زيارة صاحب
حين غرَّب خلف الرزق ولوّح بيده مودعا .. وقع بصره على ( عكاز ) جدته التي كانت تتكئ عليها وأغمض عيناه وودع هنا.. واستقبل هناك .. وهناك أراد أن يلتقي مع صاحبه الذي لم تقع عيناه عليه منذ أن بني الجدار .. عفوا .. منذ أن صرخ للثار.
قرع جرس الباب .. أذن بالدخول .. دخل الصاحب
ألقى عليه التحية
فرد بأحسن منها .. نظر إليه وهو مندهش .. لما هذه النظارة السوداء في وضح النهار ؟؟
ثم كيف لا ينهض لاستقبالي ؟؟ ربما يمازحني !! لا لا بد أن في الأمر شيئا .. إنه مسجى فوق الفراش .. قد تكون فراش السقام . الله يستر
تجاهل الموقف .. وقال معاتبا
أهكذا تستقبلون ضيوفكم ؟؟
أجابه .. عذرا .. عذرا
تفضل إلى هنا أين أنت
أقترب منه ولم يصدق ما يشاهد
قال .. هنا .. هنا ألتمسني
فبكى وبكى حين لم تجده يداه
فعرف أنه لم ير منه
منذ متى ؟؟ أجابه .. منذ إيصاد الباب الأول .. آسف منذ .....
ضمه إلى صدره .. وفاضت عيناه بالدموع.. وزفراته كادت تحرق صاحبه .
ودخل الولد مسرعا و مقاطعا .. بابا بابا خبر عاجل .
يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف .. رددها بصوت مرتفع وكأنه يريد من صاحبه أن يؤّمن .
وأنا بدوري أقول .. آمين .. آمين
وما قولكم أنتم ؟؟؟؟؟
__________________
محمد سيد حسن
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