لا حرية مطلقة ..

[روعة السمان]

لا حرية مطلقة ..
الحرية الإنسانية محكومة بقانون الحصاد الكوني ..
كل إنسان يحصد ما زرع ..
وهذا يحتاج إلی درجة وعي عالية نصل إليها بالتدريج ونحن نتعلم من أخطائنا التي ارتكبناها ونحن نمارس حريتنا ..
فيتبلور لدينا عمليا مفهوم الحرية المسؤولة من تراكم خبراتنا فتزداد خياراتنا نضجا وحكمة مع الوقت ..
وكأن الحياة تقدم لنا اختبارات تؤهلنا لنستحق النهاية الأخيرة والحصاد الأكبر ..
استمتعتوا بالحياة الحرة وتقبلوا أن تدفعوا فواتير أخطائكم بمسؤولية ..
واحترموا خيارات الآخرين وتعلموا من نجاحاتهم وإخفاقاتهم ..كتبنا الله وإياكم من الفائزين بالفوز الأكبر ..

[رياض محمد سليم حلايقه]

تحليل منطقي وكلام مهم ذا فائدة تربوية
احترامي

[روعة السمان]

شكرا لك اخي رياض حضورك أسعدني.

[نورا]

الحرية اختبار .. ومسئولية وأمانة
تقديري أستاذة روعة..

[نبيل القدس]

لا حرية في الاسلام لا مطلقة ولا نسبية لا قليلة ولا كثيرة
فالحرية فكرة غربية تقوم على اساس فصل الدين عن الحياة وبفصل الدين عن الحياة يصبح الانسان من وجهة نظرهم حرا
فالحرية اصطلاح له معنى وهو التحرر من الدين
والمسلم يفخر بانه عبد لله
وفي الاسلام لم تاتي كلمة الحرية الا ضد العبودية
فالانسان الحر هو ضد العبد او الرقيق
ولم ياتي في الكتاب ولا في السنة اي معنى يفيد ان الانسان حر
او ان له حرية

[غالب الغول]

أشكرك أستاذة روعة السمان على هذه المقدمة الرائعة حول الحرية ومفهومها وحدودها , ولقد طرح الأخ الأستاذ نبيل لهذا الموضوع أسئلة في رابط آخر , ولم أكن أعرف بأنك أنت التي بدأت بطرح الموضوع , وهذا هو الرد الذي أعرفه لكما معاً , وشكراً لكما .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت روعة السمان , من الأفضل أن يكون هذا الحوار بين فقهاء في الدين , وليس بين محللي السياسة أو الشعراء أو الأدباء, لكي لا نقع بأخطاء فقهية أو شرعية اختلف فيها العلماء,, فإن وجد علماء بيننا في الفقه أو في الشريعة , فحبذا أن يكون الحوار مختصراً ومفيداً للجميع ,

إن رأيي بهذا الموضوع حسب ما تملي عليّ ثقافتي , بأن الحرية من حق أي فرد خلق على وجه البسيطة , يقول عمر بن الخطاب ((( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا )) ومن هذا الكلام نأخذ معنى العبودية , ثم نتناول معنى الحرية , فعندما يكون الإنسان عبداً لله , فمن الطبيعي أن يكون حراً بنفسه , كحرية البنت البكر التي لا يجوز زواجها إلا باختيارها وحرية رأيها , وعندما يكون العبد عبداً لله وحده , فله اختيار أعماله وهو حر التصرف بها , ويحاسبه الله على أفعاله , إن خيراً فخير , وإن شراً فشر , ( قال تعالى (( من عمل صالحاً فلنفسه , ومن أساء فعليها )) أي أن الإنسان المؤمن يحاسبه الله على حرية التصرف بأعماله وأفعاله , ولو كان الإنسان عبداً لله ومقيداً بلا حرية , فكيف يحاسبنا الله على أعمالنا . أما الحريات المطلقة , فهذا من عمل الأجانب وأفكارهم , وهي فكرة خبيثة ليجعلوا الإنسان كالحيوان حراً بشهواته وما يملي الشيطان عليه , وهذا لا يجوز في الإسلام , فيحاسبه الله على أفعاله هذه , ويدخله نار جهنم , وعلى الإنسان أن يكون حراً بنفسه كما أمره الله , دون أن يحيد عن أوامر الله , وأن يعمل عمل صالحاً , وعمل الإنسان وحريته بها إنما يأتي على أمرين , أمر الشر وأمر الخير , ويقول الله سبحانه ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره , ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )) ويقول (( فما يصيبكم من خير فمن الله , وما يصيبكم من شر فمن أنفسكم ) أي أن الإنسان حر بنفسه فقد يقع في الشر فيحاسب على أعماله .
والحديث يطول , وكلامي هذا قد يحتمل الصح أو الخطأ والله أعلم ..

