مكثت في الفندق -- انظرمن الشرفه الى لون البحر ومنظر الغروب كان منظرا شاعريا بكل معنى الكلمه - سيارت تعبر
الشوارع لا تأبه بشيء - سيارات فارهه - لا شيء اسمه قديم
كل شيء حديث حتى العادات حديثه - واللغه باتت حديثه
اشكال البشر هي الاخرى حديثه -- اليوم الاول مر بصمت وترقب
والثاني كذلك --
طلبت فنجانا من القهوه الى غرفتي واذا بشاب وسيم يرتدي بدله
يقدم القهوه بصمت وادب أجم - سألته - فروم وير يو -- فاجاب
فروم جوردن -- هلا والله -- قلتها في نفسي -- وحز في بالي بعض الحزن ان يكون هذا الشاب ابن جلدتي يقدم القهوه والشاي
ونحن اللذين تربينا على الكرامه - لكن ليس عيبا ولا حراما -
يكسب قوته من عرق جبينه رغم تواضع المهنه --
اخذنا وتبادلنا اطراف الحديث -- في المساء اشار الي انه ذاهب
الى --- اذا احببت ان ارافقه - صراحه ( الدم بيحن ) قلت لا مانع لدي -- المسافه قريبه لا تتجاوز الساعه بالسياره - توكلنا على الله -
قلت له اريد ان ارى تلك البلد على حقيقتها -- قال خيرا -- على مشارف تلك الاماره ازدحام للسيارات لم اشاهده في حياتي - ازدحام يقدر ب 5 كليو من المترات - انه الليل وما اجمل تلك المدينه في الظلام انها تتلآلأ بنايات شاهقه وابراج عظيمه - ومياه وخضره واشجار والجو في مثل هذا الوقت بارد عليل
محلات ومعارض مغلقه لعدم وجود زبائن - عمارات مهجوره
ارصفه خاويه لا يوجد الا صوت السيارات التي يحكمها نظام فريد من نوعه عالميا - لم اشاهده في بلد اخر - رم الازدحام الا انه لا توجد حوادث ولا تجاوزات --الكل يسير في مسربه حسب
الاصول - شيء جميل -
مررنا في سط البلد -- الليل يكسوه سكون ونسمات عليله تلفح
وجهي - قلت له يقولون انها بها انحلال خلقي واماكن غير لائقه
ولكننا لا نرى شي - قال مهلا سوف ترى --
ذهب بي الى شارع طويل لا يوجد به متر الا وبه لمسه من الجمال - واذا بنساء من ك الملل وبكل الوان الطيف - ومن كل الجنسيات عاريات - لسن كاسيات -بل عاريات قال سوف ندخل الان لاحد الفنادق قلت خيرا -
دخلنا الردهه -- لاجد نفسي اما 3 يافطات - الاولى ( نادي ليلي روسي ) الثانيه ( نادي ليلي هندي )الثالثه( نادي ليلي عربي )
قال لي كل الفنادق هنا على تلك الشاكله -
قلت له لندخل العربي - فنحن عرب ويجب ان يكون لدينا انتماء
واشهد الله تلك المره الاولى في حياتي التي ادخل مثل هذه الاماكن
يا لهول ما رأيت -- لا اجد كلمات اصف بها الموقف - وتخونني لغة التعبير في وصف الحادثه -- كل الالوان وكل الاشكال - اشكال العهر - واشكال الانحطاط - جلسنا على طاوله صغيره
فالمكان مكتظ والواقفين اكثر من الجالسين - قال لي ماذا تشرب
قلت له قهوه وسط - ضحك وقال قهوه وسط - قلت نعم قهوه وسط - سالنا النادل عن طلبنا قال نعم يوجد قهوه - وعلمت ان من يثقل في الشرب يجب ان يشرب فنجانا من القهوه - يعني وجود القهوه لغايه وليست من ضمن المشروبات - ماذا اقول
والله يعجز لساني - كل ما تتخيلو من فساد وعهر وانحطا ط
موجود - لا مكان للعفه - النساء للاسف عربيات مسلمات -
قال لي صديقي هنا يأجرون الغرف بالساعه - قلت له كيف بالساعه - قال لو اعجبتك فتاه عادي جدا ان تحجز غرفه لساعه
او ساعتين وتقضي منها وطرا -- والامر عادي جدا - وليس بالمكلف - قلت له متاكد قال نعم - قلت له هل انهيت قهوتك قال نعم - قلت في نفسي حسبي الله ونعم الوكيل - هيا بنا لنخرج -
قال حسنا -- طبعا تعرضنا لبعض صنوف الاغتصاب النظري
من قبل الحسنوات اللواتي يسعين على ارزاقهن - في مواخير الظلام وسرادق البغاء - سحقا - لذاك الرزق - وسحقا لهذا الانحطاط -
تجولنا بعدها وذهبنا الى جزيره بنيت في البحر - وعندما تسلك النفق هناك يكون البحر من فوقك وانت تمخر عباب البحر على اليابسه -- ياااااااااااااه - اذهلني ما رأيت وتذكرت قول الله جل وعلا - وصفا مدينه عاد بقوله ( التي لم خلق مثلها في البلاد )
فعلا تلك الجزيره لم ارى عن نفسي مثلها في البلاد - وفي اخر
الجزيره مكاان يدعى اطلانتس - قال لي صديقي هذا ثامن اعجوبه في العالم - الحيطان والجدران بها اسماك مكن كل نوع
تسبح كانها في بحرها
لوحات ولوحات -- لم اشاهد بمثل جمالها -- حقا انها اعجوبه
السمك يجرى من خلف الجدران - مدينة الزجاج تتخيل نفسك
وسط البحر والاسماك من حولك ----
وعلى شاطيء البحر لك ان ترى كل شي - من عشاق وبنات ليل
المهم في هذه البلد لا يوجد شي ممنوع سوى ان تقيم صلاة الفجر بالميكرفون حرصا على راحة الناس - هنا لا يوجد ممنوع
الا ان تطيل خطبة الجمعه - وان اطلتها سوف تغادر البلاد - هنا لا يوجد ممنوع سوى ان تتنوع خطب الجمعه فالخطبه في كل المساجد واحده -- هنا ممنوع ان تتكلم باي حلال وحرام فهذا ليس من اختصاصك - هنا ممنوع ان تعترض -- هنا فقط انت
مثل الآله مبرمج -- ساعات عملك وساعات نومك - وحتى رؤيتك لاهلك كل هذا مبرمج -
تأملت في اسم ربي الصبور - ايقنت حقيقه انه صبور - ( ولو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا - وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا ) صدق الله العظيم
أ هي بلاد الاسلام -و هذا هو واقع الامه - هكذا نفعل بنعمة ربنا علينا -- تذكرت جياع غزه وتذكرت اناس لا يجدون ما ياكلون
تذكرت الفساد في بلدي فقلت بحسره نحن في نعمه ليس عندنا
فساد - ولو اجتمع فساد الامه العربيه كلها ما بلغ معشار فساد
تلك الاماره -
وعجبا للصمت - اخواني انها الحضاره - انه الاستثمار الحقيقي
في اجساد البغايا
ولكن صدق ربي حين قال ( لتسألن يومئذ عن النعيم ) حقا سوف نسال --
لا زلت في تلك الامارات اقبع حتى تلك الحظه -- والحمد لله على نعمة الاسلام -