ليكن "سلام فياض"
رئيساً للوزراء!
د. فايز أبو شمالةالمؤيدون يقولون: إن الحكومة المنوي تشكيلها هي حكومة السيد عباس، ومن حق عباس شخصياً أن يختار رئيس حكومته القادر على إقناع المانحين بصرف رواتب الموظفين، وشخص فياض موضع ثقة المانحين، وهو الأقدر على الرطانة بلغه الغرب، وقد نجح في توفير الأمن، وإقامة المؤسسات، وهو من حدد قبل عامين شهر أيلول من هذا العام موعداً لقيام الدولة، ولا تنسوا ويلات الحكومة العاشرة، وما رافقها من توقف لصرف الرواتب.!.المعارضون يقولون: لقد تم فرض "سلام فياض" على الشعب الفلسطيني فرضاً، وقبله أبو عمار بحكم الضائقة وزيراً للمالية، ولماذا يضيق أفق الكفاءات الفلسطينية، ولا يتفتح إلا على فياض؟! الذي نسي أصوله، وشارك اليهود في مؤتمرهم السنوي الذي انعقد في مدينة هرتسيليا، أو كما قال الدكتور صلاح البردويل: "إن فياض أساء للشعب الفلسطيني على المستوى الأمني والاجتماعي والفصل الوظيفي والاعتقالات السياسية، وأغرق الشعب في ديونٍ أثقلت كاهله". وأضاف: من المؤكد أننا لن نقبل بفياض لا رئيسا للحكومة ولا وزيرا فيها، لأن أربعة أعوام من الحصار والاعتقالات والتعذيب ارتبطت باسم سلام فياض.بعيداً عن المؤيدين لسلام فياض والعارضين له، سأطرح على حركتي فتح وحماس السؤال التالي: إذا كانت القيادة الفلسطينية قد أرهنت القضية الفلسطينية في بنك الوعود قبل عامين، وراهنت على شهر أيلول من هذا العام، وتصرفت ميدانياً على هديه، فلماذا لا ننتظر الموعد الحاسم، ونترك سلام فياض رئيساً للحكومة الفلسطينية الراهنة في رام الله، حتى نصل إلى التاريخ المزعوم، ثم تصير المسائلة عن هذا الموعد المقدس، وعن حجم الخسارة التي لحقت بالقضية الفلسطينية جراء تجميدها في ثلاجة الانتظار لمدة عامين؟ على حركة حماس أن لا تنسى أن الحكومة مكون رئيسي للسلطة الفلسطينية، والسلطة هي أحدى إفرازات اتفاقيه أوسلو، فكيف تختصمون مع حركة فتح على التفاصيل، وأنتم ترفضون الأصل، الذي أثبت فشله بعد عشرين عاماً من الممارسة!.اتركوا لفياض ما تبقى من زمن حتى شهر أيلول، ولا تفكوا حبل الموعد عن عنقه وحتى لا يقال: إن إقصاء فياض كان السبب الذي أعاق قيام الدولة، أعطوا الرجل فرصته، شرط أن يقدم الجواب على سؤال الفلسطينيين اللحوح، أين هي الدولة التي بشرت فيها قبل عامين؟ وأين دولة المؤسسات التي ستفرضها على المجتمع الدولي؟ واتركوا للسيد عباس ما تبقى من زمن حتى شهر أيلول، أعطوه فرصته الكاملة في المناورة السياسية حتى أيلول، شرط أن يقدم الجواب الذي يتوق له الفلسطينيون؛ وماذا بعد أيلول يا سيد عباس؟ ماذا سيحدث بعد شهر من هذا اليوم، في تاريخ 15 تموز الموعد النهائي للتقدم بالطلب الفلسطيني إلى الأمم المتحدة؟ وهل ستواصل مشوارك التفاوضي، وتغرق قضيتنا في المزيد من المواعيد الوهمية، أم ستقف بشهامة الفارس، وتبدي الندم، وتعلن بجرأة ووضوح عن فشل خيار المفاوضات!.ازعم أن التركيز على المصالحة الداخلية والوفاق الاجتماعي، وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وإعداد هيئتها القيادية القادرة على تحمل المسئولية بعد فشل أيلول، لهو الأكثر أهمية من إضاعة الوقت في التوافق على حكومة لسلطة فقدت صلاحيتها.