منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    دلال والبحر-روايه -

    الكاتب
    الربيع يتقدم بحذر وهدوء لينشر زهرات "الحنون" في كل الامكنه وتختال الأشجار مزهوة بقامتها الفارعة متجاوزة فضاء المكان والأحداث
    " مجموعه من المخربين تتمكن من الاستيلاء على احد الباصات التابعة لشركه ايغد"
    تاريخ اذكره بحذافيره وأنا اجلس متكوما بجانب والدي مصغيا إلى صوت المذياع المركون في إحدى زوايا الغرفة الصغيرة.
    في الرابعة عشر من عمري كنت آنذاك ..حياتي ترغمني أن ألملم ذاتي المبعثرة واتكئ على حافة أفكارى لأحولها إلى مبادئ وقيم مازلت أعانى منها حتى اللحظة.
    والدي صاحب الشارب المقصوص كما هتلر يميل برأسه نحو المذياع حتى كدت اجزم انه أصبح جزءاً منه..نظرت إليه وابتسامته تتسع شيئا فشيئا وأصابعه تشير نحوى بان ادقق في الرزمانه المهترئة والتي تشير إلى تاريخ مازلت اعشقه حتى الآن.
    11/3/1978 ..التفت نحوى والضحكة تكبر وتتمدد حتى امتلأت بها جنبات الغرفة القرميدية
    ***
    11/3/1988اجلس وحيدا على أرضية اسفلتية والجبل الشامخ يقف بكل كبرياء وشموخ محتضنا ذلك السجن" عتليت والذي يمتلئ بـ"ثوار الحجارة..مصنع الرجال والأبطال.
    ومازالت الأفكار تطوحني بأيد حديديه منذ عشر سنوات خلت في تلك الغرفة الصغيرة وحكايتها تنمو في اعماقى ..أتذكرها "بعد أن رسمتها كما أهوى".. حكاية ذات وقع اسطورى جعلتني ما كنت ارغب
    قصة ثائرة جاءت كالفجاءة عبر أمواج المتوسط ..جاءت قدرا مسلطا على رقاب بني صهيون ..جاءت تمتطى حقها في العودة بعد أن أخرجت أسرتها من مدينتها "يافا" ظلما وزورا ..جاءت وهدير الموج لم يوقف تقدمه نحو الهدف المنشود. جاءت مرتديه بزتها العسكرية وهى ترفع إشارة النصر والكوفية الفلسطينية تلتف حول عنقه كعقد مقدس .
    ماكان سابقا:-
    ربما لم يخطر ببال أولئك الغاصين في نومهم أنهم سيضحون بين ليله وضحاها بقايا حكاية
    ربما لم يشكل صوت القوارب المطاطية وهى تتماوج فوق سطح الماء أيه خطورة .
    ربما لم يدر بخلد أكثرهم تشاؤما بان حياتهم ستنقلب رأسا على عقب وفى اقل من اثنتي عشر ساعة فقط
    ربما كان نهاية 1947 معتما وصاخبا والطيبون غارقين في خدر مستسلمين لأحلامهم والشعور بالدفء يتسلل إلى خلاياهم وأوصالهم.
    ربما لا يشغل تفكيرهم اى شيء يذكر سوى رحلات الصيد ومغامراته وأنواع الأسماك الشهية.
    توطئه لما سيكون لاحقا:-
    ال48 موال حزين يعزفه العاشقون في ليالي السمر والموال
    ال48 أول الهجرات والاغتراب
    ال48 عذابات حزينة وآهات ممتدة ومتشابكة
    ال48 من أكثر الأعوام دمويه وظلاما في التاريخ الحديث
    هو يجمع حاجياته بكثير من القلق والتوتر وعيناه تدوران في محجريهما والرعب يرتسم بشكل جلي على قسمات وجهه وتبدو واضحة في ارتعاشة يديه وهو يحزم أمتعته القليلة
    هو يشد يد زوجته بعد أن أيقظها بصوت خافت واخذ يهزها وكأنه يتوسل إليها وأمنياته أن يكون هذا مجرد كابوس مزعج ينتهي حين يفتح عينيه وبكل بساطه هتف متلعثما
    "اسرعى إنهم قادمون ..هاهم يقتربون نحونا مسرعين"
    هو يجمع شتات نفسه المهزومة ويشد الخطى نحو مكان يعصمه من الرصاص الذي غطى سماء القرية الواعدة بدون استئذان
    هو يقصد إلى منطقة توهم إنها عصية على مطارديه ولن يستطيعوا اللحاق به
    اخذ يتلفت في كل الامكنة وبعد أن اطمئن قليلا توقف ليلتقط أنفاسه المتسارعة ..بلل شفتيه بلسانه واخذ يلهث من شده التعب .
    هو في هذه اللحظة يشده الحنين أن يرجع إلى مدينته الرائعة "يافا" والتي انغرس في بحرها منذ نعومة أظافره وتفاعلت أحاسيسه وأمنياته للعودة ..للتوقف ولكن أوراق كثيرة مبعثرة فوق الطاولة العريضة وأعقاب السجائر تتكدس بكثرة في المطافئ المنتشرة في المكان و سحب الدخان تعبق الجو بلون باهت يمنع الروية والرؤوس متقاربة والجو قارب على الاختناق والوزير يطرح فكرته الجريئة امام مجموعة من الفدائيين الذين تم اختيارهم بعناية فائقة
    ( لا بد من ضربة عسكرية في العمق الصهيوني )
    نطق هذه العبارة نائب القائد العام لقوات العاصفة ابو جهاد وهو ما زال يتفرس فى وجوه المجموعة.. تنحنح بصوت مكتوم .
    كان يضع ذقنه بين راحتيه ونظراته تخترق الأعماق والجميع ملتزمون الصمت فهم يقفون بكل الرهبة والخوف حتى يواصل حديثه ويعلن تفاصيل العملية المنوي تنفيذها .
    أن يعرفوا تفصيلاتها وأدوارهم وبدء الانطلاق وأحلامهم تتفاعل مع أحاسيسهم .. يحلمون برومانسية العشاق .. ترنو عيونهم أن يكونوا جسرا ليعبر فوقهم الأطفال الصغار والعجائز وهم يرددون أناشيد العودة وأغاريد الاستقلال تصدح في المكان
    تطلع الى الأوراق المبعثرة على سطح المكتب وشبك أصابعه خلف راسة في ارتياح واضح وعاد بالذاكرة الى الوراء
    من مجموعة 788 / ا الى مجموعة كمال عدوان
    التواريخ تعني لي الشي ء الكثير
    أقدسها بشيء من العبودية .. انقشها في زوايا خيالاتي المتموجة كالزئبق .. ارحل معها مبحرا على باب المتوسط .. اركض مع الفراشات الملونة والأحلام المستتفيصة والمفردات الصعبة واللغة المختزلة والأصابع المستنشقة رائحة البارود المشتعل فيا لغما .. يفجرني أشياء تتناثر أيام وسنوات من الضياع والتشرد والتحف أحزانى الداكنة معاطف من الألم والخوف .. أن يتم نسياني واندثاري وتلاشى في أعماق التوهان الابدى والاغتراب المتصاعد حقداً وكراهية لمن صنع تواريخي المعتمة وضياعي المستمر وهفواتي البسيطة التى انسجها سحابات ظلاميه تظلل نفوس كل البشر منذ بدء الخليقة حتى نهاية الكون وعودة الخلق الى ما كانوا عليه عند انتهائهم من هذه الحياة الكالحة والعفونة تلتصق في جزيئات المثل والقيم التي احملها حتى اللحظة .
