من ميزات وعيوب المنتديات الأد بية والثقافية العربية
سيعلق البعض لم استخدمت من التي تفيد التبعيض؟ الإجابة بسيطة وهي أنني غير ملم بكل المميزات
والعيوب التي بتلك المنتديات إلا من وجهة نظري وواقع خبرتي المحدودة فقط وسوف أقوم بسرد كلٍ منهما تباعاً بإذن الله تعالى
ولسوف أبدأ بسرد أهم المميزات التي رأيتها وهي:
:
1ـ الإمكا نية اللامحدودة:
تضع المنتديات الأدبية أمام أعضائها إمكانات وطاقات عظيمة للنشر والتعبير عن الرأي وعرض
الإبداع على أكبر عدد ممكن من قراءها بطريقة تضمن التساوي بين الأعضاء وتحقيق العدالة وتلك
الإمكانات لايستطيع الأديب توفيرها لنفسه حيث أنها ذات كلفة عالية جداً ولاشك أن تلك الإمكانات توفر
للهواة والمحترفين منبراً لتبليغ أصواتهم وإبداعهم للقراء دون عناء.
2ـ القضاء على النظرة الضيقة:
بمجرد أن يضع المبدع إبداعه الذي كتبه من وجهة نظره إلا تنهال عليه الردود المختلفة من أفراد شتى
في تعليقات على إبداعه فتتضح له زوايا وجوانب أخرى لم يكن ملتفتاً إليها فيتسع إدراكه وتتسم نظرته
شيئاً فشيئاً بالشمولية مستفيداً من ردود غيره من الأعضاء الذين لايربطهم به إلا هدف إثراء الأدب
وتحقيق الفائدة .
3ـ التنافس الحر:
هي ميدان رائع للتنافس الحر الشريف في نشر الإبداع والتسابق فيه ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )
فلا يوجد إثراء في مجال من مجالات الحياة إلا بالتنافس وهنا مساحة التنافس واسعة جداً تشمل كل
مبدع عربي.
4 ـ تنمية القدرات الذاتية:
وتنمى قدرات كل مبدع بالإطلاع على إبداع غيره والاستفادة منه في إثراء ثروته اللغوية والأدبية
بقراءة صور بلاغية جديدة وتعبيرات جديدة وإنتاج جديد .
5ـ الإحساس بفوائد المشاركة:
فيشعر كل عضو بأنه في مجموعة كبيرة يهتم بأمر أعضائها ويهتمون به ويتحدث معهم ويتحدثون معه
فيعالج ذلك مشاكل كثيرة كالانطواء والرهبة واللجلجة ويحدث ذلك نمواً اجتماعيا ملحوظاً لدى
الأعضاء يوماً بعد يوم فالمنتدى هو مجتمع كبير ينضم إليه العضو فيشعر بدفء الانتماء .
6ـ التحفيز والتشجيع :
ويتأتى ذلك للأعضاء عن طريق مدح مساهماتهم وبيان نقاط القوة فيها ومن خلال إعجاب الأعضاء
وتعبيرهم عن ذلك الإعجاب بالردود على مشاركة العضو وذلك يسهم في نمو العضو أدبياً وإعطائه
القوة الدافعة لتطوير ذاته.
7ـ حاضنة المواهب:
وهي الميزة الأهم للمنتديات حيث أنها تقوم بالكشف عن المواهب الأدبية والفلتات من تلك المواهب في
جميع مجالات الأدب من شعر ونثر ومقالة وغيرها وذلك يتأتى عند سماح تلك المنتديات بنشر الأعمال
الأدبية للمواهب على الشبكة العنكبوتية.
ولسوف أكتفي بتلك الميزات مع أني أعلم أن غيرها كثير لأبدأ بسرد العيوب والتي من وجهة نظري
لاتقل أهمية عن ذكر الميزات فبمعرفة العيوب وتسليط الضوء عليها نستطيع تلافيها ثم عدم الوقوع
فيها بقدر الإمكان مستقبلاً وهذا هو النمو ( رحم الله امرءً أهدى إلي عيوبي ) فبيان العيوب ليس عيباً
ولكن هو هدية لأن به محاولة الوصول للكمال الذي نعلم مسبقاً أننا لن نصل إليه فالكمال لله وحده ولكن
نفوز بشرف المحاولة.
فبوجود العيوب يتضح نقصان العمل وببيانها وتلافيها يكمل ذلك العمل الكمال البشري وهكذا نظل ننمو
وننمو ونتطور إذا وقفنا وقفات مع النفس لإظهار العيوب وعلاجها .
