بسم الله الرحمن الرحيم
مكانة المرأة في الإسلام
د. ضياء الدين الجماس
1- التكريم في الخلقة : لقد كرم الله تعالى الإنسان ذكوراً وإناثاً في تقويم صورتهما وفق كمال خلقته وتصويره فأعطى لكل منهما صورة جمالية بديعة وزود كلاً منهما بالعقل والعاطفة وكلفهماً معاً بالإيمان به ومحبته والعمل الصالح كدليل على ذلك.
2- التخصص في التكليف لا يقلل من مكانة الرجل عن المرأة أو العكس ، ولا تفاضل بين البشر إلا بالتقوى بغض النظر عن الجنس أو العرق أو اللون.
3- إن تكليف المرأة في الدنيا حسب وظيفتها البنيوية الفيسيولوجية تقوم أساساً على الإنجاب ورعاية الأطفال منذ ولادتهم حتى البلوغ ( الأمومة) وتنشئتهم على الأخلاق الحميدة , ونظراً لخطورة هذه المهمة فقد أوجب الله تعالى للأم الصالحة الجنة ( إذا أدت فروضها وأطاعت ربها ) . ولذلك أعفاها من مسؤولية القوامة على البيت والجهاد تكريماً لها ولتخفيف الحمل عن كاهلها. ولو كلفت المرأة بالجهاد وقل عدد النساء عن الرجال لفنيت البشرية.
4- أما تكليف الرجل حسب بنيته الجسدية فترتكز على القوامة على شؤون الأسرة وتأمين احتياجاتها من مسكن وملبس وطعام وشراب ومعالجات دوائية وعليه أيضاً مهمة تعليمهم .وقد كلفه الله تعالى بمسؤولية القيادة لتصريف شؤون الأسرة وعلى الزوجة والأولاد طاعته لتتيسر شؤونهم بتوفيق الله تعالى.
5- فتكليف المرأة والرجل تكليف متكامل لإعمار الأرض وخلافتها جيلاً بعد جيل حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
6- إن اختلاف التكليف يوجب تمايزاً في الحقوق والواجبات بين الزوج والزوجة ، ويحتاج ذلك لبحث مستقل.
الخلاصة : لا تختلف مكانة المرأة عن مكانة الرجل ، ويكون التفاوت بينهما على حسن أداء ما كلف به كل منهما. وأما درجة القرب من الله تعالى فتكون بحسب درجة التقوى والإحسان ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم). ولقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ممن كمل من النساء : آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم.
الأدلة من القرآن والسنة
• وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا
• وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
• يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
• يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
• وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا
• وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
• وفي الحديث
• «النساء شقائق الرجال»
• « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ».