍ..وأبكي
على طفلٍ تقطّـعُهُ الحــــــروبُ
فأبحثُ في بقايا روحِ كـــــأسٍ
لأشربَها...فقد كثـُرَ الهـــــروبُ
ونارُ الحقدِ يشــــعلُها حســودٌ
ويمضي..ليسَ تشغِلُـهُ الكـروبُ
وغزّةُ في صميـــمِ الحربِ نارٌ
تأجّـجُها القذائـــفُ والقــــلوبُ
وهاشمُ في حِماها باتَ ينعـــــي
على عرَبٍ ...تفرّقُــهم دروب .
منَ الفيحاءِ أسمعُ صوتَ نـعيٍ
وفي لبنانَ ينتفــضُ الجنــــوبُ
وصيحةُ مصرَ في وجهِ التّجنّي..
على شعبٍ ..تمزّقُــهُ الخـطـوبُ
وجوهُ نسائِنا انفطـَـرَت بحزنٍ
وفوقَ خدودِهــنّ سما الشّحوبُ
وشمسُ الصّبـحِ أمست لا تبالي
فتسقطُ مثلما يلوي الغـــــروبُ
تغطّـيها غمـامـــةُ حــــــزنِ أمٍّ
فتبكي مثلما تبكي النّــــــدوبُ
وما ليلٌ بأحسنَ من صباحٍ
تلعلعُ فيهِ أصـــواتٌ..تذوبُ
أرى كلَّ الثّـكالى في خشوعٍ
وصمتُ الأمِّ..تجمعُـهُ القطوبُ
وعِـزّةُ هاشـمٍ باتت ترابـًا
تكلّـلُها..وتحرُسـُها العيــــوبُ !!