ومن عيوب المنتديات الأدبية والثقافية :
1ـ المبالغة في المديح:
فلاتجد رداً على أبسط أعمال المبتدئين إلا ويحمل جملاً من المديح المبالغ فيه والذي لايستحقه العمل
أصلاً . والمدح في حد ذاته ليس عيباً فقد أوضحنا أن له دور في التحفيز والتشجيع والتواصل وإحقاق
الحق لأصحابه فالعمل الجيد يمدح نفسه والإبداع لايسع أي مطلع عليه إلا أن يقول : الله الله عملٌ رائع ًولكن للمدح حدود وهي المصداقية وعدم المبالغة والإجرائية ( المدح الموضوعي )وهو إظهار
نقاط القوة في العمل الأدبي بالدليل
ولقد لاحظت من خلال تصفحي لأقسام موقعنا المبارك أحد الأعضاء لاتكاد أديبة معينة أن تضع أحد
إسهاماتها إلا ويمطرها بوابل من عبارات المديح المبالغ فيه والذي يفقد في بعض الردود معناه حتى أن
القارئ يتخيل أن تلك الأديبة قد أقامت سور الصين العظيم أو هي من بنت أهرامات الجيزة أو أن
إنتاجها من المعلقات السبع الشهيرات . وهذا بالطبع يفقد العمل الأدبي معناه ويحوله إلى تابلوه
للمجاملات الفارغة التي ليس من ورائها أي طائل.
2ـ الشللية والجروب :
تلك الملاحظة ظاهرة عامة في كل المنتديات الأدبية واضحةً للعيان لمن يتأمل مشاركات الأعضاء
على مدى فترة معينة ، يجد أنه بمجرد أن الأديب فلان أو الأديبة فلانة وضع إحدى مساهماته أو وضعت
إحدى مساهماتها نفس الأعضاء بنفس الكلمات ونفس التعليقات دون النظر لاختلاف المعنى في العمل
أو غير ذلك أو النظر للعمل نفسه ماذا فيه؟ وكأنها أكليشيهات حفظوها لزميلهم أو زميلتهم في الجروب
الذي أنشأوه داخل الموقع حتى أني في بعض المشاركات لأعضاء بعينهم توقعت من سيعلق على
النص وبأي شيء سيعلق وكان ماتوقعته وتلعب الجوالات في ذلك دوراً كبيراً
تلك الظاهرة تفقد الردود مصداقيتها أيضاً وتحولها إلى تبلوه من المجاملات لاطائل من ورائها.
3ـ غياب النظرة الناقدة :
على الجانب الآخر اطلعت على عدد هائل من المشاركات المتنوعة من مختلف الأقسام فوجدت أن
نصيب الردود الناقدة للعمل الأدبي ضعيف جداً فغلبة المجاملات والمديح والتعليقات السطحية التي
لاتمس النص من قريب أو بعيد قد جعلت النظرة الناقدة تنزوي وتتقوقع مع أن الهدف من وضع العمل
الأدبي على الموقع في الأساس هو نقده لكي يتم تحسينه والرقي بمستواه فالنقد هو ذروة العمل الأدبي .
4ـ اعتبار النقد تجريحاً:
وتلك الظاهرة لمستها بنفسي ، فكثيرٌ من المبدعين يعتبرون أن نقد أعمالهم تجريحاً لهم وإهانة
لأعمالهم وإنقاصاً من مستواها . بالله كليكم متى كان النقد الموضوعي انتقاصا للنص ؟ إن النقد الأدبي
رفعةً للنص وسمواً له ومحاولة لإقالة عثراته حتى يصل قرب الكمال. ولقد لمست ذلك بنفسي عندما
قامت إحدى المشرفات بذلك الموقع المبارك بحذف ردي على أحد أعمالها الأدبية مرتين لالشيءإلا أن
الرد يشمل على نقد موضوعي على ذلك العمل مع أنني قد عدت مراراً وتكراراً للمعجم حتى أتأكد من
صدق كلامي فوجدته صحيحاً والسؤال هو : لماذا تحاول الأديبة المداراة على أخطائها كالنعامة تدفن
رأسها في الرمال تظن أنها قد أخفت نفسها ؟ ألا يجدر بها أن تسارع لإصلاحها وتلافيها حتى يصبح
النص خالي من تلك النواقص ؟ ألا يعتبر النقد فائدة؟ ألا يعتبر الصبر من الكاتب على تلقى ردود
الأعضاء ضريبة لكتابته التي بمجرد أن وضعها على الموقع صارت ملك الآخرين وليس ملكه وحده.
5ـ خمول كثير من الأعضاء:
وتلك ظاهرة تفقد الموقع طاقة جبارة كان سيحصل عليها لو نشط جميع أعضاؤه ففي كل قسم تجد بعض
الأعضاء نشيطين بشدة ملحوظة يتم تمييزهم عن غيرهم بسهولة إنتاجهم متلاحق ومتسارع ولكن
هناك كثير من الأعضاء لاتقرأ اسمه إلا على شاشة الأعضاء في ذيل الصفحة أي أنه يتصفح فقط دون
إسهامات أو إبداعات وتلك الظاهرة من وجهة نظري هي التي ساعدت على ظهور الشللية فالعضو
النشيط التف حوله عدد من الأعضاء فكونوا جروباً وذلك يرجع لخمول الأعضاء الآخرين عن
المشاركة فيما يطرح من مساهمات فتجد مساهمات قيمة وليس عليها تعليق أو عليها تعليق واحد
أو اثنين.