    بين سنوات الضياع عام 1967 الى سنوات التشرد الى عام 1978 ثم حكاية تتسلسل ببطء ً مشرف وتكوين الهي مقدس
    حوارات كثير كنت اسمعها صغيرا ولا أكاد افهم تفصيلاتها ذلك الوقت المنغمس فى العمق الثوري داخلي .. كنت اتسائل متلهفا إجابة .
    لااجد من يتحفني بردود تقنعني أو تصل الى مستوى تفكيري وحافة احاسيسى وتطلعاتي .
    حديث السن ابحث عن ذاتي .. اغترابي .. حقيبة المدرسة .. الزقاق المترب .. البيوت القرميدية توجهاتي انقلها عبر الأوراق عبر السحب مع الطيور المسافرة .. مع الضحكات البريئة.
    هزيمة شعر ت بها من خلال تلك الحوارات انعكست سواداً في خيالاتي .. حقدا يتخلل اشيائى كراهية لمن زج بى في غياهب الجب .
    هزيمة تنقلها وجوه المحيطين بى .. أتلمسها في عيونهم .. تتمتم بها شفاههم ولا تكاد تتجاوز ذلك الطرف الخفي من المعادلة الصعبة .. اصرخ بصوت يخرج من اعماقى وابحث في قاموسي الخاص عن معنى الهزيمة وبعد عناء وقراءة مستفيضة أيقنت حقا أننا هزمنا في كل شيء
    ولا بد من العودة إلى التواريخ التي تعنى لي الشى الكثير .
    أحبطنا واستمراءنا الهزيمة وقنعنا أن ننسجم مع المقولات والأحاديث المهترئة ( إسرائيل هزمت 6 جيوش عربية ).
    أتوه في الفضاء الكوني وأتوسد خطيئتي وأغفو في قاع بئر مظلمة والرطوبة تنخر لحمى وبشدة .
    فوزي النمر .. محمد غريفات .. والمجموعة 788 /أ وساحل عكا وقلعتها الحصينة والأفكار تنتقل عبر القبضات المشدودة والهتافات العالية لتصل الى لبنان ومنها تتشربها دلال لتبحر ثانية إلى المتوسط وتنغرس في أرضها حتى اللحظة .
    نهاية الرحلة :-
    مشهد "1"
    النوع داخلي .
    الوقت : صباحا ً
    الإضاءة : ضوء الشمس المتسلل بحذر من لاشرق
    نوع الموسيقى : صوت عجلات الأتوبيس وهو يتوقف
    المكان ك احد الشوارع السريعة
    تتقدم الكاميرا تدريجيا لتأخذ مقطعا ً خلفيا لفتاه في حوالي العشرين عاما تلبس البدلة العسكرية الاسرائيلة ويشد خصرها حزام عريض وخصلات شعرها تنهمر لتغطى أذنيها
    أصوات ههممات الركاب تعلو وتخفت في تتابع منتظم
    لقطة " 2"
    تسلط الكاميرا بتلاعب خفيف وتحايل على سرعة الباص المنطلق فوق قارعة الطريق وتركز على وجه الشاب يرتدى البدلة العسكرية الاسرائلية والبندقية تتدلى من حملاتها ويسندها بأصبعه المغروس فوق الزناد .. يتلف يمينا وشمالا .. يمعن النظر فيما حوله من الركاب ..يتركهم ليتمسمر أمام النافذة الصغيرة يتابع الأشجار والمحال والأضواء .. يعود مجدداً إلى مكانة الذي لم يبرحه البته.. تفتر شفتاه عن ابتسامة رضا
    لقطة "3"
    تداعب الكاميرا أصابع مصورها وتأخذه برفق ولين بأن يوجه عدستها نحو شاب في الثلاثة والعشرون ربيعا من عمره وشاربه المرسوم بكل أناقة تحت انفه الصغير يعطيك شعورا بالألفة والاحترام .. يجلس باسترخاء عجيب فوق احد كراسي المقدمة .. ينظر بفخر الى بدلته كطفل يلبس حلة جديدة اغتنمها بعد جهد وعناء ويخاف أن تتسخ قبل أن يريها لأقرانه في المدرسة إشاراته طفولية.. يقبض عنق بندقيته الإسرائيلية بحزم واضح ويده الأخرى تتمركز فوق الزناد بكل ثقة
    لقطة "4"
    تستعرض الكاميرا في لقطة عرضية وجوه ثمانية من الشباب في مقتبل العمر وهم على النحو التالي:-
    شاب في الثانية والعشرين رفيع شعره مرتب بعناية لون بشرته يميل الى السواد
    شاب في العشرين من العمر ممتلئ قليل يتدثر بقميص داكن اللون ينظر ناحية الركاب نظرة منتصرة تمتلىء بالثقة والاعتزاز
    شاب في الخامسة والعشرين طويل القامة يرتكز بذقنه فوق حافة المقعد وقبضته تتوتر بشكل ملحوظ يزم شفتيه بتصميم عجيب
    شاب في التاسعة عشر ربيعا يجلس واضعا سلاحه فوق وركيه ويعبث بسلسلة حديدية ويطيل التأمل في احد الركاب الذين استقلوا الباص معه.. يحدجه بكل غضب الدنيا
    شاب في السابعة عشر من العمر يتوسط منتصف الباص وسلاحه يتدلى من كتفه بإهمال واضح يسير بخطوات بطيئة ..يتنهد ويسبح نظره في الركاب
    شاب في الثامنة والعشرين شعره مهوش بغير انتظام ملابسه فضفاضة والحزام الذي يتمنطق به تتدلى من سلسلة حديدية
    شاب في السادسة عشر نظراته البريئة تعطيه مظهرا طفوليا وخصلات شعره تتطاير أمام ناظريه فيزيحها بكل رفق
    شاب في الرابعة والعشرين يجلس بكل هدوء وكأنه على موعد مع معشوقته ويخاف أن تتركه فلا يجدها في كل الأماكن فيعود الى بيته بخفي حنين ويغلق غرفته ليرسمها دموع وآهات
    يضغط المخرج آلة التسجيل فتنطلق الأصوات من مكامنها وتعلو مفسرة كل هذا اللغط والتوقف غير المقصود " آلة التصوير معطلة " ويتعاون مع المنتج لإعداد مشهد يليق بالعرض أمام شعب بأسره ويدور بنقاش صاخب ليصل الثاتيرات الصوتية والديكور والاكسوار والإضاءة فتشعر جميعا انه تم تغيبها عمدا وعن قصد في إظهارهم في موقف العجز وعدم التكيف ومعطيات العرض المسرحي الذي سيحوز إعجاب المتفرجين ويدخل أحاسيسهم على طريق برخت.
