أتيحت لي فرصة الاطلاع على الأصول العرقية والاثنية والتطورات الأنثروبولوجية والجينية للكثير من شعوب الأرض، وتمكنت من معرفة الأسباب التي جعلت الكثير من الشعوب تختلف عن غيرها في هذا الأمر أو في ذاك، حتى لو تقاربت في الكثير من الأمور، ولم أقف طويلا عند المُسَوِّغات القريبة من المنطق والتي جعلت بعض الشعوب المتقاربة جدا في الأصول والمنابت تنقسم إلى عدة شعوب (!!)إلا أن الشيء الوحيد الذي حيَّرني ولم أجد له فهما يقبله عقلي وينسجم مع علمي ومع أيِّ منطق متداول بين البشر، هو كيف تَمَكَّنَ بعضُ الفوضويين الغارقين في العفونة والجهل والعصبية الهوجاء، من إقناع الشعب الأكثر انسجاما وتوَّحُدا في العالم، وهو الشعب "الأردسطيني" – إن جاز ليَ التعبير – بأنه ليس شعبا واحدا بكل ما لهذه الكلمة من معنى، وإنما هو شعبان مختلفان (!!)