اشتباكات العباسية قبل الانتخابات صورة مكررة

[رضا البطاوى]

من يتذكر مراحل انتخابات مجلسى الشعب والشورى فى مصر سيجد أن هناك قبلها باسبوع او اثنين أو بأيام كانت تحدث كارثة من الكوارث بين المتظاهرين والأمن او بقين المتظاهرين والبلطجية أو بين من لا يد لهم فى الموضوع مثل كارثة بورسعيد الكروية وهاهو المشهد يتجدد فى العباسية
الغريب فى الأمر هو أن المجلس العسكرى فى كل الحوادث السابقة حلها أو جعلها تهدأ ثم أقام الانتخابات فى كل مرحلة بهدوء غير مسبوق وحتى المرة الوحيدة التى كان فيها اعتصامات فى الميدان ترك ميدان التحرير للمعتصمين وجرت الانتخابات فى هدوء تام
ما معنى هذا الكلام ؟
معناه أن المجلس قادر على امساك زمام الأمور فى اى وقت يريد ولكنه يترك البلد تشتعل لغرض ما فى نفس يعقوب الله اعلم به فقد يكون هو تدبير مؤامرة الغرض منها الغاء الانتخابات وعمل حكومة عسكرية واعلان حالة الطوارىء وقد يكون الغرض تأديب البعض وجعله يعرف حجمه الحقيقى

[عبد الرحيم محمود]

ربما كنت على حق فنحن تعودنا بعالمنا العربي
أن لا أحد يصل للكرسي ويتنازل عنه !!

[محمد محروس أحمد]

الاديب الكبير والباحث العبقرى استاذ رضا البطاوى
من قلب الحدث انقل لك تحليلى الشخصى لما يدبر الان فى مصر منذ بدايه الثوره

الجيش كان ضد توريث الحكم لجمال مبارك نجل الرئيس المخلوع مبارك وكان ذلك يتردد بصوره شائعات وسط الشعب
وعندما قامت الصوره ايدها المجلس العسكرى لانه لا يريد مبارك ولا ابنه فقط وصفق للشعب وبارك الثوره لانها تتفق مع مصالحه
ونظرا لان القوى الاسلاميه كانت قويه جدا وتملك شعبيه كبيره وتعاطف كبير من الغالبيه العظمى من الشعب وان اجراء اى انتخابات رئاسه سريعه سينتج عنها بلا شك وصول احد المرشحين للتيار الاسلامى فقد تعمد احداث فجوه بين الليبراليين والعلمانيين من جهه والاسلاميين من جهه
وذلك عن طريق اثاره قضيه ايهما اولا الدستور او انتخابات الرئاسه وايد الليبراليين والعلمانيين الدستور اولا وايدت التيارات الاسلاميه الرئيس اولا وتم التراشق بين الطرفين فى المحطات الفضائيه وقام المجلس العسكرى باجراء استفتاء على اعلان دستورى مؤقت وضع فيه ثغرات قانونيه لا يفهما الا المختصين مثل ان قرارات اللجنه العليا لانتخابات الرئاسه غير قابله للطعن
بمعنى ان اللجنه اذا اعلنت فوز مرشح او استبعاد مرشح فلا يجوز الطعن على القرار رغم اى شىء وحتى لو الانتخابات مزوره
وجاءت نتيجه الاستفتاء مؤيده لانتخابات الرئيس اولا وتاجيل الدستور والموافقه على الاعلان الدستورى المؤقت بنسبه 76%
واشتعلت المعركه اكثر بين التيارات الليبراليه والعلمانيه وبين التيارات الاسلاميه
وكان هذا اول هدف وهو تفريق الشعب وضرب الوحده التى كانت السبب الرئيسى لنجاح الثوره
وكان للحكومه دور غريب فى استنفاذ الاحتياطى المصرى مما سيؤدى خلال شهورمن الان الى ارتفاع اسعار الدولار وبالتالى ارتفاع اسعار السلع وزياده التضخم وبالتالى تكره الناس الثوره والثوار وتلعنها
كانت من اول المظاهرات الفئويه مظاهرات امناء الشرطه مطالبين بزياده المرتبات ورغم ان ذلك يحتاج الى اعتمادات من وزير الماليه وموافقه رئيس مجلس الوزراء وموافقه وزير الداخليه الا ان تم اعتماد الزيادات خلال ساعه واحده مما يوضح ان الامر كان مدبر
وتعلم الناس ان بالمظاهرات تستطيع الحصول على بعض المكاسب فتوالت المظاهرات الفئويه للشركات والمصانع والهيئات وتوالت الاستجابات
مما ساعد فى تدمير الاقتصاد وزياده الهرج
بعد ذلك بدات مرحله الفوضى الامنيه المنظمه فالساده ضباط الشرطه لا يعملون تحت دعوى الخوف من الشعب رغم ان الناس تساعدهم
فمثلا تذهب للابلاغ عن سرقه سيارتك فيتم عمل محضر بما تريد ويلقى فى الادراج ولا حياه لمن تنادى
تحولت المحطات الحكوميه والفضائيه الى مناقشه اخبار الحوادث وكاننا فى شيكاغو
مما ادى الى خوف كبير ورعب من المجهول والقادم لدى طائفه كبيره من الشعب
كل ذلك ولم يعلن المجلس عن موعد انتخابات الرئيس او مجلس الشعب والشورى
وبعد مظاهرات وقتلى فى التحرير اعلن المجلس عن موعد انتخابات مجلسى الشعب والشورى
وتم اجراء انتخابات مجلس الشعب بعد معارك ودماء من الشعب واكتسح الاخوان المسلمين والسلفيين الانتخابات
وهذا ما كان يريده المجلس العسكرى تماما ويتوقعه علما بان مجلس الشعب منزوع سلطه سحب الثقه من الحكومه طبقا للاعلان الدستورى
كانت صدمه لليبراليين والعلمانيين فان وصول الاسلاميين الى الحكم معناه السيطره الكامله على مصر وانتهائهم من اجل ذلك تحالفت العديد من القوى العلمانيه والليبراليه مع العسكرى لمنع وصول الاسلاميين للحكم

وبداءت المحطات الفضائيه حمله لتشويه المرشحين الاسلاميين واولهم واقواهم حازم صلاح ابو اسماعيل ففى الوقت الذى حصل على حكم بان امه ليست امريكيه لم تعلن تلك المحطات عن الحكم ولكن اعلنت انه كاذب ويتكالب على الرئاسه والاولى بمرشح اسلامى الا يتكالب على الحكم بهذه الطريقه وتم تشويه صورته تماما وتم استبعاده لانه كان الفائز بلا جدال فى انتخابات الرئاسه
وتخلى عنه التيار الاسلامى وهنا كان النجاح منقطع النظير للمجلس العسكرى حيث نجح فى ان يفصل التيارات الاسلاميه وتتخلى عن اخيها المظلوم وبالتالى سيتخلى هو ايضا عنهم فى حاله ان يتم ظلمهم
لقد اراد المجلس تفتيت القوى الاسلاميه والتهام كلا على حدى ونجح نتيجه طمع الاخوان المسلمين فى المناصب وتخليهم الثوره والثوار لهثا وراء الوعود والمناصب
ورغم ان الاخوان اصدروا قانون العزل السياسى لاستبعاد شفيق الا ان اللجنه العليا لانتخابات الرئاسه قبلت تظلمه رغم ان مواعيد التظلم القانونيه كانت قد انتهت وطالب الشعب فى مليونيه منتصف ابرايل بالغاء الماده 28 من الاعلان الدستورى التى تمنح اللجنه العليا للانتخابات الحصانه بعدم الطعن على قراراتها الا انه جعل ودن من طين واخرى من عجين
قام مئات الثوريين بالاعتصام اما وزاره الدفاع مطالبين بتغيير الماده 28 او الغائها او الابقاء عليها مع تغيير اللجنه العليا للانتخابات وخصوصا ان معظم اعضائها صدر ضدهم احكام عدم صلاحيه فى قضايا رشوه وفساد منذ عام 2004 الا ان المجلس لم يسمع هذا ايضا
وفى اليوم التالى فوجئنا بالبلطجيه يضربون المعتصمين ويقتلون احد اعضاء حركه 6 ابريل ويجرحون العشراتوالجيش لا يتدخل والشرطه لا تستجيب للبلاغات والادهى ان المحطات الفضائيه لا تتسال عن البلطجيه ومن ورائهم ولكن تتسال عن لماذ ذهب هؤلاء للاعتصام امام وزاره الدفاع ؟؟!!!!!!!!!!!!!!
لم يسال احد من هؤلاء الذين يقتلون خيره شبابنا ولكن السؤال كان لماذا ذهب هؤلاء الى الاعتصام فى العباسيه !!!!!!؟؟؟؟؟؟
والان وبعد تلك المذابح
يستعد العسكرى لاجراء الانتخابات لانه ببساطه الرئيس القادم هو شفيق وستعلن النتيجه من اللجنه العليا وطبعا قرارات اللجنه العليا غير قابله للطعن وبالتالى يكتسب شفيق وضعا قانونيا ومن اجل الحبكه الدراميه والاخراج البارع ليس هناك مانع من الاعاده بين عبد المنعم ابو الفتوح وشفيق ثم ينجح شفيق
عند اعلان هذه النتيجه ستشتعل شوارع مصر وهذا ما يعلمه العسكرى تماما ولكن سيدفع العسكرى بالبلطجيه والجهلاءوسط المتظاهرين وسوف يستخدمون سلاح القتل والترويع للمتظاهرين وسيعتقل الالاف وسيموت الالاف وسيتم الصاق التهمه بالاخوان والسلف وسيلقى بقيادتهم فى السجون وتنتهى الثوره وتحكم مصر بالحديد والنار مع شن حمله شعواء على الاسلاميين والثوريين الحقيقين من حملات تشويه وعماله وتمويل اجنبى وانحلال اخلاقى وخلافه وكل ما يريده العسكرى من ذلك هو انقسام الناس على هؤلاء الصفوه فقط الانقسام حتى يستطيع السيطره
ولكن مهلا فيمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
اللهم اجعل كيدهم فى نحورهم ومكن لدينك فى الارض ولا حول ولا قوه الابالله العلى العظيم