مرحبا سمارَ دارٍ أربتْ عطاياها
الدكتور عبدالوهاب محمد الجبوري
المقدمة
وتباركت سنابلٌ ، تنكّبت كل الحقول سلاما
وما برحتْ تُرتّل لثراها (سجّدا وقياما )
بقربكم أشرق السيف والتهب غراما
فاستكتب التاريخ وكبّر في البيد إماما
فأزجى لكم من بغداد أحلى القوافي هياما
وأضاء في عينيه ، مفاتن الخالدَين ، الهرم والشاما
القصيدة
شوقٌ نديٌّ ، تغافل عنه الذبولْ
وقمر بهي يذوب في عشق الندى والحقول
وثغر تبسم عن ومضةٍ أهلّتْ
وعيونُ صفاءٍ ألهبتْ
شمسا منها أطلّتْ
بلادي لست أنساها
إذا نادى بردى ، من تهوى
أجاب القلب أهواها
فسبحان الذي انشأ مفاتنها وسواها
***
مرحبا سمار دار
تألّق النور في مقلتيها
فشبّ بقامته ملهبا
صِبا حلم غطّى سنا وجنتيها
وضمني حنين لربوعها موردا
أطير وأشدو وامرح
بين الازاهير والندى
قد قالها السمار ، سنجعلها
تراتيل من شوق يفيض على المدى
فقلت رعا الله دارا
أعزاء ، أهلها ، لو يعلمون أماجدا
ورحت أسائل العابرين كأنني
ضربت على درب العائدين موعدا
لقاء على أحلى الطيوف يلفنا
وعودا وأياما تمر بنا تباعدا
غدا سنجني من كؤوس رحيقها
أما آن يوما أن نثاب ونسعدا
أيا سمارها
تعالوا نلف حقولها وبساتينها
فصبحها تدفق في كل العيون تنهدا
***
مرحبا سمار دار أربَتْ عطاياها
على كفّ الشمس هبّ فتاها
يجلو محاسنها ويصلاها
***
واماسيها تهدهدت بين الورود جذلى
تُباهي البنفسج وكل من باهى
***
يا ظبية تطوي الدروب ، محلقة بمداها
تصد الوحوش في حومها
فيأتون سراعا يخطبون رضاها
ما كنت احسبني أذوب صبابة
حتى لقيت على الجراح هواها
***
ايا سمار دار شمسها تضحك
في الغروب وتزدهي
في حلة من نضار وعسجد
تنام هنيئا لها الأحلام في رغد
فليس غيرها طاف القلب من احد
أيا سمار داري
أني ببعدكم أخاف أن أصحو يوما
فإذا بي اقبع بين السلاسل والنار
أني بليت بداء ما الدواء له
إلا الوصال ، ودهري لا يسعفني
ما كان طرفي يأبى النوم من سقم
أني بقربكم معافى ، ولفح الشوق ارّقني
عهدي أن أظل معتصما بقبضة عاصف
متوثب أبدا على جيشان ....
مرحبا سمار دار اربت عطاياها
على كف الشمس هبّ فتاها
يجلو محاسنها ويصلاها
*********
تنويه / كتبت هذه القصيدة على عجل وألقيت خلال دعوة الغداء التي اقامها عدد من الاخوة المثقفين والباحثين والشعراء السوريين في الحديقة البيئية في دمشق اعتزازا بزيارة الدكتور عبدالوهاب محمد الجبوري لسوريا العروبة وتكريما له بمناسبة منحه شهادة الدكتوراه الفخرية ومنحه درجة عالم من قبل الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين .. فكانت هذه الكلمات العجالة نابعة من القلب إلى القلب عرفانا ووفاء لهم على حفاوتهم البالغة وكرمهم الذي يجسد أصالة القيم والمباديء العربية والإسلامية ..