[غالب الغول]

لا حرية في الاسلام لا مطلقة ولا نسبية لا قليلة ولا كثيرة
فالحرية فكرة غربية تقوم على اساس فصل الدين عن الحياة وبفصل الدين عن الحياة يصبح الانسان من وجهة نظرهم حرا
فالحرية اصطلاح له معنى وهو التحرر من الدين
والمسلم يفخر بانه عبد لله
وفي الاسلام لم تاتي كلمة الحرية الا ضد العبودية
فالانسان الحر هو ضد العبد او الرقيق
ولم ياتي في الكتاب ولا في السنة اي معنى يفيد ان الانسان حر
او ان له حرية

إني أرى تعريف الأخ نبيل حول مفهوم الحرية أمراً مختلفاً عن رأينا , فلم أقتنع من طرحه لمفهوم الحرية , لأنه ينكرها تماماً , وهذا مخالف للواقع الإنساني الذي يتوخى الحرية في كل لحظة من لحظاته , ولو منع الإنسان من حريته لنفسه وعمله وإرادته , لما تقدم الإنسان خطوة واحدة في البناء الحضاري ,

وهذا ولا أعني بالحرية , أنها إلزام ومباحة بشكل مطلق دون رقيب , فيوجد القانون الإلهي , والقانون المجتمعي , والقانون الطبيعي , وكلها تحد من الحريات الممنوعة , ويعاقب مرتكبها أقسى العقوبة , في الدنيا وفي الآخرة , وللإنسان حرية الاختيار بين أن يعمل بحرية صالحة لمجتمعه أو أن يعمل بحرية مضرة لنفسه ولمجتمعه , وسيجد ثواباً أو عقاباً . ثم يقول الله سبحانه ( لا إكراه في الدين ..... )) أي أن كل إنسان حر في الدين الذي يختاره , ولكن لا يقبل الله من الإنسان إلا المسلمين , أما الذي يكفر بالطاغوت ( وهذه حريته ) فهو له الخير والصلاح , وغيره له نار جهنم .
لكم التحية وبارك الله بكما ,
وننتظر من الإخوة الكرام الإدلاء بآرائهم ,

[نبيل القدس]

