*✍️ - صَبَا المَعْزُولِين وَسَلْوَى المَسْجُونِين (قصيدة).*
*💦المطلع💦*
نَادَيْتُ رَبِّي لَائِذاً مُتَوَسِّلَا
فَتَّحْتُ نَظْمِي بِاسْمِهِ مُتَوَكِّلَا
أَبْغِيهِ فَتْحاً غَاسِلاً لِخَطِيئَتِي
وَمُفَرِّقاً دَرَناً أَقَامَ وَأَثْقَلَا
وَمُبَاعِداً هَمّاً أَلَمَّ يَبُثُّهُ
ذَوْباً تَوَالَى كَالسَّنِيحِ مُعَلِّلَا
ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى السِّرَاجِ مُحَمَّدِ
نُورِ السَّرَاحِ المُسْتَدِيمِ تَهَلُّلَا
تَذْكَارُهُ سَلْوَى الكَئِيبِ وَنَجْوُهُ
طِبُّ العَلِيلِ يُرَى بِهِ مُتَجَلَّلَا
وَالْعِتْرَةِ الأَطْهَارِ ثُمَّ صِحَابِهِ
وَالسَّالِكِينَ الصَّادِقِينَ تَمَثُّلَا
ثُمَّ المُؤَمَّلُ: بَسْطُ مَا يُحْيِي الفَتَى
أُنْساً إِذَا عَزْلٌ دَهَاهُ مُهَوِّلَا
فَتْحاً يُرِي فَسْحَ السَّمَاءِ سَرِيحَةً
تُدْنِي رُبَى المَلَكُوتِ مِنْكَ تَجَمُّلَا
وَمُطَهِّراً نَفَسَ الزَّمَانِ وَأَهْلَهُ
مِنْ لَوْثَةٍ عَمَّتْ وَبَاءً أَذْهَلَا
بِقَصِيدَةٍ أُجْرِي بِهَا مُتَمَادِياً
رِيحَ السَّكِينَةِ بَينَهُ مُتَخَلِّلَا
أَلْحَفْتُهَا قَبَساً مِنَ الحِرْزِ الَّذِي
بِهِ حَبْرُ شَاطِبَةَ النَّبِيلُ تَحَبَّلَا
جَذِلاً لَعَلِّي أَقْتَرِي بَرَكَاتِهِ
فَتُصِيبُنِي عَيْنُ الإِلَهِ تَكَفُّلَا
لَقَّبْتُهَا مَسْرَى السَّكِينَةِ آمِلاً
شَرْحاً بِهَا يَغْشَى الصُّدُورَ مُبَجِّلَا
وَفَتَاحَةً تَجْلُو كَآبَةَ نَادِمٍ
أَلْفَى السَّرَابَ عِدَادَهُ المُتَحَصَّلَا
وَالأَرْضُ ضَاقَتْ وَالمَسَاجِدُ غُلِّقَتْ
وَشَجَا المًحَارِيبِ المُبِينُ تَهَيَّلَا
وَعَلَى المَآذِنِ وَالمَنَابِرِ حَسْرَةٌ
تَحْكِي اغْتِرَاباً قَاسِياً مُتَوَاصِلَا
يَبْكِي الفُؤَادُ لِحُزْنِهَا مُتَقَلِّباً
فِي نَارِ وَجْدٍ وَاغْتِمَامٍ أَوْغَلَا
لَوْ لَا يَقِينٌ أَنَّ رَبَّكَ يَبْتَلِي
بِالحَبْسِ بَعْثاً لِلصَّفَاءِ تَفَضُّلَا
قَدْ كُنْتَ فِي كَدَرِ الصُّدُودِ مُلَاهِياً
نَفْساً عَلَتْ أَنْفَاسَ أَوْبِكَ فَانْخَلَى
فَالآنَ سُقْتَ فَصُنْ مَشَاهِدَ حِلْمِهِ
وَعُهُودَهُنَّ الفَائِتَاتِ سَبَهْلَلَا
هَلْ ضَاقَتِ الأَرْضُ الفَسِيحَةُ أَوْ جَوَتْ
عَبَثاً؟ ... أَوِ النَّامُوسُ دَارَ تَعَطُّلَا؟! ...
كَلَّا فَذَا سَنَنُ العَدَالَةِ يَعْتَلِي
رَعَنَ العُتُوِّ يَدُكُّهُ مُتَنَزِّلَا
وَخِلَالَهُ رُسُلٌ إِلَيْكَ مُبِينَةٌ
خُطَّتْ عَلَى رِقِّ الإِنَابَةِ مَوْصِلَا
فَأَجِبْ نِدَاءَ نَذِيرِهَا مُتَرَقِّباً
وَأَنِبْ فَقِيراً ضَارِعِاً مُتَبَتِّلَا
وَأَصِبْ طُعُومَ وِدَادِهِ مُتَنَسِّماً
عَبَقَ المَبَاهِجِ وَالنَّعِيمَ الأَمْثَلَا
لَا تُغْبَنَنَّ فَبَيْنَ عَزْلِكَ فُجِّرَتْ
عَيْنٌ تَمُدُّ حِيَاضَ مُغْتَسَلِ المَلَا
رَابِطْ وَنَافِسْ فَالجِيَادُ تَسَرَّجَتْ
وَالسَّبْقُ نَادَى الفَاتِحِينَ مُجَوِّلَا:
كَمْ أَسْلَمَتْ تَقْوَاكَ مِنْ حِصْنٍ غَدَا
سَلَباً تَرَاهُ لَدَى العَدُوِّ مُخَوَّلَا
نَافِحْ وَسَلْ مَوْلَاكَ رِيحَ سَكِينَةٍ
تَغْشَى انْتِفَاضَكَ مَا فَتِئْتَ مُنَاضِلَا
https://youtu.be/6YUW9HLrxW8