الاستاذ فائز البرازي

[ريمه الخاني]

الهوية :
---------
الإسم : فائز البرازي
مواليد : 1948
الإنتماء : عربي سوري مسلم .
الدرجة العلمية : بكالوريوس إقتصاد جامعة الأزهر 1972 . رسالة ماجستير أفادتني في البحث ولم تناقش عام 1978 لترحيل السوريين في عهد السادات / بيغن .
مكان العمل : الإمارات العربية المتحدة .
الكتابات : العديد من المقالات والأبحاث ، ثلاثة كتب : ( الحضارة صدام أم حوار ) ( أقوال للإستقراء في الخيال والأسطورة والحقيقة ) ( لا للديمقراطية .. نعم للديمقراطية ) . مسودة كتاب رابع مراوحة في منتصفها لضيق الوقت بعنوان - حتى الان - ( الله ، الكون ، الإنسان ) .

[ريمه الخاني]

رسالة إلى الرئيس الأسد
=============
سيدي الدكتور / بشار الأسد الفاضل .
لا أدري ومن ناحية دستورية إن كان يتوجب علي مخاطبتك بسيادة الرئيس ، أو بالسيد بشار الأسد ، في هذه المرحلة الإنتقالية . وبما أن مصطلح الرئيس مضمونآ لك كما أعتقد ، فسأخاطبك :
بسيدي الرئيس / بشار حافظ الأسد .
مع ضعفي وقلة حيلتي ، إستغربت أن تطرح وتوافق على الإستفتاء الذي سيؤدي لتأهيلك لولاية دستورية ثانية .
وأسباب إستغرابي – كمواطن عربي سوري – ينجم عن عدة معطيات :
1- انني وككثير من المواطنيين السوريين ، سنذهب ( لإنتخابك ) بالقلب والعقل والإختيار . وعن نفسي أقول : أنني لن أذهب ( للإستفتاء ) حول التجديد الدستوري لولايتك الثانية .
2- لازال لدينا بعض الأمل .. أن تقود سوريا الحديثة والقوية بشعبها ، وبعض من دستورها ، إلى مصاف الدول العربية المقاومة والممانعة للهيمنة والضغوط التي لانرى فيها إلا خدمة كاملة وشاملة للصهيونية العالمية .
3- ولا زال لدينا بعض الأمل .. ومع الزمن والظروف .. من أن تتحرر من بعض مايلزمك به منصبك ، من حكمة وتسويات داخل النظام السياسي السوري .
4- وأن الحرية والإختيار والرسالة من الخفاء ، ليست هينة .. ونأمل دائمآ ، ونثق أحيانآ بأنك أهلأ لذلك .
لن أستطيع الإسترسال .. فمسؤولياتك الهائلة ، وسعيي وراء الأمن الإجتماعي ، ويقيني بأنك تعي وتدرك أكثر من كثير ، ما نريده كشعب عربي سوري ، أن نقوله لك .
إن مسؤوليتك تقتضي الإصغاء إلى صوت الضمير ، وصوت الخفاء ، وصوت الشعب . إلا أن إرادتك في الفعل وإغناء الوعي بالإصغاء ، هو مهمة شاقة وتكاد أن تكون مستحيلة ، وأنت في موقعك كمنفذ لمقتضيات السلطة والحكم .
إن مقتضيات السلطة تتناقض إلى حد كبير ، مع مقتضيات الرسالة الخفية ، والضمير ، والإنصات لأنات الشعوب . فللسلطة أحكامها ، وللشعوب رغباتها وخياراتها ومتطلباتها .
مع خالص الإحترام والتقدير والمحبة
المواطن العربي السوري
فائز البرازي
23 / 5 / 2007
على أن اليوم علينا وكإستمرارية تراكمية منذ تاريخها ، أن نعيد قراءة مانحن فيه الآن بعمق .
لازلت آمل أنه ومع الزمن ، وتحسن الشروط المحيطة ، من أن تتصاعد لدينا معطيات أكبر على طريق الإصلاح ، وتقوى أنوار كاشفة للمستقبل .
سوريا اليوم .. ومع كل الضغوط من بعض الدول العربية ، والضغوط والحروب الإستباقية التي تشن عليها سياسيآ وإقتصاديآ وأمنيآ وعسكريآ من الصهيونية العالمية وأمريكا ومعظم دول حلف شمال الأطلسي ، لازالت مصممة على عدم الإستسلام للمشاريع الإستعمارية لتركيعها وتمرير مشروع القرن الأمريكي الجديد ، ومشروع الشرق الأوسط الجديد ، وفك إرتباطها مع قوى المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان .
ولا احد يستطيع إنكار وجود خلل كبير في مؤسسات الدولة الخدمية ، ولأسباب عديدة منها الفساد والمحسوبية ، مع خلل إجتماعي ثقافي ومعرفي وسياسي داخلي ، كما سائر المجتمعات العربية . إلا أنه لابد أن نقول ونعترف أن هناك ( أمنآ إجتماعيآ ) يحظى به المجتمع السوري رغم كل ضيق وصعوبة يعيشها .
إن نظرة متوازنة للأمور ، لا تهيل الحجب للتستر على سيئات يجب أن تعالج ، ولا بد في ذات الوقت من الوعي وإستيعاب وتقدير حجم المعركة وشراستها التي تواجهها سوريا .
وبالنسبة لي .. فإن خيرت ضمن الزمان والمكان والظروف المحيطة " الآن " ، بين إدعاءات أصحاب الديمقراطية القاتلة الأمريكية المشاهدة اليوم في العراق ، وبين أمن وطني ومشروع مقاوم للمشروع الأمروصهيوني ، فبالتأكيد .. سأختار الخيار الثاني المقاوم بلا تردد .
الديمقراطية ليست شعارآ يرفع ، ولا معلبات جاهزة تستورد ، ولا هي قهر وإنهاء لمفهوم السيادة للدولة الوطنية .. وخاصة أننا اليوم لسنا : سويسرا ، ولا بريطانيا .. إننا في قلب معركة وجود .
وتبقى الحرية .. هي المطلب والمقوي لإرادة الشعوب ومعينها على تدعيم المشروع المقاوم .
الحرية .. حرية الوطن وقراره السيادي الوطني والقومي .. أولآ ..
الحرية .. حرية المواطن التي تلهث وراءها معظم شعوب العالم ، وهي مسلوبه بعلمهم ، أو بخداعهم . فالإعلام اليوم .. هو ( الديكتاتور الأكبر ) بقفازات حريرية تختبئ وراءها قبضة فولاذية .
الحرية بالنسبة لنا : هي حرية رغيف الخبز ليصل إلى كل فم جائع ، ليتمكن من أن يحرر صاحبه قراره وإختياره من تحكم المستغِلين ، وشيوخ القبائل ، وعصابات النهب المنظم المشرّع لأثرياء الحرب وأثرياء دم الشعب المسحوق .
ولا شك أن الحرية مقيدة .. فالحرية دائمآ هي قيد على ذاتها وعلى صاحبها ..
حريتك تكبل حريتي .. وحريتي تكبل حريتك .. وهنا يجب إدراك معنى ( الحرية المسؤولة ) .
لك إحترامي وتقديري ومودتي .