    اقتربت مجموعة الأشياء المكملة للمشهد من مخرج العرض وبدأت بالاستماع للحديث الدائر بينهما وارتفع صوت المخرج معاتبا المونتاج بصوت خافت
    المخرج :- من فعل ذلك ؟
    مونتاج :- أظن اننى اعتبر العقدة الأخيرة في عقد العمل الفني ولا أتحمل اى جزئية تتعرض للخطا اتفهم ذلك .
    المخرج ينظر في الفراغ الواسع ويتوسد رأسه بكل الصمت تتربع الحكاية أمامه بكل قوة
    دلال والبحر
    عام1957 له مذاق خاض عند سعيد المغربي
    عام1957 تاريخ مغروس بعرق الفرحين وسمرة حراس البحر "بحر يافا" ورحله الهجرة والترحال ..سعيد المغربي المتزوج حديثا والذي هاجر عنوة إلى لبنان
    يتذكر الآن بالذات كل التفصيلات والأشياء التي نقشت على جدران ذاكرته التي ما عادت قادرة على النسيان أو التوهان في اللاشيء.. تراه الآن كأنه مشهد فلاش باك استرجعه في اللحظة التي يتمناها حاليا ..خارجا من بيت تظلله أشجار كثيفة و زخات الرصاص تصك أذنيه في كل الاتجاهات وتحصد أرواحا وتتغلب الأجساد بشكل دراماتيكي داخل قفص من الخوف والرعب وفوهات البنادق تكتسح المشهد بكل الإصرار على القتل .. عصابات مارقة صهيونيه تحتل المساحة الوادعة من مدينه يافا وتحول كل شيء إلى لون احمر ..لهيب يتسرب عبر الشوارع التي كانت نظيفة صباحا
    الاسم : دلال سعيد المغربي
    الهوية : مشردة قسرا إلى لبنان
    العمر: عشرون ربيعا
    الحالة الاجتماعية : متزوجة قضيتها حتى الشهادة
    المؤهل العلمي : كادر فتحاوى تابع للكفاح المسلح
    دورات تدريبيه : دورة إسعاف أولى فى مستشفى غزة
    دورة حب وعشق للوطن والكوفية السمراء
    إجادة تامة لمبادئ وأهداف حركه التحرير الوطني الفلسطيني "فتح "
    دورة في إتباع الأساليب والتكتيكات الثورية
    إتقان تام للغة القنص والتفجير
    سمعت جدتها والجور يستفحل عمقا في داخلها والتغريب يلازمها منذ دقائقها الأولى ..يوم ان صرخت وهى تخرج الى هذه الحياة وبدأت تدرب سمعها على التقاط الأصوات وتميزها و تخزنها في مسامات عقلها وبدأت تتعلم ارتجافه الحروف بين شفتيها وتتصاعد لغة متكسرة تثير الضحك من أفراد أسرتها
    ***
    مئات الأشخاص من مختلف الأعمار ..رجالا ونساء ..شبابا وشيبا .. فتيان وصبايا ..الحسرة تلجم أصواتهم وتهوى بهم الى أماكن سحيقة لا يستطيعون سحبها أو التحليق بها فوق مستوى أفواههم والتي أطبقت بإحكام على صرخة كادت تخرج غصبا عنهم ..جميعهم يقفون كالتماثيل التي لا تغنى من جوع والشمس تنتصف محرقه الأجساد بحرارتها اللافحة والمشانق تنتصب فى الساحة الترابية لتحسم حلما كان يحلق كطيور النورس المتوجهة إلى أحراش يعبد والحكاية بسيطة جدا
    جنود مدججين بالسلاح المسرع للموت والدبابات تصهر أرضية الشارع الترابي والغبار يتناثر حاجبا الرؤية واللقطة تقترب بشكل تدريجي لتركز على مجموعه من المقاتلين الأشداء يتخندقون داخل إيمانهم بالحق في مواجهه هؤلاء المحتلون الانجليز واسترجاع ذواتهم المغتصبة .. لم يمنع الأمل أن يتسلل إلى القلوب المتضرعة لله بإخلاص حقا
    قلوب الثوار الممتشقين سلاحهم تعج بالحب لكل شيء ..للأشجار ..الأزقة ..الماء ..الهواء..الإنسان المحروم من ذاته والتي يساهمون بأرواحهم حتى يعيدوا رسم البسمة على وجوه الأطفال .. أن يحتضنوا قبورهم للأبد
    أن يتوحدوا مع أشجار السرو صلابة وزهر الحنون انتشارا وتفتحا
    ان يلتحموا مع ساحل المتوسط إنجيلا يفترشه الصغار وهم يستمعون حكايات الجدات عن أبطال مازالوا ينسجون لحنا ثوريا ترقص الصبايا دبكة شعبيه في فيافي الوطن
    وتقترب عدسه الكاميرا بشكل فجائر وتحنى قامتها القصيرة لتبتعد عن مسارات الرصاص المنهمر من كل الاتجاهات وتصاحبه أهازيج وأناشيد الثوار المغروسة في ذواتنا حتى اللحظة وأيديهم تعتصر أسلحتهم وتستعد لخوض معركة غير متكافئة بالمطلق فهم مجموعه من "كتائب الجهاد المقدس" العاملة فى منطقه جنين وتحديدا أحراش "يعبد"والتي تأخذ أوامرها من القائد العام الحاج "عبد القادر الحسيني"التلميذ النجيب للشيخ عز الدين القسام
    ينتفض الأحرار متقدمين والهمسات الخافتة تتجمع صراخا وثورة و دفقات من الرصاص تنهال فوق الرؤوس الانجليز والعيون تترقب بحذر شديد والصدور تنكشف لتلتقي بمزيد من الرصاص التي اعتبروها آنذاك أوسمة الشرف ..ثلاثتهم أقوياء و نادى المنادى يا ناس إضراب ..يوم الثلاثاء شنق السباب
    وترتجف الصغيرة دلال عند هذا الحد وتصرخ وهى تضغط قبضتيها بكل الإصرار والتحدي وتنفجر داخلها براكين غضب لم تنتهي الى يوم ان لامس جسدها ارض وطنها المبتعد عنها وجودا والحاضر داخلها فعلا وقولا ..لم تتوقف عن التلامس مع ساحلها حتى مخرته بقاربها المطاطي وامتزجت على بعد خطوات من مدينتها " يافا " والتي لم تراها عيناها إطلاقا ولكنها مزروعة داخلها أشجار جميز راسخة في الأرض ثباتا والمسكونة حبا وعشقا لفلسطين المستقبل تتمنى منذ نعومة أظافرها أن تسكن في أعماق مدينتها الرائعة والتي حدثها عنها والدها والدموع تنهال من عينيه والحزن يغطي مساحة وجهه القمحي بأخاديد من القهر والتشتت والعذاب
    أتمنى ان يجمعني ترابها ويحتويني بين ذراعيه نسرا محلقا بين قمم الجبال وسواحل البحار حتى ارتمي منهكا فوق رماله الصفراء الناعمة ان تكتحل عيناي بأرض أحببتها منذ الولادة ولا اعرف هل أعود لها ذات يوم
    هي تتكون كمفردات اللغة كأخاديد الأرض الطينية بعد يوم ماطر كتقسيمات عازف غارق في الرومانسية حتى الثمالة تنمو معها الحكاية والأساطير ( كان لنا ارض كان لنا وطن ألقت به أيدي الخيانة للمحن يا ام خلي له في بر القلب ولو دمعتين ) تتكون دلال في ارض ليست لها زرقة سماءها ولا حلاوة ماءها ولا طيبة سكانها
