قصة قصيرة: (23) صور قلمية من دفتر مذكراتي....
أفكار ليســـت للبيـــع !
قحطـان فؤاد الخطيب / العراق
إلى ملهمتي......
في عيد تعارفنا، للعام الرابع.
تتقن ملهمتي ، بين قوسين ،
كاتمة أسراري ،
فن التعامل مع الآخرين ،
بما حباها الله، بحكم،
امتلاكها خواصا أنثوية نادرة،
قل مثيلها لدى الذكور .
يلفها جمال فتان،
يغار منه حتى القمـــر،
بلسان حلو رقيق يخر أمامه كل من يتجرأ ويقول:
أنا مفوه .....................
أراها في المنام فراشـة تاهت،
بين الألوان،
وأناملهــــا الناعمة ما انفكت تومئ،
بان الطريق إلى المجد يمر من هناك .
لا تعرف للنوم طعما.
وتجهل معنى،
الدقائق والساعات والأيام.
ملهمتي والتقاعس عدوان لدودان ،
تعشق العمل وتقدس الإبداع،
وتتوق إلى تخليد ذاتها،
لاسيما عندما تروج،
بين بنات جنسها،
صباح مساء:
إنا ثامنة عجائب الدنيا السبع !
هذا ليس بغرور البتــــــة،
كما إنها ليست أضغاث أحلام.....
بهذه الثقة العمياء بالنفس تخاطبني،
فيما كنت اسمعها تردد على مدار الساعة:
كل سنتمتر مربع من كياني،
يثير أكثـــــر من فضول ،
ويدير أكثر من عنق،
ويكتنز نفائس لا توجد حتى،
في بلاد ألواق واق.
أراها في يقظتي فاتنة لا تقهر،
سلاحها أشرس من الـ t.n.t.:
عذوبة وسحرا وأنوثة وتألقا.
اعبث في لوازمها بحثا عن دليل،
يرشدني إلى هوية جيناتها،
كي أفك رمز هذه الطلاسم المحيرة،
فإذا بي، من جديد،
أسير شراكها، وضحية جاذبيتها.
التمس الهواء أن يخفف عني،
وطأة عبقها على جهازي التنفسي،
كي،
أتنفس الصعداء، ولو لثوان.
واستأذن الجنينة،
أن تبعد عني هذه القرنفلة المخملية،
ولو إلى حين .
بيد أن الرد سرعان ما يأتي،
أمضى من البرق، متهكما وهو يفيد :
أيها المسكين !
أتحلم بالإفلات من قبضتي ؟
أعود القهقرى واجتر، في خلوتي،
مراحل استعبادي من ملهمتي.
علمتني كيف أحب واعشق الحياة،
وأرغمتني على شطب تأريخ ميلادي،
وارتداء ثياب الفرسان.
أقنعتني أن التسامح هو إكسير الحياة،
وحب النكتة مطيل للعمر،
وأن خفة الدم ميزة ينفرد بها الشجعان.
حفظتني أبجديات الانفتاح على الكون:
الترجمة، اللغة، القصة القصيرة، الرواية،
الشعر، النثر، الثقافة، السجال الفكري،
وأطلعتني على كل أسرار أسر القلوب!!!
أبحرت بي عميقا في عرض البحار، والمحيطات،
ثم،
أوصلتني إلى بر الأمان،
مختزلة حجم الكرة الأرضية
إلى،
بضعة أقدام مربعة!
قد يدفعك الفضول إلى السؤال:
ما السر في تعلقي الأعمى في،
ملهمتي، الأيقونة الحسناء ؟
وما اسمها بالتمام ؟
هل هو بريق مقلتيها الواسعتين،
المؤطرتين بكحل مفحم السواد،
يأسر القاصي والداني ؟
أم لان حدود عشيرة ملهمتي مترامية،
تفترش مشارق الأرض ومغاربها،
جلهم أعلام يشار لهم بالبنان ؟
مترجمون لامعون،
لغويون يفحمون حتى،
جوســــر وســـيبويه،
علما وتمكننا!!
ألجواب، لعمري، الاثنان معا.
أخالكم عرفتم اسم ملهمتي .......
فإذا لم تعرفوه، سوف اقرب الصورة لكم،
بعض الشيء وأقول:
لا ملهمة تسمو على................
الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب !