معوقات التطور الأسري/ راما علي
إن الفقر والجهل والانعزال الجغرافي والثقافي بين المجتمعات والحضارات , وأصدقاء السوء وقلة الوسائل العلمية وضعف الوازع الديني وتقاليد المجتمعات الفاسدة , كلها مؤشرات تسبب إعاقة تطوير التربية الزوجية .
لا نكون متشائمين إذا وجدنا بعض المعوقات المادية والمعنوية, لتحقيق أي مشروع جديد قائم , فالمسألة تحتاج إلى دراسة عميقة , وتفهم لتحديد المسؤوليات , وتحديد الأهداف ودراسة الإمكانات اللازمة لهذا المشروع , ولا نلوم أي جهة لنتهمها في التقصير , فقد تكون إمكانات الدولة لا تسمح بالعطاء , فلا يعني هذا عدم موافقتها على تلبية رغبات الزوج والزوجة لبناء أول مدرسة في ميدان التربية الزوجية التي لا تنفصل عن أمها التربية والتعليم في أي حال من الأحوال .
من المعروف أن كثيراً من العلوم تتطور وتصعد في اتساعها مع تصاعد الأيام والسنين , وكلما اتسعت دائرتها العلمية , زاد الخير على الإنسانية بسبب رغبـــــــــة الإنسان في حياة فضلى , وأن كثيراً من العلوم يتزايد خطرها عــــــــــلى الإنسانية بزيادة إنتاجها وتوسعها , كالاستنساخ , وصناعة القنابل الذرية والسموم القاتلة والأسلحة الفتاكة , ثم تزايد علوم فلسفة الممارسات الإنسانية الخاطئة التي سببت المشكلات الاجتماعية الخطيرة , والتي ستعصف قلب البشرية إن لم يتم وضع العلاج اللازم , ومن هذا المنطلق يكون واجباً على كل فرد من أفراد المجتمع النهوض في سبيل دعم التربية الزوجية التي ركيزتها الزوج والزوجة المنتجان للأبناء والمجتمع أجمع .
ولما دخلت الثورة الصناعية وتقدمت الوسائل التكنولوجية التي قللت من الأيدي العاملة , بدأ الإنسان يبحث عن العمل وجمع المال , ومنها ظهرت الطبقات الاجتماعية التي أحدثت شرخاً واسعاً في قلوب المجتمعات , وانشغل الناس في طمع المنافسة للحصول على المال بشتى السبل دون النظر إلى المبادئ والقيم التي اعتبرت مخدرا للشعوب في نظر بعض المبادئ الهدامة .
وبدأت التربية الزوجية تتقهقر إلى الوراء , وزادت معها مشكلات الأزواج والأبناء لتعم المجتمع بأسره , للسير نحو التفكك الأسري وإلى ضياع الأبناء وتشردهم بشكل خاص .