    بعيدة إذا هي وموغلة في التوهان وتقف متشنجة وهي تغرق في الصراعات الطائفية والحزبية والمارونية والشيعية والسنية وتتفجر آلاف القنابل وتسقط آلاف الجثث المحترقة في شوارع بيروت ومخيمات اللجوء
    ميلادها وبداية الثورة يسيران معا كشاهدي قبر فعندما ارتحل : الختيار " كما نسميه في بلادنا الى مصر والتحق طالبا في كلية الهندسة بجامعة عين شمس حمل أفكاره وأحلامه وأوجاعه هناك لعله يجد العون لاستعادة شعبه يحلم بالشهادة فقط وربما لا يذكره بضعة أشخاص لم يعتقد في أي لحظاته ان يكون رمزا ثوريا يعجب فيه الأعداء قبل الأصدقاء كلماته تشحننا عنفوانا الى أن نعيد تحرير كامل ترابنا الفلسطيني المقدس
    وتكبر دلال وتنمو مع مسيرة الثورة والعطاء التي تترجم مسيرتها بالدماء القانية تغطي كل مساحات الوطن الفدائيون يحملون على كواهلهم أعباء قضية الشعب بأكمله متحررين من الحزبية المقيتة ويصرخ الختيار وتنتفض دلال ابنة الخامسة عشر ربيعا وهي ترى سقوط خط بارليف
    حرب الاستنزاف التى خاضها الجيش المصري ضد العدو الصهيوني وكان
    73 مرحلة أكتوبر المجيد وتحديدا اليوم السادس والساعة تشير الواحدة ظهرا
    73 رؤى الجنود تتطاول إلى السماء تراقب الطائرات تهاجم بكل عنف
    73 صاعقة تفجرت شظايا ولهب
    " الثورة التي ليس لها امتدا د وإستراتيجية ستتخبط كثيرا وتخبو كالرماد "
    " الثورة التي ليس لها احتكاك مع الجماهير سرعان ما تذوب وتنتهي "
    " الثورة التي ليس لها تواصل مع غيرها من الحركات التحررية تبقى في مهب الريح تتطوح طويلا قبل ان تتلاشى تماما "
    " الثورة الفلسطينية ولدت لتبقى "
    أضاف عبد الرحمن عبد الرءوف القدوة الحسيني المكنى بابي عمار مفهوما أخر " ولتنتصر "
    نشارك بما نستطيع مع كل المظلومين لأننا بحاجة للجميع
    لا نستجدي أحدا لان قناعتنا أننا أصحاب حق
    لا نظلم ولا نقهر
    ننصهر في بوتقة نحن والنتيجة دوما أن نسحق ونداس تحت الأقدام نعم للقرار الفلسطيني المستقل
    لا وصاية على قضيتنا .. لا يحرث الأرض إلا عجولها
    وتتصادم المصالح الدولية وتتلاقى المصالح العربية وتشتد الأجواء سخونة والعواصف تثور بكل العنجهية وتشتد النقاشات الصاخبة والهادئة لا فرق يذكر وتتسارع الجولات المكوكية وتخط الوثائق السلمية والثورية والحزبية وجميعها تتناسى فلسطين أرضا وشعبا و هوية وتحاول الهيمنة على استقلالية النضال الفلسطيني للشعب والوطن
    ( اتفاقية كامب ديفيد )
    جاءت بعض مخاض سياسي صعب وتبلورت حسب الأجندة المصرية بكل تفصيلاتها وتصوراتها والتي تخدم مصالح المصريين فقط
    جاءت في خضم الجدل والحراك السياسي الذي يحاول طمس قضيتنا والجميع يشهد لنا
    عملية ميونخ .. ريتا ويسرى ... فندق سافوي .. سينما حاي ... مجموعة 788/أ والكثير من العمليات الفدائية داخليا وخارجيا ومن جميع فصائل العمل الوطني والخطاب السياسي لأبي عمار في قاعة الأمم المتحدة عام 73 ومبادرة السلام التي طرحها كفلسطيني يحمل هموم وأوجاع الفلسطينيين اللاجئين والمشردين وذلك حتى لا تذوب في دهاليز وأقبية الساسة العرب اللاهثون وراء الحلول المجزوئة والمتخوفون من العقاب الأمريكي
    مشهد " 2 " فلاش باك "استرجاع "
    نوع المشهد :- داخلي نهاري
    عدد اللقطات :- تكثر بقوة التحامك مع الصورة والحدث
    الإضاءة :- شمس لبنان اللاهبة والمتوهجة والتي تنسل الى مساما ت المجموعة المتسمرة أمام رجل ببزته العسكرية
    الموسيقى :- خطوات عسكرية تثير زوبعة من الغبار قد يصيبك الآن وأنت في حالتك اللامبالية والمتشنجة
    المكان :- ارض منبسطة خيام التدريب تنتشر بانتظام شديد والشمس ترسل بلهيبها لتحيل الأرض الجبلية إلى نار حمراء والعرق ينز من كل خلايا وأجساد المعبئين داخل الخيام
    الوقت :- يميل نحو السخونة العالية
    تستعرض الكاميرا تدريجيا وببطء قصده المخرج هذه المرة حيث امر المصور بالتركيز على القبضات الضاغطة فوق الزناد و ماسورة الرشاش ترتفع بكل أنفة واعتزاز خوفا ورهبة من ذلك الواقف يتفحص بتؤدة جعلتهم يرتجفون ارتجافة المصاب الحمى وتتصاعد أنفاسهم تصاعديا محاولين الالتحام بذواتهم وبناء علاقة تكاملية مع الجسد والتوحد مع الفعل النضالي والكفاحي الذي تربوا عليه هؤلاء المنتشرون في معسكر التدريب الخاص بحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " والتي تقود العمل المسلح منذ تأسيسها عبر خبرة تتوافق مع متطلبات الصراع العربي الإسرائيلي
    لقطة استدراكية :-
    عنف كاتب النص المخرج على عدم تركيزه على أهم ما في الرواية من أشخاص وعاتبه برفق في البداية ثم تصاعد غضبه إلى أعلى مستوياته حين شاهد في غرفة المونتاج كيف اجتزاء المشهد بصورة مفجعة وقدرة جعلته يرب كفيه ويعلو صوته حتى امتلأ به فضاء الغرفة وأزبد وأرعد وكشر أنيابه في وجه المخرج "أقام الدنيا ولم يقعدها " وانذر المخرج بإعادة اللقطة المفقودة ليصبح النص أكثر تشويقا وثورية
    يضبط القارئ أنفاسه وهو يغوص في أعماق النخبة الثائرة والتي تستطل بعيونها نحو فلسطين , يحلمون بأرضها وليمونها وزعترها وميرميتها يحلمون بلقاء المحبوبة الغالية يحلمون برومانسية التعليق والتشبث بالأرض والإنسان تتفاعل أحاسيسهم مع التراب المجبول بدمائهم على طريق الحرية أجسادهم تتمنى للاندماج هناك في يافا وحيفا وعكا و بيسان تود الالتحام مع التراب الذي يعشوه جميعا وذاهبون مصممون هذه المرة ان يقدموا أرواحهم على مذبح الوطن وجعل أجسادهم جسورا يعبر من فوقه الثائرون والعائدون بحبات رمله وبرتقاله
