على مراد الله...
في كل مرة أجد ألما صعبا يجتاحني وأنا أذهب إليه لرؤية ولدي..
وأعلم تماما العلم ضرورة ذهابي..فكل أمر مضى عليه زمن طويل يتصلب كعجينة إسمنت ولا يعد قابلا للتشكيل مرة أخرى بل بات للكسر أقرب...
كنت أود لو انفردت به مرة واحدة, وفي كل مرة يعدونني بمتسع من الوقت كي استمتع بقربه ويستمتع بقربي براحة أكثر..ولكن..
هيهات...
تقفزلذاكرتي قصة سيدتنا مريم, هل لإنجابها بلا رجل حكمة بالغة؟.هل هذا يعني أنه يمكننا العيش بلا رجل؟.
لكنني مازلت أفتقد لوجوده معي, ومقولة :
قوة حاجة الرجل لامراة أكثر من حاجتها له ليست القاعدة أبدا...
وبرغم ما وجدت به من سيئات لاتحتمل!. مازلت .أحبه..
هل كان السبب هو قلبي الطيب المشكل بطريقة مفزعة ؟.
أم هي قلة حيلتي بصراحة ؟.
أم لتقدمي في العمر؟.
أدلف للداخل على أمل أن يخرج إلي وقد أدخلتني الخادمة.
لم أكن أريد رؤية زوجته الغربية الجديدة, فقد انزاحت تربيتي لابني وتغير جداً...
لم يعد كما ربيته ولم أعد كما كنت...
أنتظر طويلا وأنا أقلب عيني بين مناحي أناقة الغرفة...فلاهي ذوقي الذي أحب ولا هي حياتي التي أتخيل..شيئ مختلفت تماما...
كانت تلك البقعة الغريبة ,تملك من الترف وزحمة التحف الكثير...مما لاأستطيعه...صعب أن تجد ماتفتقد له بقوة حولك..وهو يلمع بتشفٍ...
حتى أنني وجدت شيئا من بصمتي في زاوية مهملة من الغرفة فقفزت من فوري أريد التأكد..تلك هي قطعة فنية من السيراميك البارد كنت صنعتها قديما...
وإنه ...ذات الإناء الصيني الصغير المرسوم باليد... غيرت زاويته.. وعدلت طريقة عرضه وعدت لجلستي..أنتظر من جديد.
ظهر أمامي كمارد المصباح ...ارتعشت بلا شعور مني...انتابتني قشعريرة
ترتجف أنحاء من جسدي عنوة...
قلت بلا سيطرة :
-أنتَ؟
-أنتِ؟
وقفت جفلة ... ..اقترب مني...
دمعت ْعيناه...كدت أبكي ..
تمالكت شعوري لأتحلى ببعض شجاعة...
-افتقدتكَ...
-افتقدتكِ...
لم أجد مكانا لإعراب جملة مضى عليها زمن طويل...وتكررت كثيرا..
دلف ابني عندها مندهشا من جمودنا ....قائلا بعفوية:
-حبوا بعضكم..
ليبتسم من مفاجأة جميلة غشيته..وهي نظراتنا الحميمة..
شبّك أيدينا ببعضها على ذهولنا الغريب...
لكنها حضرت الآن وحدها ...تلاشى الغيم الماطر من سماء الحضور...
جلست معه..
وحدنا في الغرفة..
وعندما انتهى الوقت المحدد..قال طفلي الحبيب :
-لاترحلي..
ريمه الخاني 24-3-2013