السلام عليكم
نص منقول للفائدة
سؤال
هل لقى نبي الله موسى النبي شعيب-عليهما و على نبينا الصلاة والسلام-؟
و السؤال سببه تفسير الامام القرطبي لهذه الاية في سورة يونس74
ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ
فقال الامام
رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ
كَهُودٍ وَصَالِح وَإِبْرَاهِيم وَلُوط وَشُعَيْب وَغَيْرهمْ .انتهى كلامه رحمه الله
ثم اذا قرات فضيلتكم قول الله بعدها
ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ
(ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ)
فعلى تفسير القرطبي لم يلتقيا و لم يتزوج موسى بابنة شعيب -عليهما السلام-
ام نقول التقيا لان موسى عليه السلام ذهب لمدين و انما مدين اخر امرها الصيحة و يكون الدليل من سورة هود 94-96
وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ
و نقول ان موسى عليه السلام دخل مدين و بعد ان خرج منها جائها عذاب الله و ارسله الله تعالى بالايات؟
و اخيرا اذكر فضيلتكم اني محبكم في الله و داعى لكم بالخصوص عند كل يوم افطر فيه.
جزاكم الله خيرا و متع بكم.
*********
جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت . وشكر الله سعيك ، ويسّر لك أمرك ، واصل حلك بالَك .
هذه المسألة مما اخْتَلَف فيها المفسِّرون .
قال البغوي في قوله تعالى : (وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) : واختلفوا في اسم أبيهما ؛ فقال مجاهد والضحاك والسدي والحسن : هو شعيب النبي عليه السلام .
وقال وهب بن منبه وسعيد بن جبير : هو يثرون بن أخي شعيب ، وكان شعيب قد مات قبل ذلك بعدما كَفّ بَصَره .
وقيل: رجل ممن آمن بشعيب . اهـ .
وقال القرطبي بعد ذِكْر الخلاف : وأكثر الناس على أنهما ابنتا شعيب عليه السلام ، وهو ظاهر القرآن . اهـ .
وقال ابن كثير في قوله تعالى : (فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) : وقد اختلف المفسِّرون في هذا الرجل : مَنْ هو؟ على أقوال : أحدها أنه شعيب النبي عليه السلام الذي أُرْسِل إلى أهل مدين . وهذا هو المشهور عند كثيرين، وقد قاله الحسن البصري وغير واحد ...
وقال آخرون : بل كان ابن أخي شعيب .
وقيل : رجل مؤمن من قوم شعيب .
وقال آخرون : كان شعيب قبل زمان موسى عليه السلام بمدة طويلة ؛ لأنه قال لقومه : (وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) ، وقد كان هلاك قوم لوط في زمن الخليل عليه السلام بِنَصّ القرآن ، وقد عُلم أنه كان بين موسى والخليل عليهما السلام مدة طويلة تزيد على أربعمائة سنة ، كما ذَكَره غير واحد .
وما قيل : إن شعيبًا عاش مدة طويلة ، إنما هو - والله أعلم - احتراز مِن هذا الإشكال ، ثم مِن المقوِّي لكونه ليس بشعيب أنه لو كان إياه لأوشك أن يُنصّ على اسمه في القرآن هاهنا .
وما جاء في بعض الأحاديث من التصريح بِذِكْرِه في قصة موسى لم يصح إسناده ... ثم من الموجود في كتب بني إسرائيل أن هذا الرجل اسمه : " ثبرون " . اهـ .
واستدلّ بعض المفسِّرِين بقول شُعيب عليه الصلاة والسلام لقومه : (وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) على أن شُعيبا كان قريبا من زمان لوط عليه الصلاة والسلام ، وهذا مما يُستبعد معه لقاء موسى عليه الصلاة والسلام لِشعيب عليه الصلاة والسلام .
وهذا ليس فيه دليل لاحتمال أن يكون القُرْب النسبي أو المكاني .
قال البغوي : (وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) وذلك أنهم كانوا حديثي عهد بهلاك قَوم لُوط .
[وقيل : معناه : وما دار قوم لوط منكم ببعيد ، وذلك أنهم كانوا جِيران قومِ لوط . اهـ .
وهذا الخلاف لا ثمرة له ، ولا سبيل في الترجيح بين القولين إلاّ ببينة .
قال ابن جرير الطبري : وهذا مما لا يُدرك عِلْمه إلاَّ بِخَبر ، ولا خَبر بذلك تجب حجته . اهـ .
والله تعالى أعلم .