عند انعطاف البحر على الصواري
حلمتُ اليوم بعدّةِ أشياء
بعطورٍ وبخورٍ
وبأنّي أفترسُ البحر فينشقُّ منه الماء
حلمتُ بأن خيولًا تركضُ ، تصهلُ
تحملني في الغامض حيث تشاء .
لم أعرف المكانَ لكني شعرتُ بوجعِ الغناء
كما حلمي في صدري يتردد صوتُها :
يا صاحب النشيدِ ، صاحب الموتِ ، يا قاتلي
كلما تجسّدتُ لكَ بآلاف النساء .
أأحلمُ ، أم جُنِنْتُ ، أم أنها عادت للحياة
أهربُ، أختبئُ ، أحلمُ ، سأحلمُ
وأصهلُ كحصانٍ برّيٍ ٍ يَهْدُرُ
وبين الضلوعِ دمٌ ينزفُ
يمتدُّ في خاصرتي موتًا
يقطعُ المسافةَ بين روحي والسماء .
وما بين نزفي والصهيل
أستجدي صرخةَ وجعٍ تدوّي
كبوقِ الصحوِ بآذانٍ صماء.
حلمتُ بعدّةِ أشياء
بأنّي وإيّاها في مقهى الهاربين إلى الحياة
عصفوران
أغنّي غرّيدًا لا أتوقفُ خشيةً،
كمن سيفقد صوتَه عند شروق الشمس
تلتهب قلوب الحاضرينَ
فتراودني بصوتٍ رخيمٍ
تشدو للهوى الخفّاق
تعانقني ، يلتبسُ الحلمُ
فأتمطى كالناعس هربًا من شظاياه .
حلمتُ بعدّة أشياء
بأنّا التقينا عند انعطاف البحر على الصواري
مالتْ، فمِلنا معها ، تأرجحت
واحتجبت عن الرؤية ، فافترقنا .
ظهرتِ عروسةً بحرٍ
وأنا البحار
حملكِ الموجُ
وحملني الحب
والتقينا عند رصيف المرفأ الخشبي
فأصبح لسان البحرِ ينطق عن الهوى
أعلننا عاشقين تزاوجا في عزف موجٍ صاخبٍ
فأنجبا وطنا خالصا في الألحان .
التجأنا لمحارةٍ وألهانا التكاثر
فزدنا العاشقين قصيدة .
18-6-2011