سجون الناس
والناس يقبعون في سجون جدران ذواتهم من اللحم والدم . و جدران هذه السجون أشد أيلاما وأكثر وجعا
من جدران سجون أي صاحب ولاية آخر له سلطان على ايداع الناس في الحبس والسجن . وما يلاقيه الناس في سجون الوالي جعجعة
وأذية عابرة إذا ما قورن بما يلاقيه الناس بمختلف طبقاتهم في سجون الجسد والنفس.
والناس في جدران النفس في عذاب مقيم دون أن يجدوا لشكاتهم قاض يسمعهم أو متنفس
ودون أن يعلموا للسجان ولاء أو فترة ولاية . فعليهم والحالة هذه أن يرضخوا في العذاب المقيم
وأن يقرؤوا طوعا أو كرها في كتاب غير مرقوم دون أن يشهد عليهم شاهد أنهم من أهل السقم وأن سجانا من غير قبيلتهم يرويهم ماء السقم .