متي تتخلص أفلامنا من إستخدام قاموس الشتائم؟
كتبت إنتصار دردير:
لا تتحمل النجمة الكبيرة فاتن حمامة وزر الشتائم التي انطلقت مؤخرا في افلامنا.. ولا يتحملها الفنان نور الشريف ايضا.. فاذا كان كل منهما قد صرخ بصوته وتفوه بلفظ 'ابن الكلب' فعلتها فاتن حمامة في 'الخيط الرفيع' وهي تواجه خيانة انسان اعطته كل شيء.. وفعلها نور الشريف وهو يهاجم لصوص الانفتاح في 'سواق الاتوبيس' لكن هذا كان اقصي ما يمكن ان تقوله افلامهم.. هناك افلام شهدت تجاوزات غير مقبولة تحت دعوي الواقعية فسمعنا ألفاظ مثل 'يلعن أبوكي' و'يا واطي' و'ياللي أمك مقالتش لأ' و'الصياعة أدب مش هز أكتاف' و'بترمي الهلب علي أي دكر' في افلام كلم ماما، صايع بحر، حين ميسرة.واذا كان السينمائيون يؤكدون انا ما يقدمونه هو جزء من الواقع وأن الشخصية الدرامية لابد ان تتحدث بألفاظ البيئة التي تمثلها.. فهل ما قدمه المخرج صلاح ابوسيف لم يكن واقعيا! وألا تؤثر هذه الشتائم علي جيل جديد يلتقطها من السينما ويرددها بوعي أو بدون وعي فنعمل علي نشرها بدلا من ان نعمل علي الحد منها.
تقول د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس ان السينما الجديدة فرضت علينا شتائم جديدة لم نكن نسمعها ولم نعرفها ويكفي ان يكون لفظ 'صايع' عنوانا لفيلم 'صايع بحر' فيصبح لزاما علينا ان ننطقها وان نعرفها ونتداولها بما للسينما من تأثير خطير علي الجمهور وخاصة من الشباب والاطفال الذين سيرددون هذه الالفاظ لتصبح امرا عاديا في حياتنا.. وانا لا اعتقد ان ما تقدمه من ألفاظ سوقية يندرج تحت الواقعية بل هو نوع من التردي.. لأنه يغرس في المتلقي الأساليب السوقية فيستقبلها كأمر عادي ويرددها بدلا من ان يثور عليها.. وقد كانت السينما زمان اكثر رقيا في التعبير عن المجتمع فقد كان النجم فريد شوقي يقول 'وشرف أمي' بينما تحولت الي 'روح امك' في الافلام الجديدة بما فيها من تجاوز في حق الأم.. والحقيقة أنه لم يعد أحد يعنيه الاصلاح الفكري والاجتماعي.. وهي كارثة أخري ان نسكت جميعا عن هذا التجاوز في حق المجتمع والسؤال الآن متي تتخلص افلامنا من استخدام قاموس الشتائم المبتذل حتي ننقذ شبابنا من الوقوع في تلك 'الحفرة' التي تسيء للسينما المصرية!.
--------------------------------------------------------------------------------