حافظ علي كرامتك في الامتحانات/عمرو خالد
من المعروف أن الله – عزوجل- جعل في الإنسان بعض الغرائز كالأكل والشرب والجنس والكل يعرف ذلك جداً، ولكن البعض لا ينتبه إلي غريزة أخري وضعها الله فينا، أنها الكرامة وتعني أن يعيش الانسان محترماً لا يقبل لنفسه الذل والمهانة.
هذا المعني المهم له علاقة بموسم الامتحانات، هي قصة لشاب جامعي أعرفه جيداً ولنسميه (مصطفي) الذي يحكي قصته قائلاً: كنت لا أذكر، وبالتالي أرسب في الامتحانات، وأعتمد علي الغش في الامتحانات، وذات مرة وفي ليلة الامتحان بدأت أخطط لكيفية الغش في هذه المادة، فدرست غرفة الامتحان جيداً، فكنت أجلس في لجنة الامتحان بجوار شباك فيه (شيش)، أستطيع أن أرمي منه ما أريد، فاتفقت مع صديقي، وقلت له: سأخذ معي ورق امتحان لاختبار قديم، وعندما أستلم ورقة أسئلة هذا العام، سأرميها إليك من الشيش، وأضع الورقة القديمة أمامي، وتقوم بالإجابة علي ورقة الأسئلة وتضعها وراء (السيفون) في دورة المياه، وسأنزل بعد نصف ساعة لأبدل الورقة وأري الاجابات وأحل الأسئلة بسرعة وأنجح.
وعندما بدأت في تنفيذ هذه الخطة، أمسكت بالورقة كي أرميها من الشيش، فبدأت ضربات قلبي تزداد، وبدأ العرق يتصبب مني، وشعرت بأنني إنسان صغير، وأحسست بأنني مُهان وَمُذل، فشعرت بألم نفسي رهيب، وبدأت يدي ترتعش وأنا أترقب التفاف مراقب اللجنة عني كي أرمي الورقة من الشيش، وعندما ألتفت عني، وضعت الورقة في الشيش فمع ارتباكي لم تخرج من الشيش وظلت (محشورة) فزداد الارتباك والعرق، وبعد معاناة نزلت الورقة لصديقي بالأسفل.
فجلست في اللجنة لا أكتب شيئاً لأني لم أذاكر، وبعد نصف ساعة طلبت من المراقب النزول لدورة المياه ، فاشتبه فيَّ لارتباكي، فذهب معي وظل واقفاً علي باب دورة المياه، فشعرت بمدي ذلي ومهانتي، فوجدت الورقة خلف (السيفون) والمراقب واقف أمامي، ومتأكد أني سأقوم بعمل شئ، وظللت علي ذلك 10 دقائق، وفي اللحظة الأخيرة نظر ورائه فأخرجت الورقة القديمة من ملابسي واستبدلتها بالجديدة، وكتبت ونجحت في هذا الامتحان ولكن سقطت في باقي المواد..
ويضيف مصطفي: بعدها شعرت بالاهانة الشديدة، فأقسمت بالله أن أذكر في السنة القادمة وألا أهين وأذل نفسي، فذاكرت واجتهدت ونجحت وتخرجت والحمد لله.
الله العزيز وضع فينا غريزة الكرامة فهو (جل شأنه) لا يرضي لعبادة الذل ولا المهانة، فأحفظ كرامتك ولا تغش في الامتحانات واحترم نفسك العزيزة، وإياك أن تهين نفسك لتحقق بسمل أمل.
للاستماع للحلقة كاملة ادخل علي الرابط التالي :