الطب الشعبي الموصلي في ندوة لمركز دراسات الموصل
متابعة :ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
جميل جدا أن يخصص مركز دراسات الموصل - وهو مركز بحثي يهتم بإجراء دراسات وبحوث حول الموصل تراثا وتاريخا واقتصادا واجتماعا وفنا وفكرا وعلما وصناعة ومعمارا - ندوة عن الطب الشعبي في الموصل ،والتي افتتحت من قبل الأستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي رئيس الجامعة وحضور عدد كبير من المتخصصين والمهتمين بهذا الموضوع الحيوي .
وعلى هامش الندوة جرت عملية تكريم لنخبة طيبة من رموز الموصل في المجالات المختلفة وهو ما اعتاد المركز على القيام به في كل عام دراسي ويدل هذا على اهتمام المركز ومجلس إدارته وفي المقدمة الأستاذ الدكتور ذنون الطائي مديره المتمكن والمتميز حقا بإعطاء كل ذي حق حقه والسعي باتجاه مد الجسور مع من قدم خدمة في مجاله وتخصصه لهذه المدينة المعطاء الولود ..الموصل الحبيبة أم العلا المحروسة بأذن الله تعالى .
وزع المركز على الحاضرين منهاج ندوته وهي بالمناسبة الندوة ال39 وقد انعقدت في قاعة المركز صبيحة يوم 12 نيسان الجاري 2011 .ومما تضمنه المنهاج بحوثا عديدة منها بحث الدكتور محمود الحاج قاسم الموسوم : " التداوي بالأعشاب بين الفوضى والعلاج " وتجدونه قد نشر من قبل صاحبه على صفحات ملتقانا العتيد . وكان بودنا لو تمت الإشارة إلى بقية البحوث أل ((18 )) التالية عناوينها واصحابها :
*الطب الشعبي والأدوية المستخدمة في الموصل للأستاذ الدكتور عادل البكري
*النباتات الطبية والأدوية العشبية للدكتورة ناهدة سعيد حمودي ألجلبي
*استخدام الأعشاب لمعالجة مرضى السكري :دراسة المزايا والعيوب العلمية للدكتور نبيل نجيب فاضل الصيدلي
*الجوانب الفنية لمشروع إنتاج النباتات الطبية في الموصل للدكتور مظفر احمد الموصلي
*الطب الشعبي والطب العلمي :دراسة تحليلية للدكتور عبد الفتاح محمد فتحي
*الطب الشعبي في اسواق الموصل :دراسة ميدانية للأستاذ عبد الرزاق صالح محمود
*العسل بين العلم الحديث والطب الشعبي للأستاذ ليث حمدي الطالب
*جوانب من وسائل معالجة الأمراض في بلاد آشور للدكتورة أزهار هاشم شيت والدكتور صمود حسين علي
*نماذج من الاعشاب الطبية في الموصل والجزيرة من خلال كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية لابن البيطار 646هجرية -1248 ميلادية .
*معالجة بعض أمراض العيون والأسنان والآذان في الطب الأشوري للأستاذة نسرين احمد والأستاذة هيفاء احمد
*الوظيفة العلاجية للمياه المعدنية في الموصل من خلال مؤلفات ياقوت الحموي للدكتورة مها سعيد حميد
*نبات العاقول من خلال كتاب الرحلة النباتية لابن الرومية للدكتور محمد نزار الدباغ
*الطب الشعبي في الموصل منذ أواخر العهد العثماني حتى 1958 للدكتورة عروبة جميل محمود
*الكي في الطب الشعبي في الموصل :عرق النسا أنموذجا للدكتور عبد العزيز الياس سلطان
*الطب الشعبي في الموصل من خلال مجاميع الأستاذ عبد المحسن بك ال شريف بك للأستاذ محمد توفيق الفخري
*الطب الشعبي في الموصل إبان أربعينات القرن العشرين للأستاذ طلال صفاوي ألعبيدي
*بدايات استخدام الأعشاب في علاج الأمراض للأستاذ الحاج عبد الجبار محمد جرجيس
*العطار بين التراث والطب الشعبي للأستاذ عبد السلام طه الوتار
بعد إلقاء البحوث، ومناقشة محتوياتها والمداخلات المهمة قرأت التوصيات التي استنبطت من البحوث ذاتها ومن الآراء التي طرحت في الندوة . ولعل من ابرز ما توصل إليه المنتدون الدعوة إلى ضرورة قيام الجهات ذات العلاقة وبخاصة مؤسسات وزارة الصحة بالعمل على إحصاء جميع العطارين وممارسي العلاج بالأعشاب الطبية الموجودين في الموصل وتسجيلهم رسميا وإجراء اختبار لهم من قبل هيئة طبية منعا لم هو طارئ على هذه المهنة .
كما ان الضرورة تقتضي تدريب العشابين وتحديد الأمراض التي يسمح لهم بمعالجتها وتزويدهم بالاعشاب من خلال جهة متخصصة وعدم السماح لهم بجمع الأعشاب ووصفها بشكل عشوائي وإخضاعهم للمراقبة الصحية واجراء كشوف مستمرة على أدويتهم ووصفاتهم وخلق الوعي بأهمية إيجاد قنوات تعاون بينهم وبين الصيادلة والمتخصصين بالنباتات،وتشجيع مصانع الأدوية على اعتماد الأعشاب والنباتات الطبية ،والتركيز على زراعة مساحات محدودة بالنباتات الطبية لتحريك قناعات المزارعين لمساحات اكبر وتشجيعهم على زراعة نباتات طبية مهمة .
كانت ندوة الطب الشعبي في مركز دراسات الموصل ندوة متميزة بكل المقاييس أسهم فيها أطباء وباحثون في التراث والآثار والكيمياء والزراعة وعلم الاجتماع والتاريخ والحضارة وطب الأعشاب وكم كان بودنا لو حضر الندوة معظم عشابي الموصل والمتخصصون ببيع الأدوية العشبية والعطارين والصيادلة فالموضوع مهم ليس من الجوانب النظرية وحسب بل هو مهم على صعيد الصحة العامة خاصة بعد ان أصبحنا نلحظ كثرة العشابين ،واقتحام عدد من غير المتخصصين هذه المهنة ،وهذا مما ينعكس سلبا على الوضع الصحي للمواطنين وقد يؤدي إلى نتائج خطيرة على المجتمع .أبارك لزملائي عقدهم هذه الندوة وأدعو لهم بالتوفيق والنجاح خدمة لحركة البحث العلمي في عراقنا العزيز