نكسة حزيران وتطور الصناعات العسكرية (الإسرائيلية)
قلم / غسان مصطفى الشامي
مرت 48 عاما على هزيمة العرب عام 1967م التي اصطلح على تسميتها بـ"النكسة"، وما يسميها الكيان الصهيوني حرب الأيام الستة، التي نتج عنها احتلال ما تبقى من فلسطين التاريخية؛ وهي قطاع غزة والضفة المحتلة، كما احتلت صحراء سيناء المصرية حتى قناة السويس، وهضبة الجولان السورية؛ وفي هذه الذكرى سمح الكيان الصهيوني بكشف أسرار الحرب، حيث كان وزير الجيش الصهيوني آنذاك (موشي ديان)، وكشفت البروتوكولات السرية المنشورة جلسات نقاش عقدتها القيادة العسكرية (الإسرائيلية) بحضور الوزراء الصهاينة والقادة السياسيين، قبل أيام قليلة من الحرب، تحدث فيها رئيس الأركان (الإسرائيلي) في ذلك الوقت " إسحاق رابين " حيث قال : (لا يوجد في هذا المنتدى القيادي، وقبل كل شيء أنا شخصيا وبكل تأكيد غالبية الضباط، أي شخص يؤيد الحرب لذاتها، لذلك أنا أعتقد أننا قد نجد أنفسنا في وضع عسكري يفقدنا الكثير من عوامل تفوقنا، وقد نجد أنفسنا في وضع لا أريد أن أعبر عنه بكلمات قاسية لكننا سنواجه خطرا جديا يهدد وجود دولة (إسرائيل)، وستكون هذه الحرب قاسية وعنيفة وكثيرة الخسائر"، كما كشفت الوثائق أن المجرم "رابين" خاطب الوزراء الصهاينة قائلا: " بما أن الجيش المصري متأهب ومستعد في سيناء؛ فإن كل يوم يمر دون أن نهاجم، سيساهم بتخندق الجيش المصري عميقا في المنطقة، وفي حال قررنا ضربه سيكون الأمر أكثر صعوبة، وأعتقد أيضا أن السوريين لن يجلسوا مكتوفي الأيدي، وأنا أشعر بل أكثر من الشعور بأن حلقة عسكرية وسياسية تضيق الخناق حولنا، ولا يوجد أي شخص أو جهة أخرى لتكسر هذه الحلقة من حولنا، ولا يحق لنا الانتظار حتى يَنتج وضع أشد وأقسى إذا لم نشرع بالعمل فورا"، كما كشفت الوثائق السرية أهداف الحرب المتمثلة بتوجيه ضربة قاصمة لجمال عبد الناصر قد تؤدي إلى تغيير وجه الشرق الأوسط ".
أمام هذه الوثائق الخطيرة التي تظهر اليوم بعد مرور 48 عاما على نكسة حزيران، لا زال الكيان الصهيوني في خوف كبير على وجوده، ولا زال يواجه المقاومة الفلسطينية التي تسعى يوميا لتطوير قدراتها العسكرية وامتلاكها الصواريخ والأسلحة الجديدة استعداداً لأي مواجهة جديدة يخوضها العدو الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني .
على مدار 48 عاما من نكسة حزيران لم تغفل (إسرائيل) يوما عن عدوها الحقيقي (الفلسطينيون) ومن يتربص بها من أجل تدميرها، وهي تعد العدة وتطور سلاحها، وتتقدم في صناعة أنظمة عسكرية حديثة، كما تستورد غواصات نووية وأسلحة هي الأحدث تطورا في العالم، وقبل أيام عرض الكيان الصهيوني أسلحة متطورة في معرض للأسلحة أقيم في (تل أبيب) كشف من خلالها عن أرقام جديدة عن صادرات السلاح (الإسرائيلي) إلى جهات العالم الأربع، وخاصة القارة الأفريقية، حيث قام الكيان بتصدير كميات كبيرة من السلاح للقارة الأفريقية، وسجلت صادرات الأسلحة الإسرائيلية إلى أفريقيا ارتفاعا كبيرا عام 2014م بنسبة 40% عن عام 2013م، كما بلغ حجم صفقات السلاح بين (إسرائيل) والدول الأفريقية (318) مليون دولار في العام الماضي، بينما كان حجم الصفقات (223) مليون دولار في عام 2013م.
وتشير إحصائيات وزارة الجيش الصهيونية أن صادرات الأسلحة (الإسرائيلية) إلى دول العالم انخفضت من (6.5) مليارات دولار في 2013 إلى (5.66 ) مليارات دولار في 2014م، وبحسب إحصائيات وزارة الجيش الصهيونية، فقد بلغ حجم الصادرات الإسرائيلية عام 2014 إلى دول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (2.96) مليار دولار، وإلى أمريكا الشمالية (937) مليون دولار، وإلى أوروبا (724) مليون دولار، وإلى أمريكا اللاتينية (719) مليون دولار، إضافة إلى الصادرات إلى أفريقيا بمبلغ ( 318) مليون دولار، فيما اعتبرت منطقة آسيا والباسيفيك من أكثر المناطق في العالم شراء للأسلحة والمعدات العسكرية الإسرائيلية، حيث وصل حجم مشترياتها في عام 2013م إلى (3.9) مليارات دولار.
أمام هذه الأرقام المخيفة عن صادرات الكيان الصهيوني للأسلحة، يتضح الهدف الرئيس من هذا الكم الكبير من صادرات السلاح المتمثل في بقاء الحروب والصراعات في العالم، وإحكام السيطرة على العالم، ولا يخفى على أحد الخوف الدائم لدى الصهاينة على وجود دولتهم الغاصبة في قلب الوطن العربي، فهم يحسبون للأمن ألف حساب، ويرصدون موازنات كبيرة لحماية أمن (إسرائيل) ومواصلة امتلاك أحدث وأعتى الأسلحة العالمية، وتطوير التجارب النووية العسكرية، كيف لا والمعلومات تشير إلى أن الكيان الصهيوني يتحكم بــــ ( 10%) من تجارة السلاح في العالم، وأن دولة الكيان تعد الرابعة في تجارة السلاح عالميًا.
كما قامت وزارة الأمن (الإسرائيلية)، بتأسيس شبكة لتسويق السلاح على مستوى عالمي، وعناصر الشبكة هم جنرالات جيش ومخابرات، ورجال دين، ومقاولون، واستقطبت (إسرائيل) خبراء وفنيين من روسيا وأمريكا والدول الأوروبية لتطوير صناعة السلاح ومنظومات الأمن والتجسس، والتمكن من التغلغل في عدد من الدول الإسلامية، كما شكل جهاز "الموساد" مجموعة من الشبكات السرية تتولى تسويق السلاح الإسرائيلي إلى دول العالم.. أمام النشاط الصهيوني الكبير في صناعة وتصدير الأسلحة إلى العالم .. ماذا أعد العرب لمواجهة هذا الطاغوت الكبير الجاثم على قلوبنا وعلى أرضنا وفي قلب الوطن العربي فلسطين ؟؟
إلى الملتقى ،،
قلم // غسان مصطفى الشامي