لم تناقش المراجع والدراسات قضية الزواج المتأخر جدا، للمرأة قبل الرجل، وهذا يعني الفرصة بعد الفرصة، أو الفرصة الأخيرة بمعنى:
قد لاتأتي الفتاة الفرصة إلا متأخرة، أي مابعد الثلاثينات وحتى الخمسينات ومابعد أيضا، وقد تأتي للطرفين مابعد الفرصة الأولى، أي يكونا قد تركا عائلتين وراءهما، أو فشل كلاهما في تكوين عائلة، وهنا يمكننا القول أنه لن يكون زواجا كما يتخيله العشاق والمراهقين، فهذا زواج العقل، لأن المرحلة العمرية تلك، لم تعد بغليان المراحل السابقة العاطفية، ثم يبقى كشيء من إشباع الغريزة المتبقية، لذا فالقضية تنقسم إلى عدة أقسام:
-المتزوجون من قبل، أي أحدهما أو كلاهما:
-وهنا ستكون ذكرياتهما عائمة، بمعنى أنها لن تتخذ الذكريات العتيقة ، فتشد العلاقة وتقويها، والتي يمكننا أن نراها في المتزوجين باكرا، وذلك لأن كل منهما حقق ذاته وطريقه، وتملك ذكريات خاصة به قديمة، وبات الزواج إتمام مالم يتم.
إضافة إلى أنه قد ينتج أولادا وربما لا.رغم أنه قد يكون فرصة للمرأة التي لم تنجب بعد، وقد تكون فرص الإنجاب باتت لديها قليلة.خاصة إن كان الرجل أنجب سابقا، او الطرف الآخر ولايريد المزيد والطرف الآخر مازال يبحث.
-الطباع لن تندمج هنا، بل يحدث مايسمى التأقلم على الآخر، خاصة أنهما ليسا بكامل عافيتهما عموما.والعواطف لن تكون بكامل تأججها طبعا.
-أما ماتبقى من حسنات، فهي حتما، الاستقامة، أو الترجل عن مغامرات الحياة للركون إلى الاستقرار بعد التشتت الروحي، إما بسبب فشل الطريق الأول، أو التأخر في البحث عن الشريكة، والأخيرة باتت ظاهرة منتشرة، والسن المتأخرة في الزواج بات إحصائيا عاليا، لانفتاح طرق الإشباع الغريزي، والحياة الممعتة التي تنغني عموما.
***
نحن هنا لم نناقش الزواج الثاني للرجل، والذي يجب أن يكون مقنعا ، حتى لايؤدي لأذى للعائلة السابقة.
ولاخصصنا هؤلاء الذين سخروا أنفسهم للعلم دون الزواج، فتأخروا عنه، أو حبسهم الضيق المادي عنه، أو البطر كذلك.
نحن نعمم كحالة خاصة فقط.
لذا نشجع على الزواج المبكر بقدر الإمكان ، للرجل قبل المرأة، أما المرأة فلها الله، لأن الأمر بيد لله أولا وأخيرا، خاصة إن لم تكن ممن تدفع عن بابها ترفعا.
ميسم 3-1-2020