مسجد صانكي يدم (كأني أكلت)
مسجد “كأني اكلت” من اعظم المساجد الاثرية في تركيا ..
سر اسمه العجيب :
“كان يعيش في منطقة “”فاتح” شخص ورع اسمه “”خير الدين كججي أفندي” أو “محمد شوقي أفندي” ولم يبت التاريخ في الاسم..
كان عندما يمشي في السوق ، وتتوق نفسه لشراء فاكهة ، أو لحم ، أو حلوى ، يقول في نفسه :
“”صانكي يدم” : يعني : “كأنني أكلت”
ثم يضع ثمن تلك الفاكهة أو اللحم أو الحلوى في صندوق له.
ومضت الأشهر والسنوات ، وهو يكف نفسه عن كل لذائذ الأكل ، ويكتفي بما يقيم أوده فقط ، وكانت النقود تزداد في صندوقه شيئا فشيئا ، حتى استطاع بهذا المبلغ الموفور القيام ببناء مسجد صغير في محلته ، ولما كان أهل المحلة يعرفون قصة هذا الشخص الورع الفقير ، وكيف استطاع أن يبني هذا المسجد أطلقوا على الجامع اسم (جامع صانكي يدم) .
ياترى كم من المال سنجمع للفقراء والمحتاجين؟!! لو أننا اتبعنا منهج ذلك الفقير الورع وقلنا كلما دعتنا أنفسنا لشهوة زائدة على حاجتنا: “كانني أكلت”"
وكم من فقير سنسد جوعه وحاجته؟!!
وكم من القصور سنشيد في منازلنا في الجنة إن شاء الله؟!!
وكم من الحرام والشبهات سنتجنب ؟!!.
ويحمل مسجد “كأني أكلت حكمة اقتصادية وفلسفة عظيمة هي: الحث على التوفير الممكن , وعدم التبذير والاقتراض, والاقتصاد قدر المستطاع بكل المواد، خاصة أننا نعيش في أيامنا هذه شدة وحرباً وقلة ..
فهذا المسجد يمثل درسًا ممتازًا لكل إنسان، الرجل في إدارة أعماله والمرأة في منزلها وحتى الشباب والأطفال”.
وتبقي فلسفة مسجد “كأني أكلت” تذكرنا بمؤسس الفكرة الحقيقي سيدنا عمر رضي الله عنه :
أوكلما اشتهيت اشتريت ؟؟!!
بلغ عمر رضي الله عنه أن يزيد بن أبي سفيان يأكل أنواع الطعام فقال عمر لمولى له إذا علمت أنه قد حضر عشاؤه فأعلمني فأعلمه فدخل عليه فقرب عشاؤه فأتوه بثريد لحم فأكل معه عمر ثم قرب الشواء وبسط يزيد يده وكف عمر يده وقال : الله الله يا يزيد بن أبي سفيان أطعام بعد طعام والذي نفس عمر بيده لئن خالفتم عن سنتهم ليخالفن بكم عن طريقهم .
وعن يسار بن عمير قال : ما نخلت لعمر دقيقا قط إلا وأنا له عاص .