مرثية للشهيد :غسان كنفاني
(1)
بيتان من قصب ٍ
ورفٌّ من حمام ْ
ويدٌ تلوّحُ
ثم تسقط ُ كالغمامْ .
(2)
بينَ الشظية ِ واليمامة ْ
خطوتان ِ
وكسرة ُ الخبز ِ المُدَمّى
عندَ مصيدة ِ المكانْ .
(3)
هي ساعتان
وآخر الشهداء يصعدُ
فوق عرش السنديانْ .
(4)
هي ساعتان
ويبدأُ النهرُ المُدَمّى
في التفجر في المكانْ .
(5)
كيف اللقاء ُ
ودوننا بحرُ السؤال ِ
وزرقة ٌ
ونقاط ُ دمع ٍ لا تجفّ
وجرة ُ الفخار ِ
يملؤها البكاءْ .
(6)
كيف اللقاء ُ
وكلما اقتربتْ يدانا
شقـّني سيفُ الوداع ِ
وضاع َ موعدُنا الكبير
خلالَ خارطة ِ الدماءْ .
(7)
كيفَ اللقاءُ
وجرة ُ الفخـّار ِ عطشى
بلْ أنتَ يا غسانُ في أقصى الغياهب ِ
عين ماءْ .
(8)
صهلتْ خيولُ النار ِ
في جسد ِ الشهيد ِ مجددا
فاستيقظتْ للتوّ فيه ِ
هديلُ نايات ِ الفدا
غسانُ
أوقفْ مُهركَ الناريّ في وسط ِ المدى
فلتعطني منك اليدينَ
فقد مددتُ لك اليدا
غسانُ
كيف جمعتَ أحصنة َ السؤال ِ
من السهول ِ
وكـُنّ قبلكَ شـُرّدا
لا تبتعدْ
إني أخافُ عليكَ من قمر ِ القصيدة ِ
حين تشعلهُ غدا
لا تبتعدْ
أخشى عليكَ من الطريق ِ
وأنت تنتظر الغدا
لا تبتعدْ
يا زرقة َالبحر البهيّ
وغابتين ِ من الفدا
كقصيدة ٍ خضراءَ
نرفعهُ ونبكي
مثلما نبكي الخيولَ
وثم يغمرهُ الندى
يلقي التحية َ
ثم يرحلُ فوق أكتاف ِ المدى .
البحرالكامل