وعلى الرغم من صورة المسلمين المشوَّهة التي تعاون على رسمها المسلمون بتخلفهم وحماقتهم ، والحاقدون من الغربيين بمكرهم ، على الرغم من كل ذلك فلا زال الإسلام هو الدين الأكثر انتشاراً في العالم وفي التاريخ ، وفق دراسات مركز ( رصد العقائد ) في مدينة ( برن ) بسويسرا .
وهذه الحقيقة قد أكدها دارسو الأديان فالباحثة الكهنوتية الأمريكية كارول أنوي تقول : "الإسلام هو أسرع الأديان انتشاراً في أمريكا الشمالية"
(سر إسلام الأمريكيات) كارول أنوي ص(180)
ويقول الدكتور هستون سميث : "إن الإسلام في هذا العصر كما في العصور السابقة أسرع الأديان إلى كسب الأتباع المصدّقين" ، ويقول المبشر جون تكل : "الإسلام آخذ في الانتشار رغم أن الجهود التي تبذل في سبيله تكاد تكون في حكم العدم".
( التبشير والاستعمار) د. عمر فروخ ومصطفى الخالدي ص (148)
فإذا علمنا أن الإسلام ينتشر بجهود فردية مبعثرة ، وأنه لا يرصد في سبيله إلا نسبة ضئيلة جداً مما يرصد للتبشير بغيره من الأديان ، إذا علمنا هذا علمنا يقيناً أن "الدين عند الله الإسلام" … وتفهمنا هذه الصرخة البائسة التي أطلقها لورنس براون : "الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام ، وفي قدرته على التوسع ، وفي حيويته ، إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار"، وتفهمنا أيضاً هذه الحيرة للمستشرق هاملتون جب : "إن أخطر ما في هذا الدين أنه ينبعث فجأة دون أسباب ظاهرة ، ودون أن تستطيع أن تتنبأ بالمكان الذي يمكن أن ينبعث منه"!
جاذبيـة الإسـلام :
غدت جاذبية الإسلام ظاهرة تاريخية وعالمية لفتت أنظار الدارسين فهذا (مكسيم رودنسون ) قد نشر كتاباً له بهذا الاسم ، ويقر هيرمان إيلتز بهذه الظاهرة فيقول : "إن الإسلام هو أسرع الديانات انتشاراً في العالم اليوم .. هناك إذن شيء حقيقي يجذب إليه العديد من نخبة الناس". عن ( أمريكا والإسلام ) د.عبد القادر طاش ص 133 .
أما مراد هوفمان فيقول : "كثير من الغربيين يستيقظون ذات يوم ليجدوا أنفسهم وقد اعتنقوا الإسلام!" عن ( الطريق إلى مكة ) مراد هوفمان ص 124 .
ويقول المستشرق هيل : "لا نعرف في تاريخ البشر أن ديناً انتشر بهذه السرعة وغيّر العالم كما فعل الإسلام". عن (حضارة العرب) المستشرق هيل .
ويعتبر ( روي ) بحق أن انتشار الإسلام هو معجزة ، وهو "أكبر آيات الأنبياء وأروعها إعجاباً وخرقاً للعادة".
وتلمح بيانكا سكارسيا هذه الجاذبية فتقول : "إن الشريعة القرآنية تمارس جاذبيتها على ملايين الناس ، فالإسلام يشهد بشكل دائم إقبالاً أكثر على اعتناقه ، ويصعب تفسير تنامي هذه الظاهرة ، في أوروبة خاصة ، إذ أن الإسلام ينحو لأن يُمثل اليوم خياراً بديلاً عن الحضارة الغربية".
( العالم الإسلامي وقضاياه التاريخية ) بيانكا سكارسيا ص (40-207) .