    إضاءة ساطعة :-
    خليل الوزير من سكان محافظة غزة واحد مؤسسي حركة فتح والذين تعانقوا مع العمل الكفاحي سنوات طويلة انتهت بتاريخ 16.4.88 ولكن أفكاره الثورية
    " من لم يرتوي بمياه الفتح مات غرقا في صحراء العاصفة "
    أبو جهاد قائد ومخطط لكثير من العمليات العسكرية والتي ما زالت تحمل بصمته الخاصة والذي يعرف جيدا متى يكون العمل العسكري واجبا ويكون متزامنا مع الحصاد السياسي
    " البندقية الغير مسيسة قاطعة للطريق "
    قاطعة طريق والطريق الى فلسطين طويل وبحاجة إلى مزيد من العمليات النوعية
    " عملية الشهيد كمال عدوان والمعروفة بعملية الساحل "
    الأرض المحتلة تصرخ وتستغيث والمقاومة مستمرة في كل الأزقة والحواري والمدن والقرى وسفوح الجبال والهدف الوحيد " الاعتراف بالوجود الفلسطيني والتزام المحتل بالمواثيق الدولية والمعايير الإنسانية التي تعيد الكرامة والوجود للإنسان الفلسطيني الذي يطمح الى وطن الشرفاء ولا يستطيع هذا المحتل ورغم محاولاته المستمرة من تحييده لينسى تراث الأجداد وقمر البلاد والسامر و الدبكة والموال وان يقتنع بما ليس له وجود
    لقطة – 2 –
    تتدحرج عدسة الكاميرا نحو قرص الشمس وهو يتمدد في رحلته نحو الغروب وعشرا ت الأجساد المنهكة تتوسد الأرض الجبلية
    " على الجميع الالتزام "
    ارتفع هذا النداء عبر مكبرات الصوت عدة مرات فاستنفرت الأجساد المنهكة واعتدلت الرؤوس في حركة آلية واخذ الجميع بالاصطفاف بشكل عسكري بحت تاركين خيامهم ومنتظرين الأوامر
    يتقدم رجل ببزته العسكرية ببطء شديد واخذ يتفرس في وجوه المجموعة وبكل تدقيق
    مشهد قديم نسبيا :-
    كانت ترتكز بذقنها فوق إفريز النافذة في الطابق العلوي من المستشفى التي تعمل فيه مسعفة : قامتها لا تساعدها في الاستمرار على هذه الوضعية كثيرا تذكرت " غربة " صديقتها الحميمة وأصوات الطائرات يصك الآذان بصوت صاخب سنوات الهجمة الصهيونية على لبنان عام 1970 وأصوات الانفجارات تهز كل شبر في لبنان الجنوب الشمال مخيمات اللاجئين حاصبيا
    " غربة " تخرج من منزلها الصغير قاصدة المنزل المجاور ركضت بكل ما أوتيت من قوة أخذت تحث الخطى إلى مكانها المقصود كان الجميع يحتوي من قوة الانفجارات وهي وحدها تمضي بلا هوادة كأنها تسير الى قدرها الأصوات تهتف بها أن تتوقف أن تحتمي بجوانب الحيطان الانفجار المدوي يخترق مسامعها " دلال " وهي ترى غربة تندفع عدة أمتار شاهدتها وهي تدور كساقية وتحاول التوقف وفقط سقطت مضرجة بدمائها الزكية على أرضية الشارع قبل أن تصل بأمتار
    تصرخ دلال بلا وعي وتتمرغ على الارص اللزجة وتزحف نحو المجهول بلا وعي هي وحدها تعرف السر تعرف أكثر مما تحتمل تدرك أنها حتما ستغير وجه التاريخ المقيت ستمحوه بكل عفونته وقذارته تشطبه من مسامات عقلها
    هي وحدها التي ستصنع المعجزة التي حدثها عنها الختيار ستختلط دماؤها الزكية بتراب فلسطين ستلتحم به وتتمحور في كل اللاءات ستنتشر في كل الشعاب والأودية زهرات حنون متفتحة ستتقدم الجميع الى مقعد صدق عند مليك مقتدر ستكون المثال الأوضح في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة التي أرغمت الجميع على الاعتراف بكوفية الختيار الذي حمل ذات السنة غصن الزيتون بيده وبالأخرى سلاح الثائر وأخذت الأهازيج تحوطها بصوت عميق
    أنا قد كسرت القيد قيد مذلتي
    وسحقت جلادي وصانع نكبتي
    أنا ابن الفتح ما هتفت لغيرها
    ولجيشها المقدام صانع عزتي
    فهي التي شقت لشعبي ثورة
    وهي التي قادت طريق العزة
    كل هذا وذاك دار بمخيلة " دلال المغربي " تلك الصبية ذات العشرون عاما لم يكن حلمها سوى أن تشارك في مسيرة العمل الوطني
    مشهد متأخر نسيه المونتاج :-
    تعمد المونتاج تناسي هذا المشهد حتى يستفز المخرج ويجعله يتورط مع كاتب النص الثائر دوما والذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب تعمد ان تتشابك العقليات وتتواصل من مجموعة 788/أ وفوزي النمر وعمليات عكا وساحلها العاجي وتتكدس التقارير اليومية فوق مكتب القائد العام للقوات الثورية لحركة فتح ومن داخل الكيان الغاصب
    تتابع كل صغيرة وكبيرة ترسم الطرق بكل تفصيلاتها تلتقط صور أماكن تواجد الجنود فحربنا نزيهة وبعيدة عن الطرقهات المفجة والعابرة لا تفوت ثانية دون أن تجتهد وتعمل عبر أشهر طويلة من التعب والتفكير الدائم للقيادة العسكرية ومع متابعة كل الخيوط المرسومة بدقة لتلك المنطقة المنشودة
    معلومات أرسلتها مجموعة فوزي النمر والتي قامت بتفجير صهاريج البترول في منطقة حيفا وبحسب تقديرات الخبراء كان لا بد من عمل ثوري مميز وقوي يشعل فتيل الثورة ويدوي في الفضاء باستقلالية القرار الفلسطيني والرد في العمق الصهيوني بشكل مزلزل و مؤثر
    اعتبرت منظمة التحرير آنذاك وبناء على التوازن العسكري بين الشرق والغرب توقيع اتفاقية كامب ديفيد طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وتتنازل عن حقوقه وتوابثه وتكرس الاحتلال وتشرعه كيانا مسخا دون الوصول الى موقف عربي موحد يجمع ولا يفرق للوصول الى موقف خاص وثوري جدا
    وكان من الفعل الأول والمتقدم للسواعد السمراء والجناح العسكري بالذات وذلك بتحويل الصراع الى صدر العدو المغتصب وتصدير التوتر الى الداخل الصهيوني وحتى لا نبتعد عن المشهد البطولي وتبقى الأغنيات تهتف دوما للوطن فقد غرقت المجموعة جميعها ب " زاحف كالفضاء
    عاصف لا يلين
    فاشهدي يا سماء