الاخ غالب الغول
الموضوع ليس ان تقتنع او لا تقتنع انما الموضوع هو مطابقة الفكرة للواقع
ثم في ردكم في الرد الاول تريد ارجاع الموضوع الى المتخصصين الى الفقهاء
وليس لمحلل سياسي او شاعر
وللعلم فانا هنا لم اصف نفسي بالمحلل السياسي وربما هي ادارة المنتدى من اضافت الوصف
انا ببساطة مسلم ولكن ك مسلمي العهد الاول ليس لي تخصص فحالة التخصص هي حالة مستجدة على المجتمع
فالمسلم عليه ان يفقه ويتفقه في كل شي لانه مامور ان يسير اموره بحسب الشرع
وناتي الى واقع الحرية
-------------------
فالحرية لغة هي ضد العبودية وهي تعني المالك للارادة والمسير لها
فنقول انسان حر اي ليس عبدا والحر هو الذي يملك ارادته ويسيرها عكس العبد
اذن لفظ الحرية لاعلاقة لها بالمعنى اللغوي
وانما لفظ الحرية هو لفظ اصطلاحي ومعلوم ان اللفاظ الاصطلاحية يؤخذ معناها ممن وضعها وليس كما يفهمها الاخرون
ومصطلح الحرية وضعه الاوروبيون وهو يعني التحرر من الدين وذلك بعد الصراع الذي حصل في اوروبا بين رجال الكنيسة والملوك والمفكرون
حسم الصراع بحل وسط وهو فصل الدين عن الحياه وبذلك اصبح الانسان الغربي حرا ومتحررا من التدين
هذا هو المعنى والمفهوم الاصطلاحي للحرية
ونشأ عند الغرب من جراء ذلك الحريات الاربعه
1= حرية التملك
2= حرية العقيدة
3= حرية الراي
4= الحرية الشخصية
هذا من حيث ظهور الفكرة فكرة الحرية الى المجتمع ومن حيث واقعها ومفهومها والمعنى الاصطلاحي لها
---------------
اما الاسلام فهو وحي من الله لتنظيم علاقات الانسان سواء بخالقه بالعبادات او بغيره من البشر بالمعاملات والعقوبات
او بنفسه بالماكولات والملبوسات والاخلاق
والاسلام قسمان قسم يطلق عليه العقائد وقسم يطلق عليه الاحكام الشرعية

تعريف الحكم الشرعي
الحكم الشرعي هو خطاب الشارع المتعلق بافعال العباد بالاقتضاء او التخيير او الوضع
----------
فكل خطاب من الشارع متعلق بفعل العبد فهو حكم شرعي
ونقول خطاب الشارع ولم نقل خطاب الله حتى لايتوهم احد انه القران فقط وليشمل الخطاب الكتاب والسنة وما ارشد اليه الكتاب والسنة كاجماع الصحابة والقياس
فكلهم خطاب الشارع
ونقول المتعلق بافعال العباد وليس المتعلق بافعال المكلفين لان الخطاب في اصله لجميع البشر سواء المسلم او الكافر
فمثلا قوله تعالى ولله على الناس حج البيت فكلمة الناس تشمل المسلم والكافر
وقوله ما سلككم في صقر قالو لم نكن من المصلين
وكلمة المصلين كلمة معرفة بال التعريف فتشمل كل من لم يصلي سواء كان كافرا او مسلما
-------
اما كلمة الاقتضاء فهي تعني طلب الفعل او طلب الترك
وطلب الفعل اما ان يكون طلبا جازما للفعل فهو الفرض
واما ان يكون طلبا للفعل غير جازم ولكن فيه تقرب الى الله فهو المندوب او السنة او النافلة
اما طلب الترك فهو قسمان ايضا
اما ان يكون طلب الترك طلبا جازما فهو التحريم
واما ان يكون طلب الترك طلبا غير جازم فهو المكروه
---------
اما التخيير فهو ما دل عليه الدليل الشرعي بالتخيير بين الفعل والترك اي الاباحة
اما خطاب الشارع المتعلق بالوضع
فهو الحال الذي يصاحب الحكم الشرعي او الصفات
وهي خمسة
السبب
والشرط
المانع
الصحة والبطلان
الرخصة والعزيمة
وبهذا يكون تعريف الحكم الشرعي جامعا مانعا
-----------
وبالتالي فالسملم مقيد بالاحكام الشرعية في كل فعل من افعاله حتى الاباحة فهي تخيير من الشارع وليست افعال مزاجية او حرية ان يفعل او لايفعل

[غالب الغول]

شكراً لك أخي نبيل على هذا الشرح وبارك الله بك وأدامك , وأفادك الله وزاد من نعمه عليك . تحياتي .

[نبيل القدس]

حياكم الله
وللتوضيح اكثر وبلورة الفكر
في استطاعتك ان تضرب لنا امثلة مما ترى ان الانسان يفعل ذلك بحرية ان كان هناك امثلة للحرية