مؤخرة سما المصري لمحاربة الصهيونية
د. فايز أبو شمالة
أعتذر للقارئ عن العنوان، ولكن حين تكون مؤخرة سما المصري هي محور الارتكاز لمحاربة الصهيونية، فإنني سأقول: أبشروا بطول سلامة أيها الصهاينة.
تقول لميس جابر عضو حزب الحركة الوطنية المصرية برئاسة الفريق أحمد شفيق: أنا لم أعد مؤمنة بالقضية الفلسطينية، لأنها ماتت، ولم يعد لها وجود، بعد أن باعها أصحابها، وأضافت لقناة الفراعين: إن حماس لم تقتل إسرائيلياً واحداً، ولكنها تعمل بطلة على مصر.
كلام لميس جابر ينسجم مع حالة الانقلاب على الشرعية، وهو منطقي جداً وفق النهج المتبع لنظام مبارك الذي امتد لأكثر من ثلاثين عاماً، ولكن ما هو غير المنطقي أن تهاجم الراقصة سما المصري الصهاينة، وأن تتحدى أمريكا، وذلك لأن أول أهداف الصهيونية هو إسقاط المجتمع العربي أخلاقياً، من خلال الاستعراض بمؤخرة سما المصري، ورجرجة صدرها الاستيطاني، وتثني بطنها الاستعماري، الذي يغتصب عقول الشباب.
لا يحتاج الإنسان إلى ذكاء شديد كي يدرك أن رسالة الإعلام ـ الذي تقوده الراقصة سما المصري وأمثالها ـ يحرص على توظيف عداء الجماهير العربية للصهيونية لتنفير الناس من حركة الإخوان المسلمين، وذلك من خلال الإدعاء الكاذب بكراهية أمريكا، ثم المبالغة في شتم إسرائيل، ليصير ربط كل ذلك بشكل خبيث مع الهجوم على حركة الإخوان المسلمين.
ويكفي الشعب المصري حزناً أن الراقصة سما المصري قد أطلقت على فضائيتها اسم "الفلول" وهذا بحد ذاته يمثل أكبر تحقير وإهانة لشهداء ثورة 25 يناير وما بعدها، لذلك قسمت الراقصة سما المصري برامج فضائيتها إلى ثلاث فقرات، فقرة تبدأ بالرقص وهز المؤخرة على كلمات نابية، بعد ذلك تنتقل لعرض مشاهد من بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر، على أنغام أغنية الشيخ إمام " واه يا عبد الودود يا رابض ع الحدود" مع التركيز على صورة المشير السيسي، لتأتي بعد ذلك فقرة الردح والتشهير والتشويه والتحقير والتصغير والتدوير والتحوير لفكر جماعة الإخوان المسلمين. وهكذا دواليك.
الفكر الثاقب لا يواجه إلا بفكر سديد، والنهج السياسي لا يحاصره إلا صاحب أفق بعيد، والرأي الصائب لا يواجه إلا برأي رشيد، وقد أخطأ من ظن أن إعلام سما المصري سينجح في تنفير الناس من حركة الإخوان المسلمين، وذلك لأن مزاج الشعب المصري يدرك أن المرأة التي تطرح لحمها على الفضائيات بشكل أرخص من لحم الحيوانات المعروض لدى جزاري مصر، هذه المرأة تفضح التوجه الفكري والسياسي لمشغليها، ولن تكسب لمناصريها إلا عداء الشعب المصري، الذي يحقد على أمريكا، ويحتقر صاحب كل مؤخرة تهتز بالأفكار الصهيونية الهادفة إلى تخريب العقول، وتدمير النفوس، والتأثير على وعي الإنسان العربي بالسلب والكرب.