    هبة الثائرين
    نحن نور ونار
    للعدو والدمار
    والعلا للوطن "
    كاتب النص يخرج عن القواعد الأدبية للكتابة "-
    " مالي محمد مرتكزا بذقنه فوق عقب بندقيته ولا يشاركنا الغناء "
    توقف الجميع في آن واحد ولفهم لحظة صمت اندفعوا بعدها لاهثين نحوه وهم يدعون الله أن لا يكون حدث له مكروه
    محمد هذا الجسد مسجى دون نبض أو إحساس
    محمد تلك العيون المعلقة الآن والتي كانت تتمنى أن تشهد لخطة النصر
    أن ترى النيران تلتهم صهاريج الوقود
    أن يشاهد الفرحة ترتسم فوق وجوه رفاقه
    أن يلوح معهم بإشارة النصر
    أن يهز بندقيته المقاتل
    أن يصطف مع رفاقه في حلقة دبكة من الصباح حتى آخر الليل
    محمد هذا الحلم بالعودة إلى أشجار التين والزيتون
    ها هو الآن يرتفع سنديانه ساقعة تملئ مساحات شاسعة من أرضنا
    ها هو الآن يطير مع أسراب الوروار مناورة للشمال
    ها هو يغوص صدفا بحريا في البحر المتوسط
    " هل تتوقف عند هذا الجد "
    هتفوا جميعا كانوا اثني عشر رجلا وصبية الدموع تتدفق من عيونها الواسعة تنسكب بعنف كشلالات نياجرا خففتها بكم قم قميصها والتفت الى رفاق السلاح شاهدتهم يتوحدون بنظرة واحدة وهدف واحد ذاك الجسد الذي كان ينبض بالحياة منذ دقائق خلت هزت الأقرب بعنف
    البوصلة تشير الى هناك إلى الهدف الذي تعب رفاقنا الآخرون بالبحث للوصول الى هناك
    انتفضوا وهم يبعدون غبار اليأس ويستعيدون زمام المبادرة وقوة التحدي نعم من اجلها هي فلسطين لا بد أن نصل حتى نكمل مشوار محمد الذي تمنى ان يشاهده ولكن هكذا نكمل حياة الثوار التي تنتهي في اللحظة التي يتمنى ان يهبه الله عمرا إضافيا كي يحول حلمه الى حقيقة
    وتتشابك قبضات الثائرين بقسم الثورة والوفاء
    قسم الحب لفلسطين فقط والتي تكبرنا جميعا
    توحدت قلوبهم وأفئدتهم بمناجاة الله ان يحقق انتصارا او شهادة
    ارتفعت أعناقهم حتى جاوزت مساحة البحر المتوسط
    انطلقت أغانيهم برقة وعذوبة والزورق يتجه نحو الهدف المنشود
    مشهد "3"
    نوع المشهد : داخلي نهاري
    عد اللقطات : ما يكفى ليكتمل الحلم
    الإضاءة : ظلام دامس يغطى الزورق المطاطي الذي ينسل بخفه ويسير
    الموسيقى : أهازيج ثورية ترددها المجموعة الفدائية
    نور الشمس يتسلل عبر عدسة المصور الذي عانق إغفاءة قصرية بعد ان بدا القرص الملتهب يرسل بأشعته المنعشة التي جعلت المصور يقفز واقفا على قدميه ويتدرج بكاميرته بنعومة متعمده حيث استعراض مياه البحر بشكل زائد واخذ يقترب من ذلك الزورق الصغير يغوص فيه من كل الجوانب والأنحاء وتنتقل الكاميرا ليظهر وجه دلال المغربي ببزتها العسكرية الشبيه بملابس الجنود الصهاينة وفوق كتفيها بندقيتها الام 16 تتشبث بها بعشق وولع والكوفية تغطى وجها بينما تتدلى بعض خصلات من شعرها وتعبت به الريح الرقيقة وبين الفينة والأخرى تعد ترتيبه بحركة عفوية وتقترب الكاميرا لتغوص في عيونها المكحولة تغوص أكثر يرتجف المصور وتستق ركبتاه ولا يستطيع الاستمرار بتسليط كاميرته نحوها ولا يستطع أن يتعرف على ذلك الغموض فيها والسر الالهى الذي زرعه الخالق داخلهما حاول ان يغوص ي تفاصيلها ومعرفة كل شيء عنها طفولتها بيئتها أسرتها صدقتها ثقافاتها عشقها ابتسامتها تحديها قوتها أدرك جهله هذه اللحظة .
    ثبت عينه فوق العدسة واختفت عيون دلال بشكل ضبابي لتنقلنا الى بداية العميلة وكيفية الالتحاق والالتحام
    لقطة "2"
    تجلس بشموخ واعتدال ومسدسها ملتحم ببنطالها يأبى الانفصال إلا في اللحظة التي أكثر رغبة في التقدم نحو الهدف ههمهمات هامسة وأصابع تشيد إليها بالذات والأجندة بالحائط تشير الى تاريخ 9/3/1978 المصور يستعرض المكان بتقنية عالية وإصرار خاص لاكتشاف كل التفاصيل ليطبعها في ذاكرته الى لابد وتصبح أسطورة يرويها بعد سنوات عديدة
    بداية الرحلة :
    "على الجميع الالتزام بالصمت "
    هدرت دلال المغربي بهذه الجملة الغاضبة المتحدية في وجه ركاب الباص الاسرائيلى وأخذت تتفحص كل جزيئات المكان والابتسامة تتسع فوق شفتيها والرؤى تحوم حول رأسها كطيور الوروار المسافرة عبر المتوسط ليتوحد شوقا وعشقا الى الغالية فلسطين
    صوت ههمهمات غاضبة ومتشنجة ظهرت جلية وواضحة على وجوه وداخل عيون ركاب البص غير مصدقين الذي حدث وقد تمت عملية اختطاف الباص بكل سهولة ويسر وفي دقائق معدودة وهذه الصبية المتشحة بالكوفية السمراء تقف منتصبة في منتصف الباص تشهر بندقيتها في وجوههم جميعا وتطالبهم بصوت هادى ومتزن أن يكفوا عن الصراخ وإلا سينالهم العقاب الشديد التفت دلال نحو رفاقها الذين تمركزوا في مواقعهم بكل ثقة وأصابعهم تلامس أزندة بنادقهم بدقة وعذوبة شاهدتهم ينظرون إلى الطريق والأشياء التي تم رسمها في مخيلاتهم في مكتب ابو جهاد تتراء أمامهم بشكل متتابع كانت أنفاسهم تعلو و تهدأ وهم يمنون أنفسهم أن يتغرسوا وردا أو قبرا هنا أوهناك لا يهم أين الملتقى في السجن أم في القبر أم في ظل وردة كما قال شاعر الثورة محمود درويش عادت كلمات القائد تنخر عظامها وهوا يوصيهم بالثبات والتصدي لكل الأعداء فإما النصر أو الشهادة فلا داعي لقلق أو خوف لأننا شعب يريد استرجاع ذاته المغتصبة
    التفت ناحية ركاب الباص وهيا تقول "
    ليس من أهدفنا القتل وليس لنا نية أنا ورفاقي إيذائكم أو سفك دمائكم رغم ما فعلتموه معنا
    وفي غفلة منهم وبشكل عقائدي أخرجت علم بلادها التي تتقدم نحوها ورفعته عاليا قبلته سكبت دموعها الغزيرة لوحت بنشد الحب والعطاء واندمجت مع الأغنية
    بلادي .. بلادي ..