6ـ تغلب موضوعات للطرح على غيرها:
فتجد الأغلب الأعم من المساهمات خاصة في الشعر الفصيح وبوح المشاعر والشعر العامي على
موضوعات الهيام بالآخر والغزل بأنواعه مع ترك النصيب الضعيف لأغراض الشعر الأخرى الهامة
جداً وهذا يتناقض وحال مجتمعاتنا التي تعج بالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية و... فمن يقرأ إحدى
القصائد يظن للوهلة الأولى أن مجتمعاتنا صارت بلا مشاكل فلا يوجد جائع ولامتشرد ولاعريان وأن
الجميع نظرتهم وردية والبساط أخضر والدنيا ربيع والجو بديع ـ مع الاعتذار لروح الفنانة سعاد حسني
ـ مع أن العكس هو الواقع فمشاكلنا لاحصر لها ومصائبنا تترى تراه يخطئها العدد ، وماكان عظماء
الشعراء والكتاب في العصر الحديث كأحمد شوقي والبارودي وحافظ وإيليا أبي ماضي وغيرهم يتحدثون
في السواد الأعظم من إبداعهم إلا في قضايا أمتهم ومجتمعاتهم فالأدب إبن المجتمع ووليده فكيف
ينفصل عنه ويظل يتحدث في أشياء لاتهم حياة السواد الأعظم من البشر شيئاً فالإنتاج الأدبي لابد أن
يصير واقعياً لاهلامياً لايمت للواقع بصلة وقد حضرت لذهني واقعة رفض إحدى المشرفات لعمل أدبي
عن ( الخيانة الزوجية ) مع أهمية الموضوع وندرة الطرح شعراً والسبب..... بالطبع لايوجد أبداً مايبرر
عدم طرح هكذا موضوع فهي قضية هامة جداً.
ً
7ـ ضعف اللغة ومستوى الإملاء :
أحببت أن أبدأ بذلك العيب أولا ثم تراجعت ووضعته آخراً خجلاً . لاأدعي الكمال ولاأدعي الإجادة ولكن
بقدر الإمكان أتحرى الدقة في الكتابة ولكن ظاهرة تدني مستوى اللغة وشيوع الأخطاء الإملائية حتى
عند بعض المشرفين على الأقسام الذين يعتبرون قدوة لغيرهم من الأعضاء فالمشرف بقرار إدارة
المنتدى تعيينه مشرفاً أصبح قدوة لغيره ، ناهيك عن أخطاء الأعضاء الكتابية واللغوية والنحوية فلقد
عانيت من الرد على ردود لبعض مساهماتي وذلك باقتباس الرد وإصلاح الأخطاء الواردة فيه للمشرف
أو المشرفة في النسخة المقتبسة وهذا عيب كبير ففاقد الشيء لايعطيه والذي في مركز القدوة لابد أن
يكون قدوة بحق
والأخطاء الكتابية تشين العمل الأدبي وتدني مستواه ، ولقد وجدت في معظم المنتديات الأدبية العربية
ـ إن لم يكن كلها ـ أقسام للنحو والصرف والأخطاء الإملائية وعيوب الكتابة وهذا جهد طيب ولاعذر
بعده لأحد فالماء موجود وتشتكي العطش كيف ؟
ويحضرني شيء للفكاهة أني وجدت تعليقاً من مشرف على مساهمة زميلته على أخطائها الكتابية
الصارخة يرجع تلك الأخطاء للكي بورد ذلك المتهم البريء وعلى السرعة في الكتابة . فتأمل ماذنب
الكي بورد ياأخي؟ هل قال لتلك المشرفة أن تخطأ؟ أم أجبرها على الخطأ؟ هذا شيء عجيب أن نرجع
الخطأ لآلة عجماء تكتب مايملى عليها .
وفي الأخير أعزائي لاأدعي أنني قد شملت الموضوع بحثاً فهو موضوع كبير ولم أحدد الأسباب التي
أدت إلى ظهور تلك الظواهر فالمدة التي راقبت فيها الإنتاج الأدبي على المنتديات قصيرة بالمقارنة
بأهمية ذلك الموضوع فتركت البحث عن الأسباب وبيانها للأعضاء الذين يودون المشاركة على
الموضوع
كما تركت الحلول الجزئية والكلية لتلك الظواهر المرضية والتي تعيق العمل الأدبي وتهدر بعض ماينفق
عليه لمشاركات إخواني أيضا إثراءً للبحث ولكن في الختام أنوه إلى أنه لايوجد عيب لايمكن تلافيه
ومن وجهة نظري العلاج بالآتي:
1ـ تسليط الضوء على العيب والاعتراف بوجوده والإحساس أنه مشكلة معوقة
2ـ تحديد أسباب حدوث الظاهرة تحديداً واضحاً ( الظاهرة هنا هي العيب عندما يتكرر ويتكرر)
3ـ وضع الأسس الصحيحة للعلاج بناء على معرفة الأسباب فالقضاء على السبب يجعل العيب يتلاشى
4ـ التدريب على العلاج والمسايرة عليه فذلك التدريب كفيل بعلاج كل عيب وثبر كل غور بإذن الله تعالى
إسماعيل إبراهيم
يتبع ,,,,,