كتبت علينا الصلاة خمس مرات في اليوم...
كنت اواظب عليها يوميا..لايمنعني سوى ظروف خاصة أقضيها بعد ذلك بتأنيب ضمير صعب وجلد ذات أصعب...
تنعشني صوت تلاوة القرآن..تبعث في خلاياي روح المحبة والعطاء والمعاني السامية...
لما هاجت الأعاصير حولي..بت أسمع نداءات استغاثة بعيدة ...مؤلمة في أنينها..تقترب كل يوم ..كل دقيقة..كل لحظة...
بتنا نمشي في منازلنا كأننا نمشي في منازلنا كأننا نصعد الجبال...
ناكل خبزا جافا تيبس بريح الفضاء القاسي...لم نعد نخرج كما السابق..فقد غاب والدي وأخي منذ زمن..وتقطعت أوصال الاتصالات بيننا...
كانت والدتي تقرأ القرآن بيقين المبتلى بالحل..مروج صبري باتت تتقاذفها ريح الغضب...
وقد طال غيابهم وركام حروفي ماعاد يتبلعها أحد حولي...
-وفري مقالك وناج الله...
كانت أمي تزرع الأمل في قلوبنا الغضة الطرية..صوت الكلاب يعوي في الليل البهيم..وصوت رصاص يدوي بعشوائية...
انزويت بغرفتي وبكيت وحدي..ذلك لأن أحدا من أخواتي لم يعدن يثرثرن معي...فقد بلغ اضطرابي مبلغه وبت اقفز من حرف لآخر دون ترابط...
-أين أبي؟ بل أين اخي؟
خرجنا بعد ان خبت نيران الرياح...نقلب الصور والطرقات..نطالع في وجوه الجميع..ونسأل بلاصوت ولا كلام:
-أين أبي ؟أين اخي؟
عندما هادت الريح مرة اخرى عدنا ونحن نتمسك بكل ماهو صلب قاس..نردد ماكان والدي يردد قديما:
-عندما تهيج رياح القسوة..فخير العمل هو اللجوء لله فلديه الحل فكونوا معا وجميعا..
عندما أمسكنا بجمر الجوع...ولم نعد نقوى على قراءة القرآن ولا الصلاة...وسط تأنيب أمي ورجائها...
ظهر خيال والدي وأخي من بعيد.. بعيد جدا نظرت لوالدتي بفرح..
- هل عادا؟
-لا لم يعودا بعد..بل عرفنا من يكون عدونا الآن فقط...وعرفنا أول الخيط..وهذا ظلهم فقط..
مافهمت..ومافهمت.. ومافهمت...
لكني ماعرفته جيدا.. أنني مازلت أنتظر والدي وأخي..وعرفت أين يقع الحل ..وإن لم يعودا..
فلم تكن الريح هي الريح... وماكان الخطب هو الخطب...بل كان من وراء كل هذا أمر آخر...أعظم وأخطر..
أن والدي وأخي ذهبا بمهمة عظيمة وسوف يعودا قريبا..ولكن بهيئة أخرى..
-سوف تعرفين بالوقت المناسب فلاتتعجلي الأمور..
ريمه الخاني 5-4-2012