    لك روحي وفؤادي ... فلسطين يا ارض الجدود ..
    إليك لابد أن نعود ...
    تمايلت أعناقهم مع اللحن الخالد واشتدت أصابعهم نحو أسلحتهم وأخذتهم النشوة بالانتصار وتصورا أنهم عل قيد أنملة من حبيبتهم فرحوا انطلقت حناجرهم تعلو بعبارات الغضب وأخذت وجوههم تتفاعل مع جزيئات هذه الأرض المباركة وبدأت النار تسرى في عروقهم وتدفعهم نحو احتضان أحلامهم والاعتلاء فوق قمم الجبال الشامخة والانسياب في أعماق المتوسط
    ***
    أصوات متداخلة تعلو وتنخفض والرؤوس تدنو وتتباعد والقبعات العسكرية تختلط مع ربطات العنق والإشارات تتشكل بألف طريقه والعبوس سيد فى ذلك المكتب الذي امتلأ بالشخصيات المفجوعة و المتألمة غير مصدقين هذا الذي حدث؟
    أو غير مستوعبين ان يستطيع احد فى هذا الكون أن يخترق أمنهم المزعوم ويصل إلى عقر دارهم فكيف بان يتم الاستيلاء على احد الباصات التابعة لهم واحتجاز كل من فيه ضربوا اكفهم نجدة وتشنج وزفروا بقوة قهرية و هم يضفون أصابعهم في كل أنحاء أجسادهم ويلهثون انفعالا قاسيا في عقولهم يدق ناقوس خطير وقهقهات شامتة بهم وبكل ما يملكون من تكنولوجيا وخبرات عالية في المن الذي زعموا لأنفسهم بأنه لا يمكن النفاذ منه
    عملية تخريبية في عرين الأسد تمكن أفرادها من اجتياز كل الأسيجة والموانع والإبحار عبر المتوسط والترجل إلى الشارع الإسفلتي
    " لا بد من مواجهة كل هذا "
    اندفع احدهم ذو القامة القصيرة والعيون الصغيرة وهو يديرها في كل الاتجاهات والنواحي ويميل برأسه كثيرا نحو الآخرين وأردف صارخا حتى كادت عروق حنجرته تندفع خارجا ..
    "سمعت إنهم لا ينوون قتل احد أو إيذائه ..يريدون إخراج معتقلين سياسيين كما يدعون
    صمت مقهور ساد الغرفة آنذاك
    و فجأة انطلقت ضحكه صادية ..التفت نحوها الجميع متابعين رجل جاوز الأربعين وهو يصرخ :- لماذا لا يكون تبادلا وننقذ أبناءنا وينتهي كل شيء
    يصرخ ايهود باراك :- وصمه عار تصيب الجيش الاسرائيلى الذي لا يقهر ,لابد من إبادتهم جميعا حتى لو اقتضى الأمر قتل الإسرائيليين
    انتفضوا واثروا الالتزام بالصمت ..عشعشت فى عقولهم فكرة واحدة
    وصدرت الأوامر بتوجيه كل ما أمكن من أسلحة الى هدف واحد
    تصفيه كل المتواجدين وبدون استثناء
    ***
    النوافذ مشرعه ..البنادق مصوبة بصورة دقيقه .. خائفين ومرعوبين وغير مصدقين الذي حدث؟ .. رجالات فتح الفلسطينيون يمتشقون رشاشاتهم ويحصدون بطلقاتهم المحكمة كل ما يرونه أمامهم .. دواخلهم وعقولهم في دائرة الكراهية والحقد .. قتلونا في كل الأوقات ..فلسطين والهجرة المبكرة عام 48 "وعندما استطعنا أن نعيد أنفسنا في الأردن أيضا هجرنا إلى لبنان .. اعتبروا أن هذه اللحظة التي يتمنون منذ ولادتهم ..منذ ترعرعوا فى أزقة مخيمات لبنان .. منذ تعرفوا على الختيار وصاحب القرار .. منذ تشربوا مع حليب أمهاتهم ..معركة الكرامة وتضحيات الفدائيين الأشاوس ..تتصاعد وتيرة الثورة وتتكاثر أمام ناظريهم صور الشهداء التي حصدت حياتهم الحرب الأهلية والقصف الإسرائيلي الغاشم ..إذن هؤلاء هم السبب؟ .. يجب الاقتصاص منهم .مجملهم من الجنود المدججين بالأسلحة الاتوماتيكية التي صوبت كثيرا إلى صدور أطفالنا ..أمهاتنا .. إخوتنا .. أحلامنا .. أفكارنا
    ولكن الهدف غير ذلك بل اشمل واعم حرية المعتقلين السياسيين داخل الباستيلات الصهيونية أولئك لقابضون على جمر الوطن والذين يعانون يوميا من بطش العدو في المخيم .. الحارة .. الأزقة ..الأشجار يجب أن نحتمل من اجلهم ما نقاسيه رغم اشتياقنا لتصفية الجميع وبدون استثناء ولن يشفي غليلنا المئات منهم يجب خطفهم وقتلهم
    ما هذه الأصوات الهادرة : نظروا من فتحات النوافذ فشاهدوها طائرات تتابع سير الباص ومن خلفهم عشرات السيارات العسكرية والأسلحة تتجه نحوهم وبشكل ملحوظ .. " لا بد من المواجهة بكل ما نملك من الإيمان بعدالة قضيتنا "
    هزت هذه الجملة الصمت المطبق داخل الباص ودلال تمتشق رشاشها وتصوبه نحو السيارات المتجهة نحوهم وتطلق زخات من الرصاص عاصفة في كل دار عاصفة من الإصرار والنار وحب الخلود والبقاء فوق تراب الوطن و الانغراس سنديانة شامخة في العمق الفلسطيني
    السماء تمطر رصاصا من كل الأشكال والأنواع لمنع وصول الباص الى وجهته وهدفه والثوار يندفعون متجاوزين الطائرات للوصول الى محطة توليد الكهرباء التي تغطي تل الربيع بأكمله
    " عندما تصلوا المحطة ازرعوا المتفجرات وأشعلوا فيها النيران "
    سوف تنبث للجميع بأننا شعب ذو قضية ليسوا قطاع طرق أو لاجئين بحاجة إلى حفنة من الكرامات الدولية تنبث أننا نستحق هذه الأرض التي أخرجنا منها نعيد المجد للوطن العربي جميعه أن نجسد كياننا بعملية كبرى وداخل الكيان المسخ وبطريقة نوعية
    كل شيء جاهز للانطلاق
    لن يستطيعوا الوصول الى هدفهم وانجازه
    جيش الدفاع الإسرائيلي لن يسمح بصفقة تبادل الأسرى
    لن يتفاوض معهم لن يحدثهم وسوف يقضي عليهم بكل الوحشية
    و زخات الرصاص تنهمر من فوقهم ومن خلفهم / يسارهم / يمينهم وهم لا يملكون ذخيرة كافية او رصاص
    زادوا تصميما على الوصول الى حلمهم الذي رسموه معا بين أزقة مخيمات لبنان
    زادوا عدوانا من طائراتهم لإبادة ما يفكرون به
    سقط أولهم شهيدا وهو يهتف :
    ما بنتحول ما بنتحول يا وطني المحتل
    هذه طريقنا واخترناها ونعرف نتحمل
    يا وطني من شوق رصاصة
    و سواعد جوا القناصة
