الحياء المكتسب والحياء الفطري

كتبه/ زهير أبو حذيفه

دبيّ في 1/أيلول/ 2014

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحياء ــ بمفهومي الشخصي ــ هو أن يقوم الإنسان ذكراً أو انثى , بحركة أو لمس أو لفظ أو نظر , تجلب للناظر إليه ميولاً غريزية لا تتماشى مع العرف والعادات أو الدين , ولا يشترط أن يكون الحياء به تحريم , بل قد يكون غير مستصاغ أو به لوم واستغراب . والحياء به صيانة النفس عن كل ما يشينها أو يعيبها أو يشوبها بأي شائبة أو يعكر صفوها .

فالشخص الذي يقوم بحركة أو بلمس أو بلفظ أو بغمزة عين بها شبهة ما , قد يصيبه نوع من الكسف والهبوط ولوم النفس وذبول العين, أو أنه يتوارى عن الأعين , خشية اللوم والنقد , وهذه علامات الحياء.

إن الحياء غريزة قد خلقت مع الإنسان , وأكبر دليل على ذلك ما فعله نبينا آدم وزوجه حواء عند خروجهما من الجنة كيف أن كلاً منها كان يغطي سوآته بحياء فطري .

ولكن الحياء الفطري بموجب الحضارة المعاصرة التي تطالب بالحرية المطلقة للكلمة والجسد والعين, قد يتراجع ويصبح الإنسان لا يعرف معنى الحياء إلا في القاموس , ويصبح الحياء عادة مباحة في كل مكان وزمان , سواء بإظهار الجسد كله حين السباحة للذكر أو الأنثى , أو حين المعاشرة الزوجية في أي مكان وفي أي زمان , وكأن الحياء لم يولد مع هؤلاء المتشبثين بالحضارة والحرية المطلقة , وهذه عادات مكتسبة وقد محت معها الحياء الفطري , وعندما تكون البيئة دينية فلا شك أن يكون الحياء أكثر صلابة وأعمق تطبيقاً , لأن الديانات والمتدينين بها تضع حداً لحريات الجسد وللعين والأذن واللسان , وأينما يكون الدين شامخاً يكون الحياء شامخاً معه .



أرجو أن يكون هذا الموضوع قد نال إعجابكم , ويمكن الزيادة عليه بمشاركاتكم , لكم التحية أيها الفرسان .

زهير أبو حذيفه ///// دبيّ 2014

@@@@@@@@@@@@



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي