31 أيار , 2010
دمشق-سانا
تشارك سورية اليوم دول العالم احتفالاتها باليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي جاء بالتزامن مع تطبيق المرسوم التشريعي رقم 62 الخاص بمنع التدخين وبيع منتجات التبغ وتقديمها في الأماكن العامة في وقت تصنف فيه منظمة الصحة العالمية التبغ اكبر تحد للصحة العامة ومسببا لوفاة خمسة ملايين شخص سنوياً بمعدل وفاة كل ست ثوان.
وقال الدكتور رضا سعيد وزير الصحة في تصريح لوكالة سانا إن الوزارة عممت بهذه المناسبة على العاملين بالتثقيف الصحي في مديريات الصحة بالمحافظات للقيام بأنشطة تثقيفية توعوية حول مخاطر التدخين على المدخن و المخالطين ورفع مستوى الوعي الصحي لدى كافة الفئات المستهدفة و الحد من انتشار التدخين والعمل على تشجيع المدخن للإقلاع عنه لافتا إلى أهمية التعاون مع فعاليات المجتمع المحلي للتوعية والتثقيف في هذا المجال.
وأشار وزير الصحة إلى أن المرسوم 62 سيسهم في خلق جيل يعي أنماط الحياة الصحية ويناهض ظاهرة التدخين كما سيكون له أثر كبير في حماية الأشخاص غير المدخنين من أخطار التدخين ولاسيما الأطفال والنساء اللواتي هن في سن الإنجاب والشباب المراهقين إضافة إلى أنه يبين مدى الالتزام بالاتفاقية الإطارية الخاصة بمكافحة التدخين الموقعة مع الأمم المتحدة.
ولفت الوزير سعيد إلى ان الوزارة تعد لإجراء دراسة ميدانية نوعية بالتعاون مع وزارة التربية ومنظمة الصحة العالمية حول واقع استخدام منتجات التبغ في المدارس و العاملين في المؤسسات التعليمية لتوفير قاعدة بيانات ووضع خطة وطنية لمكافحة التدخين موضحا أن اللجنة السورية لمكافحة التدخين ستقوم بإجراء دراسات حول واقع التدخين لوضع خطط مستقبلية شاملة للتصدي لهذه الظاهرة.
وبين وزير الصحة ضرورة التكامل بين تطبيق المرسوم 62 والتثقيف والإعلام الصحي بالتعاون مع الجمعيات الاهلية المعنية بالصحة لإيصال المعلومة للفئات المستهدفة مشيرا إلى أهمية التركيز على فئات المراهقين و النساء نظرا لانتشار ظاهرة تعاطي التبغ بين هذه الفئات.
واوضح ان التدخين يسهم في مضاعفة نسبة الوفيات في أمراض القلب و الأوعية الدموية التي تشكل 38 بالمئة من نسبة الوفيات في سورية والأمراض التنفسية التي تشكل نسبة 17 بالمئة إضافة إلى أن التدخين يعتبر سببا رئيسيا في عدد من أنواع السرطانات التي تشكل 12بالمئة من نسبة الوفيات في سورية.
واختارت منظمة الصحة العالمية الجندر والتبغ لموضوع اليوم العالمي لمكافحة التدخين لهذا العام على اعتبار أن مكافحة وباء التبغ بين النساء تشكل جزءاً هاماً من أي إستراتيجية شاملة لمكافحة التبغ حيث سيوجه اليوم العالمي اهتماما خاصا بالآثار الضارة لأنشطة تسويق التبغ التي تستهدف النساء والفتيات.
وذكرت المنظمة في تقريرها بهذه المناسبة أن النساء يشكلن نسبة 20 بالمئة تقريباً ممن يدخنون التبغ والبالغ عددهم أكثر من مليار شخص في العالم ، ومع ذلك فإن هذه النسبة آخذة في الارتفاع كما يشير التقرير الجديد الصادر عن المنظمة والذي يحمل عنوان المرأة والصحة بيانات اليوم وبرنامج الغد إلى البيانات الدالة على أن أنشطة الإعلان عن التبغ أصبحت تستهدف الفتيات أكثر فأكثر حيث تظهر البيانات الواردة من 151 بلدا أن 7 بالمئة من المراهقات يدخن السجائر مقابل 12 بالمئة من المراهقين وفي بعض البلدان يساوي عدد الفتيات المدخنات عدد الفتيان المدخنين تقريبا.
وذكرت مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، أنه لا غنى عن حماية صحة المرأة وتعزيزها من أجل توفير الصحة وتحقيق التنمية للجيل الحالي وللأجيال القادمة أيضا.
وتشير المنظمة إلى أن أحد الأسباب التي تدفع المرأة للتدخين محاولة دوائر صناعة التبغ جعل النساء يعتقدن أن التدخين علامة من علامات الحرية كما يعتقد كثير من النساء بالخطأ أن التدخين وسيلة جيدة للحفاظ على الرشاقة منوهة بأن احتمالات معاناة المدخنات من العقم ومصادفة صعوبة في الحمل أكبر لدى المدخنات منها لدى غير المدخنات كما يزيد التدخين مخاطر الولادة ووفاة الوليد وقد يتسبب في تقليل حليب الأم إضافة إلى أنه يزيد مخاطر إصابة المرأة بسرطانات عديدة بما في ذلك سرطان الفم والبلعوم والمريء والحنجرة والمثانة والبنكرياس والكلى وعنق الرحم، وكذلك سرطان الدم النقي الحاد وهناك صلة محتملة بين التدخين الإرادي وبين الإصابة بسرطان الثدي قبل سن انقطاع الحيض. وأشارت المنظمة إلى أن حملة اليوم العالمي للامتناع عن التبغ 2010 ستركز على حماية المرأة من أنشطة تسويق التبغ التي تستهدفها اضافة إلى حماية الفتيان والرجال من الوسائل التي تتبعها شركات التبغ كما اعتبرت المنظمة في تقرير آخر صدر في عام 2007 بعنوان فرز البيانات .. نوع الجنس ومكافحة التبغ أن كلا من الرجال والنساء يحتاج إلى معلومات كاملة عن آثار تعاطي التبغ وبالتالي ضرورة الحماية المتساوية من أنشطة الإعلان والتسويق الموجهة إلى كل منهما.
وتحتفل منظمة الصحة العالمية، في 31 أيار من كل عام، باليوم العالمي للامتناع عن التدخين والذي أقرته في عام 1987 بغرض تسليط الأضواء على الأخطار الصحية الناجمة عن تعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة كفيلة بالحد من استهلاكه حيث يمثل تعاطي التبغ ثاني أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمي بعد فرط ضغط الدم وذلك بحسب إحصائيات المنظمة.
دينا سلامة -عقيل ديوب