    وبارود بحكي حكاية
    ارضي خضرا وما بتنذل
    تشبث الآخر برفق الأمل تتفاعل مع إحزانه ابتسم وهو يهوي معانقا سلاحه ونظراته ترنو الى دلال المغربي وهي تضع يدها فوق ركبتها وتستعد للقفز والانطلاق من حيث لا تدري ربما نبوءة جعلتها ترتفع عاليا و تركض عبر الشارع الطويل أمام الجنود الذين توقفوا متسمرين و مأخوذين بالمشهد البطولي التفتوا مرات كثيرة أرادوا أن يتركوها تمضي بسلام فقد أعجبتهم جراءتها وصمودها وكوفيتها تلتصق برأسها بإحكام شديد ولكأنها تشدها بقوة للالتصاق بالأرض
    " هيا انسفوا كل من في الباص "
    صرخ باراك وهو يعدو خلف دلال المغربي التي واصلت ركضها البطيء وفي شارع بطيء ذو أشجار سامقة توقفت وأخذت تتمايل ذات اليمين والشمال سقطت فوق الأرض حاولت النهوض مرة ثانية تعثرت ارتفعت ثانية تهاوت حاولت مسح المكان بنظرة متفحصة لن أعود إليكم سأعود لها فقط سأمتزج معها جثث على ركبتيها مسدسي الخاص الذي يزين بذلتي العسكرية أين أنت أيها العين احتاجك في هذه اللحظة بالذات أصابع مرتجفة غشاوة تتجمع حول عيونها المكحولة تضغط الزناد الطلقة الأخيرة وتغرس في الأرض عمقا فتحاويا آخر وقبل أن تغيب عن هذا الكون شاهدت ذلك القزم صاحب القامة القصيرة وجيده المترهل يتقدم نحوها حاولت ان تدافع عن نفسها ان تترجل من جديد أن تعود من الرماد عنقاء فلسطينية أن تحدق في عينيه وتشهر سيفها البرونزي وتقطع أوصاله حاولت ان تبتسم غاظته تلك الضحكة أشعرته بعجزه أمام الأسطورة شعر بضالته وحقارته وهو ينزع عنها سلاحها زادت شحنات الكراهية لنفسه لحياته التي اكتشفها من خلال هذه الفدائية الغارقة في دمائها تعجب كثيرا من ذاته واشمئز من فعلته حاول أن يكتم أحاسيسه أن يتحول إلى جنرال حقيقي تقدم نحوها بكل حذر خاف ان تنتفض من جديد في وجهه ببطء ولجميع يحيط بها من كل النواحي
    دلال تلتصق بالأرض وكأنها تقبلها بكل اشتياق وأصابعها متخشبة فوق الزناد وكوفية الثوار تعانقها والدم الزكي يتكون بركانا من الغضب .. تتحرك جزيئات الدم وتتحد الكريات البيضاء مع الحمراء وتغرق باللون الأحمر القاني
    وفي هذه اللحظة تنطلق حمامة بيضاء تقف فوق رأسها وتتوحد الآن ويرفرف العلم الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة وباراك يخاف .. يرتعد .. يتماسك قليلا وبطرف حذاءه يقلب الجسد الظاهر .. يضغطه .. بل هو يعاقب نفسه .. أو يضغط تفاهته .. وجهها يرتفع مبتسما والأيدي الطاهرة تحتضن حبات من تراب كانت تعشقه وتمنيت أن تذوب فيه وان لا تعود مرة أخرى .. في قريتها مدينتها يافا التي لم تراها منذ ميلادها .. هي تتعانق .. تتألف .. حق العودة مقدس
    ها قد عدت يا دلال وانغرست زهرات حنون والخائن يخلصك من مسدسك الذي فرحتي به ذات مرة عندما كنت تمرحين في المخيم وتوزعين الابتسامات على الأطفال والرفاق والنسوة
    ثلاثون عاما مضت وجسدك الطاهر محتجزا داخل الثلاجة الصهيونية وحسب الدعاية الصهيونية " بأنك تسربت مع المياه العائدة الى ينابيع الوطن في يافا " أو تحولت إلى عروس بحر في بحرك الذي لم تشاهديه إطلاقا
    رفيق دربك الذي سجن وتم الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل أسرى لم تتمكني من إتمامها أنت
    الآن أوشوش في أذنيك وأنا لا أعرفك وأنت تشكلين طريقا للحرية .. أحدثك بكل عذاب المشردين وحرمان الاطفال واشتياق المحبين وانجذاب الأشياء إلى الذكريات

  2. #2

    رد: دلال والبحر-روايه -

    السلام عليكم
    قصة هادرة ناطقة بكل عذابات من تبنى القضية بكل من تبنته قضية الشرفاء في زمن لا شرف فيه و طرق خالية من المارة....
    حملتها المك بقوة وصلت للمتلقي بحرفية عالية....
    وطريقة الرجوع للخلف كانت ناجحة رغم انك حملت النص اكثر مما يحتمل....
    ربما سقطت منك هفوات مثل انتي =انت فاصلحتها قدر الامكان حتى لاتؤثر على سحرها
    تثبت
    مع كل التقدير والتحية والدعاء لاخوان لنا هناك
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    قاص ومترجم
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,153

    رد: دلال والبحر-روايه -

    البنيةالسردية للقصة متينة كما أن التقنية المعتمدة موفقة مما أضفى على الحكي شحنة قوية تواشجت بعمق مع المشاعر الدافقة للشخصيات.....
    غيض من فيض مما تزخر به هذه القصة من مقومات.
    تحية لإبداعك الجميل أخي أنيس .
    مودة خالصة.

  4. #4

    رد: دلال والبحر-روايه -

    اظن ان للروايةالقصيرة طريقا املس
    بانتظارك دوما
    اسامة

المواضيع المتشابهه

  1. روايه عناقيد الغضب .. جون شتاينبك
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-28-2012, 08:25 PM
  2. الوجه والبحر
    بواسطة عبد العزيز أمزيان في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-22-2011, 03:06 AM
  3. الحسناء والبحر ... و أنا !!
    بواسطة عيسى عماد الدين عيسى في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-18-2009, 05:35 PM
  4. إمرؤ القيس والبحر الطويل
    بواسطة ظميان غدير في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-07-2009, 07:07 AM
  5. الجزيرة والبحر
    بواسطة ندى إمام عبد الواحد في المنتدى القصة الشاعرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-20-2008, 01:29 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •